يواصل المستوطنون منذ حوالي أسبوع، أعمال تجريف في أراضي منطقة احمير التابعة لخربة الفارسية بالأغوار الشمالية. أعمال التجريف هذه يصفها سكان المنطقة بالمريبة ويتخوفون أن تقود للاستيلاء على ما تبقى من أراضيهم.
يقول أحد المواطنين من المنطقة، إن هذه الأعمال غير معتادة ولا يعرف إلى متى ستستمر وماذا سينجم عنها، لكنه بدا متأكدا أن الوضع في الخربة بعد الآن لن يعود كما السابق.
ما يدعو للقلق، وفقا للمواطنين، أن المستوطنين يستخدمون معدات كبيرة في آن واحد، ويواصلون الليل بالنهار في أعمال التجريف، وما يزيد من التخوفات أن هذه الأعمال تمتد على مساحة كبيرة تفوق الـ10 دونمات وقريبة جدا من خيامهم.
قبل أعمال التجريف الأخيرة، كان المستوطنون قد جرفوا مساحات أخرى قريبة من هذه الأراضي ووضعوا فيها بيوتا متنقلة "كرفانات". لا يعرف سكان الفارسية حتى الآن لماذا ستستخدم هذه "الكرفانات"، لكنها أصبحت أمرا واقعا على أراضيهم.
الأعمال المتسارعة التي ينفذها المستوطنون مؤخرا لإحكام قبضتهم على الفارسية ليست جديدة، فقبل عامين شرعوا بزراعة أشجار ووضع معرش وخزان مياه في أراضي الخربة، ولاحقا سيجوها ومنعوا الأهالي من الوصول إليها.
يقول رئيس مجلس قروي المالح والمضارب البدوية مهدي دراغمة إن كمية المعدات المستخدمة والوتيرة السريعة التي يعمل بها المستوطنون تؤكد أنهم ينوون على أمر خطير
وغالبا قد يكون إقامة وحدات استيطانية جديدة تشكل امتدادا لمستوطنة "سلعيت" المقامة على أراضي المواطنين نظرا لأن عمليات التجريف تجري على بعد 200 متر تقريبا منها.
وتتزامن أعمال التجريف في خربة الفارسية مع أعمال توسعة وتجريف في غالبية مستوطنات الأغوار، وفقا لدراغمة، مشيرا إلى أن "مجلس المستوطنات" أعلن مؤخرا نيته إجراء عمليات توسعة وإقامة بنى تحتية جديدة في غالبية مستوطنات الأغوار.
يؤكد دراغمة أنه في حال إقامة بؤرة استيطانية جديدة أو توسعة مستوطنات في المنطقة، فهذا يعني إحكام السيطرة على الخربة بشكل كامل، والتضييق على سكانها، ومحاربتهم فيما تبقى من مصادر رزقهم التي فقدوها بسبب المستوطنات الجاثمة على أراضيهم
حيث فقدوا غالبية مراعيهم وأراضيهم الزراعية ومصادر مياههم. منذ احتلال الأغوار عام 1967 دمر الاحتلال خربة الفارسية وهجر غالبية سكانها، وأقام على أراضيها وفي محيطها عدة مستوطنات، منها: "ميخولا، وشدموت ميخولا، وروتم، وسلعيت". ــــــ ر.ح