كشف واحد من أوثق حلفاء الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، أمس الإثنين، أن “العملية العسكرية” لا تسير بالسرعة التي أرادها الكرملين، وفيما نفى الأخير طلب مساعدة عسكرية من الصين، قالت مسؤولة أمريكية إن “انحياز” الصين لروسيا “مقلق للغاية”
ودعا وزير الخارجية القطري، محمد بن عبد الرحمن آل ثاني، بعد لقاء نظيره الروسي سيرغي لافروف، في موسكو، جميع الأطراف إلى ضبط النفس، وحل الخلاف عبر الحوار البناء والطرق الدبلوماسية، وفي حين أعُلن عن مناورات عسكرية للناتو في النروج، تواصل سقوط المدنيين بفعل عمليات القصف في أوكرانيا، وسط تحذير أممي من أن “نشوب صراع نووي، بات محتملا مرة أخرى”.
وقال فيتالي كوفال، حاكم منطقة ريفني في شمال أوكرانيا، إن تسعة أشخاص على الأقل قتلوا وأصيب تسعة آخرون في غارة جوية على برج تلفزيوني في المنطقة. كما أعلن أوليكسي أريستوفيتش، كبير مستشاري مكتب الرئاسة الأوكرانية، في حديث لقناة تلفزيونية، مصرع أكثر من 2500 مدني في مدينة ماريوبول منذ بدء الغزو. في المقابل، قال المتحدث باسم الكرملين، ديمتري بيسكوف إن “وزارة الدفاع في الاتحاد الروسي لا تستبعد إمكانية فرض السيطرة الكاملة على المراكز السكانية الرئيسية، مع ضمان أقصى درجات السلامة للسكان المدنيين”.
ورد بيسكوف بالنفي على سؤال حول تصريحات المسؤولين الأمريكيين الذين قالوا إن روسيا طلبت من الصين معدات عسكرية. وأجرى مستشار الأمن القومي الأمريكي جايك ساليفان وكبير مسؤولي السياسة الخارجية في الحزب الشيوعي الصيني يانغ جيشي في روما “نقاشا جوهريا حول حرب روسيا على أوكرانيا”، وفق ما أفاد البيت الأبيض في بيان مقتضب.
وقالت مسؤولة أمريكية كبيرة الاثنين إن “انحياز” الصين إلى روسيا “مقلق للغاية”، وذلك بعيد لقاء بين مسؤولين أمريكي وصيني في روما دام سبع ساعات وتباحثا خلاله حول الحرب في أوكرانيا وقضايا أمنية أخرى. وصرحت المسؤولة للصحافيين طالبة عدم ذكر اسمها، “لدينا قلق عميق بشأن انحياز الصين إلى روسيا”.
ورغم حديث الكرملين عن إمكانية السيطرة على المدن، في أوكرانيا، فإن واحدا من أوثق حلفاء الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، قال إن العملية العسكرية التي تنفذها روسيا في أوكرانيا لا تسير بالسرعة التي أرادها الكرملين.
وعزا فيكتور زولوتوف رئيس الحرس الوطني، الإيقاع الأبطأ من المتوقع إلى ما قال إنها “قوى أوكرانية يمينية متطرفة تختبئ خلف المدنيين”.
وفي سياق الحراك الدبلوماسي، بحث وزير الخارجية القطري محمد بن عبد الرحمن آل ثاني، مع نظيره الروسي سيرغي لافروف، في موسكو، مستجدات الأوضاع في أوكرانيا.
وجدد وزير الخارجية القطري، التأكيد على دعوة بلاده لـ”جميع الأطراف إلى ضبط النفس، وحل الخلاف عبر الحوار البناء والطرق الدبلوماسية، وتسوية المنازعات الدولية بالوسائل السلمية، وضمان سلامة المدنيين واعتبار ذلك أولوية قصوى”.
كما أكد حرص بلاده على “ميثاق الأمم المتحدة والمبادئ الراسخة للقانون الدولي، بما فيها الالتزام بتسوية المنازعات الدولية بالوسائل السلمية، والامتناع عن التهديد باستخدام القوة، والالتزام بسيادة واستقلال الدول وسلامتها الإقليمية”.
إلى ذلك، بدأت مناورات عسكرية ضخمة يشارك فيها ثلاثون ألف عسكري من الحلف الأطلسي ودول شريكة، في النروج، على خلفية الأزمة بين الغرب وموسكو حول الغزو الروسي لأوكرانيا، تزامنا مع إعلان موسكو، أن نحو 500 من مشاة البحرية الروسية أجروا تدريبات كانت مقررة مسبقا في منطقة كالينينغراد الروسية على بحر البلطيق. كما أعلن في ألمانيا عن نية الحكومة شراء 35 مقاتلة أمريكية من طراز “اف 35” و15 مقاتلة “يوروفايتر”.
ودق الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش ناقوس الخطر بشأن قيام روسيا برفع مستوى التأهب لقواتها النووية، واصفا ذلك بأنه ‘تطور مروع”. وأضاف للصحافيين أن “نشوب صراع نووي، وهو أمر لم يكن متصورا، بات محتملا مرة أخرى”، وكرر دعوته إلى وقف الأعمال القتالية على الفور.