أدانت واشنطن اختبار كوريا الشمالية اليوم الخميس صاروخا باليستيا عابرا للقارات قبالة ساحلها الشرقي، كما أعلنت كوريا الجنوبية الرد باختبار صواريخ عدة لإرسال رسالة إلى جارتها الشمالية بأنها على أتم الاستعداد.
وقالت المتحدثة باسم البيت الأبيض جين ساكي -في بيان- "يمثل هذا الإطلاق انتهاكا صارخا لعدة قرارات لمجلس الأمن التابع للأمم المتحدة، ويزيد التوتر من دون داع، ويهدد بزعزعة استقرار الوضع الأمني في المنطقة".
وأضافت ساكي أن الباب لم يغلق في وجه الدبلوماسية، لكن كوريا الشمالية يجب أن تتوقف على الفور عن الأفعال المزعزعة للاستقرار، حسب قولها.
ومن جهة أخرى، دفعت هذه التجربة كوريا الجنوبية لإطلاق وابل صواريخ "من البر والبحر والجو"، وقالت هيئة أركانها المشتركة -في بيان- إن التجربة تؤكد أن جيشها لديه "الاستعداد والقدرة" على توجيه ضربة دقيقة لمواقع إطلاق الصواريخ ومنشآت القيادة والدعم وغيرها من الأهداف في كوريا الشمالية إذا لزم الأمر.
وفي وقت سابق، أكد الرئيس الكوري الجنوبي، مون جيه-إن، أن المقذوف الذي تم رصده ظهر اليوم الخميس عبارة عن صاروخ باليستي عابر للقارات، متهما زعيم كوريا الشمالية كيم جونغ أون بانتهاك الوقف الاختياري لإطلاق الصواريخ الباليستية العابرة للقارات.
وأضاف مون، الذي جعل من التواصل مع كوريا الشمالية هدفا رئيسيا لإدارته ومن المقرر أن يترك منصبه مايو/أيار المقبل، أن الإطلاق يمثل كذلك تهديدا خطيرا لشبه الجزيرة الكورية وللمنطقة وللمجتمع الدولي، وانتهاكا صارخا لقرارات مجلس الأمن الدولي.
وبدوره، قال رئيس الوزراء الياباني فوميو كيشيدا إن الصاروخ سقط قبالة الساحل الغربي لهوكايدو، قرب المياه الإقليمية اليابانية، معتبرا هذه التجربة "من أعمال العنف غير المقبولة".
وقالت السلطات اليابانية يبدو أن ما حدث هو إطلاق "نوع جديد" من الصواريخ الباليستية العابرة للقارات حلق في الجو لنحو 71 دقيقة، على ارتفاع حوالي 6 آلاف كيلومتر ومدى 1100 كيلومتر من موقع إطلاقه.
وتجربة اليوم الخميس ستكون هي التجربة الصاروخية الحادية عشرة -على الأقل- التي تجريها كوريا الشمالية هذا العام، في تواتر غير مسبوق، والتي تأتي بعد زهاء أسبوع من إعلان الجيش الكوري الجنوبي أن الجارة الشمالية أطلقت "مقذوفا غير محدد"، إلا أن العملية باءت بالفشل فورا.
وأشار محللون إلى أن الاختبار كان لما يسمّى بـ"الصاروخ الوحش" أو "هواسونغ 17″، وهو نظام جديد من الصواريخ العابرة للقارات لم يتم إطلاقه سابقا.
وجمدت كوريا الشمالية تجارب الصواريخ الباليستية العابرة للقارات والاختبارات النووية منذ عام 2017، لكنها وصفت هذه الأسلحة بأنها ضرورية للدفاع عن نفسها، وقالت إن المفاوضات مع الولايات المتحدة غير جادة ما دامت واشنطن وحلفاؤها يواصلون "سياسات عدائية" مثل العقوبات والتدريبات العسكرية.