قال الرئيس الأمريكي جو بايدن، الأربعاء 2 مارس/آذار 2022، إن كل الخيارات مطروحة على الطاولة فيما يتعلق باحتمال قيام بلاده بفرض حظر على استيراد النفط والغاز الروسيَّين، بعد أن غزت موسكو أوكرانيا، مؤكداً أن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين "أصبح معزولاً، والعالم الحر سيحاسبه على تصرفاته".
فيما أشار إلى أنهم "على اتصال بالرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي، وهو وحده مَن يقرر البقاء في كييف من عدمه"، مردفاً: "أعتقد أن اتخاذ القرار يعود إليه. أما نحن فنعمل ما في وسعنا".
حظر الطيران الروسي
كما أعلن بايدن، أمام أعضاء مجلسي النواب والشيوخ، أن الولايات المتحدة ستغلق أجواءها في وجه كل رحلات الطيران الروسي.
في حين أشار إلى أن الاقتصاد الروسي "يتداعى، وكل اللوم على بوتين"، لكنه طمأن بأن هذا الوضع لن يؤثر على اقتصاد بلاده.
حيث شدّد بايدن على أنهم سيقومون بحماية المستهلكين والشركات الأمريكية من تداعيات العقوبات المفروضة على روسيا.
مخاوف سوق النفط العالمية
من جهته، قال البيت الأبيض إنه يقيّم المخاوف المتعلقة بسوق النفط العالمية واحتياجات الأمريكيين عند النظر في أمر استهداف قطاع الطاقة الروسي بإجراءات عقابية بسبب غزو روسيا لأوكرانيا.
بدورها، نوهت نائبة الرئيس الأمريكي، كامالا هاريس، إلى أن كل الخيارات مطروحة في التعامل مع روسيا.
في غضون ذلك، بدأ، الأربعاء، بدء تنفيذ حظر الطيران المدني الروسي فوق الأجواء الأمريكية، رداً على العملية العسكرية التي تشنها موسكو ضد أوكرانيا.
يأتي إعلان حظر الطيران الروسي في الأجواء الأمريكية بعد أن أعلن الاتحاد الأوروبي، الثلاثاء، أنه يجري مناقشات مع الولايات المتحدة من أجل تطبيق حظر على الرحلات الروسية.
كانت أوكرانيا قد طالبت حلف شمال الأطلسي والولايات المتحدة بفرض منطقة حظر طيران في مجالها الجوي لوقف الضربات الجوية الروسية، وهو ما يرفضه الحلف وواشنطن بذريعة أن ذلك يخلق "حرباً مباشرة" بين الدول الغربية وروسيا.
في وقت سابق من يوم الأربعاء، تجدد إطلاق صفارات الإنذار بالعاصمة الأوكرانية كييف. كما شوهد جنود أوكرانيون وهم ينصبون حواجز أمنية في بعض شوارع المدينة.
العملية العسكرية الروسية
يشار إلى أن روسيا أطلقت، فجر الخميس 24 فبراير/شباط 2022، عملية عسكرية في أوكرانيا، تبعتها ردود فعل غاضبة من عدة دول بالعالم؛ وهو الأمر الذي دفع عواصم ومنظمات إقليمية ودولية إلى فرض عقوبات مختلفة على موسكو شملت قطاعات متعددة، منها الدبلوماسية والمالية والرياضية.
يعد هذا الهجوم الروسي هو الأكبر على دولة أوروبية منذ الحرب العالمية الثانية، وينذر بتغيير نظام ما بعد الحرب الباردة في أوروبا.
مواطنون أوكرانيون في كييف يصنعون قنابل المولوتوف/ getty images
من جانبه، اتهم الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي، موسكو بمحاولة تنصيب حكومة "دُمية" (تخضع لروسيا)، وتعهد بأن الأوكرانيين سيدافعون عن بلادهم ضد "العدوان".
في المقابل، تقول موسكو إن "العملية العسكرية تستهدف حماية أمنها القومي"، وحماية الأشخاص "الذين تعرضوا للإبادة الجماعية" من قِبل كييف، متهمةً ما سمتها "الدول الرائدة" في حلف شمال الأطلسي "الناتو" بدعم من وصفتهم بـ"النازيين الجدد في أوكرانيا".
كانت العلاقات بين كييف وموسكو قد توترت منذ نحو 8 سنوات، على خلفية ضم روسيا شبه جزيرة القرم الأوكرانية إلى أراضيها بطريقة غير قانونية، ودعمها الانفصاليين الموالين لها في "دونباس".