هل بدأت الحرب العالمية الثالثة بالفعل ؟ خبراء يجيبون

الحرب العالمية الثالثة

رام الله الإخباري

مع اندلاع أعمال العنف في أنحاء أوكرانيا وتصاعد الأعمال العدائية بين موسكو والحلفاء الغربيين، أصبح خطر تطور الأحداث إلى حرب عالمية ثالثة أكبر من أي وقت مضى.

وبحسب شبكة «سكاي نيوز» البريطانية، يعتقد بعض خبراء الأمن، أن الحرب العالمية الثالثة مشتعلة في الوقت الحالي بالفعل، في حين يقول آخرون، إن إشعال روسيا الشرارة التي ستسبب صراعاً وجودياً عالمياً هو «مسألة وقت فقط».

من جهته، قال الأمين العام لحلف الناتو، ينس ستولتنبرغ هذا الأسبوع، إن الحروب، بالإضافة لكونها خطيرة، فإنها «لا يمكن التنبؤ بها».

ويقول عدد من الخبراء، إنه، بالنظر في الكيفية التي يمكن أن تتطور بها الأحداث الحالية، فمن الخطر افتراض أن المأساة والمعاناة التي لحقت بأوكرانيا سيتم احتواؤها داخل حدودها.

ويتمحور قرار الرئيس الروسي فلاديمير بوتين بغزو أوكرانيا حول الرغبة في تغيير اتجاه توسع حلف الناتو شرقاً منذ نهاية الحرب الباردة، وإعادة سيطرة ونفوذ موسكو في المنطقة.

وهذا يعني أن نتيجة أفعاله يمكن أن تحدد مصير أوروبا بأكملها.

ويعدّ الغزو الروسي كارثة لعدد هائل من الأوكرانيين، بعضهم يقاتل من أجل بلاده، والبعض الآخر اضطر إلى الفرار إلى الدول المجاورة.

هل بدأت الحرب العالمية الثالثة بالفعل؟

يقول بعض خبراء الأمن، إن الحرب بدأت بالفعل، ولكن «ليس في ساحة المعركة»، بل بين مبادئ الديمقراطيات الغربية والليبرالية من جهة والأنظمة الاستبدادية من جهة أخرى.

وخلّف الغزو الروسي تأثيراً عميقاً على النظام الدولي، حيث تسبب في قطع العلاقات الاقتصادية والمالية والتجارية والثقافية والسياحية والرياضية بين روسيا والغرب.

ويوم السبت، وصف بوتين قرار الغرب بفرض عقوبات غير مسبوقة على نظامه بأنه «أقرب إلى إعلان الحرب».

كيف يمكن أن تندلع الحرب الفعلية بين روسيا والغرب؟

هناك الكثير من الأفعال المحتملة التي قد تدفع روسيا والغرب إلى خوض مواجهة مسلحة.

فعلى سبيل المثال، أوضح حلف الناتو، أنه لن يرسل قوات إلى أوكرانيا لمساعدة القوات المسلحة الأوكرانية في الدفاع عن نفسها. إن مثل هذه الخطوة ستكون فعلياً إعلان حرب مع روسيا.

وقد استخدم الغرب الحجة نفسها لرفض المناشدات المتزايدة من الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي وحكومته لفرض منطقة حظر طيران فوق سماء أوكرانيا.

وقال الناتو، إن مثل هذه الخطوة، التي ستقلل بلا شك من قدرة روسيا على شن غارات جوية ضد البلدات والمدن وستنقذ أرواح المدنيين، قد تؤدي إلى حرب أوسع بكثير.

ولكن، بدلاً من ذلك، يحاول الحلفاء الفرديون، بما في ذلك المملكة المتحدة والولايات المتحدة وحتى ألمانيا التي كانت مسالمة في السابق، تتبع خط وسط بين التدخل المباشر وعدم القيام بأي شيء.

يتضمن ذلك إرسال أسلحة وذخائر لتعزيز قدرة أوكرانيا على الدفاع عن نفسها.

ولكن لو اعتبرت موسكو أن إسقاط إحدى طائراتها بصاروخ أهدته واشنطن إلى أوكرانيا، على سبيل المثال، بأنه معاداة أميركية لها، سينتج من ذلك حرب شاملة بين روسيا والغرب، وفقاً للخبراء.

إلا أن الخيار البديل للحلفاء الغربيين، المتمثل في عدم القيام بأي شيء لدعم أوكرانيا عسكرياً، سيجعل ببساطة هزيمة أوكرانيا أمراً لا مفر منه؛ الأمر الذي سيكون له تأثير عميق على توازن القوى في أوروبا، ويمكن أن يغذي في النهاية شهية الأنظمة الاستبدادية الأخرى - وخاصة الصين - لاستخدام القوة العسكرية لفرض إرادتها على الدول الأخرى.

ومن بين العوامل الأخرى التي يمكن أن تحول الغزو الروسي لأوكرانيا إلى حرب أوسع هو «الصدفة».

فكلما طالت مدة الصراع، زادت إمكانية «الخطأ»؛ ما يعني أن الصواريخ والقذائف الروسية يمكن أن تصيب إحدى دول الناتو المتاخمة لأوكرانيا بالخطأ؛ الأمر الذي سيعدّ عدواناً يستوجب الرد.

وأخيراً، قد تندلع حرب مسلحة فعلية بين الغرب وروسيا نتيجة «لحدوث سوء تقدير من قبل روسيا». قد يتمثل ذلك في اتخاذ بوتين لقرار باستهداف دولة مجاورة عن قصد، مثل مولدوفا، أو محاولته اختبار وحدة الناتو من خلال مهاجمة أحد أعضاء الحلف مباشرة.

 

الشرق الاوسط