رام الله الإخباري
كشفت مواقع عبرية أن خطوة استثنائية قامت بها السلطات التركية خلال اجتماع بين كبار أعضاء الوفد “الإسرائيلي” الذي رافق رئيس دولة الاحتلال يتسحاق هرتسوغ في زيارته لتركيا، وكبار مستشاري الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، تم فيها تسليم “نقش سلوان” الموجود بمتحف الآثار في اسطنبول للاحتلال الإسرائيلي.
يُطلق الاحتلال على النقش الأثري الشهير “نقش سلوان” اسم “كتوبت هشيلوح” وهو معروض حالياً في متحف الآثار في إسطنبول، وتم تسليمه للاحتلال، وتزعم مصادر الاحتلال أن القطعة التاريخية تمثل قيمة دينية وتاريخية بالنسبة لهم، وربما تكون شمعدانًا قديمًا من فترة الحكم العثماني.
وتم اكتشاف “نقش سلوان” الأثري عام 1880 في قناة قديمة تمر من سلوان وتزود مدينة القدس بالمياه، ويصف النقش الذي تم تخليده على الحائط بالكتابة العبرية القديمة لقاءً بين مجموعتين من الحجارة العبريين في أيام “حزقيا” ملك يهوذا في حوالي 702 قبل الميلاد، بالنسبة للكثيرين هذا هو أهم نقش تاريخي من العصور التوراتية، كما تدعي وزارة الآثار التابعة للاحتلال.
تمت إزالة النقش من مكانه عام 1890 وتنقل في أماكن مختلفة وفي النهاية وضعت الدولة العثمانية يدها عليه وتم إرساله إلى متحف الآثار في إسطنبول، ولا يزال موجودًا هناك ويجذب جمهورًا كبيرًا من السياح.
وقبل خمس سنوات حاولت وزيرة الثقافة التابعة للاحتلال آنذاك ميري ريغيف إعادة النقش، وعرضت على الأتراك استبداله بـ”فيلين”، وتم رفض العرض.
الفلسطينيون والعرب عبّروا عن غضبهم إزاء هذا الاتفاق، وإعادة النقش للاحتلال وذلك عبر منشورات لهم عبر مواقع التواصل الاجتماعي.
واعتبر باحثون بأن هذه الخطوة التركية تدعم تهويد القدس المحتلة، وبدلًا من إعادة الأمانة إلى أصحابها الفلسطينيين، سيتم تسليم “نقش سلوان” الذي يعود إلى القرون القديمة قبل الميلاد لدولة الاحتلال والمستوطنين.
آخرون قالوا: “في ظل الصراع المحتدم على تغييب وتغريب روايتنا التاريخية والسياسات الممنهجة لتهويد القدس والمقدسات.. السلطات التركية توافق على تسليم “إسرائيل” نقش سلوان في اللقاء الأخير”.
وبحسب مقال للباحث أحمد الدبش، منذ أن اكْتُشِف ذلك النقش المسمّى نقش سلوان، أُثيرَت أسئلة، لم يُعْثَر لها على إجابة، حتّى اليوم؛ مثلًا متى كُتِب ذلك النقش؟ ولماذا عُثِرَ عليه، في عمق النفق، وليس عند مدخله؟ ولماذا لم يُذْكَر اسم الحاكم، الّذي أمر بحفر النفق؟. واعتبر أن ذلك دليلا على زيف الرواية الصهيونية بشأن النقش بالإضافة إلى أدلة أخرى أوردها في مقالته “نقش سلوان… ارتباك التأريخ التوراتيّ”.
وكان رئيس دولة الاحتلال يتسحاق هرتسوغ قد زار تركيا بعد دعوة من الرئيس التركي، وجرى استقباله بحفاوة بالغة، وهو ما لاقى ردود فعل غاضبة من الفلسطينيين، الذين اعتبروا الموقف التركي تطبيعاً خطيرًا مع الاحتلال على حساب القضية الفلسطينية والفلسطينيين.
القسطل