اعتبر الكاتب الصحفي ورئيس تحرير وكالة "معا" ناصر اللحام، اليوم السبتـ أن حل الدولتين الذي ورد في اتفاقيات أوسلو "شعارا سخيفا"، وذلك بعدما أخذ الاحتلال فرصته وجميع الفرص الأخرى التي لا يستحقها أساسا.
وقال اللحام في مقال نشره اليوم: "إن هذا الخيار بات منفصلا عن الواقع، شعار جبان وخائف، ويحمل إهانة للمواطن الفلسطيني الذي يشاهد بأم عينه كيف سرق الاحتلال الأرض، وقتل الانسان، ودمّر الزرع، وجفف الضرع، ومنع التواصل الجغرافي وقطع الطريق على أي حل وسط".
وأضاف اللحام: "السؤال الآن في أوساط القيادة الفكرية والتنظيمية للشعب الفلسطيني هو هل يستحق الاحتلال فرصة أخرى؟. والاجابة بالإجماع أن هذا الاحتلال العنصري لا يستحق أية فرصة وأن عليه أن يدفع فاتورة ثلاثين عاما من العبث السياسي والأمني".
وتابع: "امّا الدعوة الى حل الدولتين بعد كل ما يفعله الاحتلال، فهو عجز عن وانفصال عن الواقع. وغالبا بلاهة سياسية. لأن من يقود الشارع الإسرائيلي ويحكم الكنيست والحكومات الصهيونية المتعاقبة هم الإرهابيين اليهود من أتباع العنصري الهالك مئير كهانا والمجحوم غولدشتاين وأمثالهم من الزرع الشيطاني الذي غرسه نتانياهو. وهم الان أصحاب القرار في المجتمع الإسرائيلي".
وأشار اللحام إلى أن هناك جيل فلسطيني جديد قادم، لم ير في حياته سوى جدار الفصل العنصري وسوى القتل وهدم المنازل والاعدامات الميدانية التي تنفذها عصابات المستعربين.
وأكمل اللحام في مقاله: "موجات العمليات التي بدأت تقع هي نموذج عن المستقبل القادم في ظل انعدام الحل السياسي. مستقبل العنف ودوائر الدم التي سبّبها متطرفون يهود قرروا تكثيف الاستيطان في الضفة واقتحام الأقصى وسرقة أراضي الكنائس واستفزاز العرب والمسلمين في حي الشيخ جراح".
وأكد اللحام أن قرار رئيس وزراء الاحتلال السماح للإرهابيين اليهود باقتحام المسجد الأقصى. كان بمثابة رصاصة الرحمة على رأس أي حل وسط يمكن الثرثرة به في الوضع الراهن.
وأضاف اللحام: "اتابع وأقرأ ما يكتبه المحللون الامنيون والعسكريون والسياسيون الإسرائيليون. فأشعر أنهم مجموعة من "البلهاء" وكأنهم لا يعرفوا ما يحدث في الشارع الفلسطيني. وهم لا يعرفون المنحى الجديد الذي اّلت اليه الأمور. أو ربما انهم سكروا بكلام حكومات عربية وقعت صك التطبيع والذل وهي لا تمثل شعوبها ويحتقرها المواطن العربي ويحتقر ذكر اسمها".
وشدد على أن أي حل سياسي قادم لا بد يمرّ من الأردن، وأنه لن ينجح الا اذا تواصلت الدولة الفلسطينية جغرافيا وخلت من أي جندي إسرائيلي أو مستوطن.
وأوضح أن المواطن الفلسطيني يريد أن يسير بسيارته من رفح وحتى جنين دون ان يشاهد أي جندي احتلال في طريقه، لا في السماء ولا على الأرض ولا في البحر .