ظهر مرض غامض خلال العقدين الماضيين في فلسطين، يدعى "التصلب اللوحي أو المتعدد"، والذي يعد من الأمراض النادرة والخطيرة، فيما لا تزال أسبابه مجهولة، دون التوصل إلى علاج جذري له، فيما ينتشر بين النساء أكثر من الرجال.
ووفقا لطبيب متخصص بالأعصاب، الذي تحدث لوكالة "سند للانباء"، فإن المرض مناعي مزمن، يُصيب الجهاز العصبي المركزي في الجسم، موضحين أنه يصيب الأشخاص الذين تتراجع عندهم مادة "المايلين" التي تُحيط بالخلايا العصبية التي تعمل على تسريع نقل السيلان العصبي إلى جميع أنحاء الجسم.
ونقلت الوكالة عن الدكتور محمد قبها أخصائي الأعصاب، توضيحه أن المرض يظهر على شكل نقاط تظهر على الدماغ أو الحبل الشوكي، ينتج عنها هزال في الجسم، خدران وتنميل في الأطراف يصل أحيانا للشلل المؤقت أو الدائم.
وأشار قبها إلى أن المرض قد يتسبب أيضا في تشويش في الرؤيا وعدم التوازن وعدم القدرة على التحكم بالتبول ومشاكل في النطق والذاكرة، مبينا أنه ينتشر بين النساء بدرجة أكبر من الرجال.
ولم يخف الدكتور قبها، أهمية الفحص السريري الأولي أو صور الرنين المغناطيسي أو "الخزعة" من أسفل الظهر، في المساهمة بمحاصرة المرض وتقليل الأضرار الناتجة عنه.
وبحسب قبها، فإن أخطر ما في المرض، هو أنه يبقى كامنا في الجسم لسنوات، دون ظهور أي أعراض له ثم بعد ذلك تظهر الأعراض بشكل مفاجئ.
وأشار إلى أنه لم تعرض أسباب المرض حتى الآن، موضحا أن هناك عوامل مساعدة، أهمها العامل الوراثي، ونقص فيتامين D والإصابة بأحد الأمراض الفايروسية.
ولفت إلى أن المرض ينتشر في الدول الأجنبية الباردة التي لا ترى الشمس لفترات طويلة بشكل أكبر، مبينا أن التعرض لمصادر الحرارة لفترات طويلة والاستحمام بمياه ساخنة والإجهاد والتوتر النفسي، كلها عوامل تزيد من أضرار المرض.
وتشير التقديرات إلى أنه من بين 10 آلاف شخص، هناك بين 3-5 مصابين بهذا المرض.
ولفت قبها، إلى أن أهم علاج للمرض حتى الآن هو "الكورتزون" في الوريد، وإبر "الربيف" أو "الإيفونكس" التي تؤخذ 3 مرات أسبوعياً أو مرة في الأسبوع أو حبوب "الجيلينيا" أو غسيل بلازما الدم.