قال وزير الدفاع الأميركي، لويد أوستن، اليوم السبت، خلال زيارة لليتوانيا، إن القوات الروسية المحتشدة على حدود أوكرانيا "بدأت تنتشر" و"الاستعداد للهجوم"، فيما عبّر عن أمله في أن يتراجع الرئيس الروسي، فلاديمير بوتين، عن "حافة الحرب".
وتعهد أوستن في مؤتمر صحافي في فيلنيو، بأن تقف واشنطن مع حلفائها في دول البلطيق، حيث تفكر المنطقة مليا في مخاطر الغزو المحتمل، في حين تنفي روسيا التخطيط لشن أي هجمات.
وقال أوستن بعد محادثات مع كبار المسؤولين في ليتوانيا: "أريد أن يعرف الجميع في ليتوانيا وإستونيا ولاتفيا وأريد أن يعرف الرئيس (فلاديمير) بوتين في الكرملين أن الولايات المتحدة تقف إلى جانب حلفائنا".
وأضاف "بدأت (القوات الروسية) تنتشر في مواقع عدة وهي تستعد للهجوم"، مشددا على أن الجنود الروس "يتجهون نحو مواقع مناسبة ليتمكنوا من تنفيذ هجوم".
في المقابل، ذكرت وكالة الإعلام الروسية نقلا عن الكرملين، أن الرئيس فلاديمير بوتين، أمر اليوم، السبت، ببدء تدريبات إستراتيجية نووية تشمل إطلاق صواريخ باليستية.
ونقلت وكالة الأنباء عن المتحدث باسم الكرملين، دميتري بيسكوف، قوله: "نعم"، ردًا على سؤال عما إذا كانت التدريبات بدأت.
ولاحقا، أفاد الكرملين بأن التدريبات تضمنت إطلاق "صواريخ بالستية وصواريخ كروز". وأوضحت الرئاسة الروسية في بيان أنه "تم تحقيق الأهداف التي خطط لها خلال تدريبات قوات الردع الإستراتيجي، وكل الصواريخ أصابت الأهداف المحددة".
من جانبها، أفادت وسائل إعلام بيلاروسية رسمية بأن الرئيس البيلاروسي، ألكسندر لوكاشينكو، يشارك مع بوتين في تدريب خاص بقيادة القوات المسلحة الروسية، موضحًا أنهما يتابعان التدريبات من غرفة العمليات الرئاسية في الكرملين.
جاء ذلك في وقت دخلت مناورات "حزم الاتحاد" المشتركة بين الدولتين والجارية في أراضي بيلاروسيا، مرحلتها النهائية، وذلك بحضور مسؤولين أجانب وممثلين عن وسائل إعلام دولية، بحسب ما أوردت وكالة "روسيا اليوم".
وأعلن الزعماء الانفصاليون المدعومون من روسيا في شرق أوكرانيا، في وقت سابق، اليوم، تعبئة عسكرية عامة بعد يوم من إصدار أوامر للنساء والأطفال بالرحيل إلى روسيا، بسبب ما وصفوه باحتمال التعرض لهجوم وشيك من القوات الأوكرانية.
هذا، وذكرت وكالة إنفاذ القانون في روسيا على موقعها الإلكتروني، إن لجنة التحقيق الروسية فتحت اليوم تحقيقا في تقارير لوسائل إعلام روسية عن انفجار قذيفة أوكرانية في منطقة روستوف الروسية التي تبعد نحو كيلومتر عن الحدود.
واليوم، أعلن الجيش الأوكراني، مقتل أحد جنوده، من جرّاء إطلاق نار من قبل انفصاليين موالين لروسيا في منطقة "دونباس" شرقي البلاد.
يأتي ذلك في الوقت الذي يجتمع فيه زعماء غربيون في مدينة ميونيخ الألمانية، وسط مخاوف من أن يأمر بوتين القوات المحتشدة على الحدود مع أوكرانيا ببدء "الغزو في أي وقت".
وهدّدت نائبة الرئيس الأميركي، كاميلا هاريس، بتعزيز قوات حلف شمال الأطلسي (ناتو) في أوروبا الشرقية إذا غزت روسيا أوكرانيا، وذلك بالإضافة إلى فرض عقوبات اقتصادية "قاسية وفورية" ضد موسكو.
وقالت هاريس في كلمة ألقتها خلال مؤتمر ميونيخ للأمن: "لن نتوقف عند الإجراءات الاقتصادية بل سنعزز قوة حلفائنا في الناتو في الجانب الشرقي"، في حال حصل غزو.
وأضافت "اسمحوا لي أن أكون واضحة، ويمكنني أن أقول على وجه اليقين: إذا غزت روسيا أوكرانيا، فإن الولايات المتحدة، جنبا إلى جنب مع حلفائنا وشركائنا، ستفرض تكاليف اقتصادية كبيرة وغير مسبوقة".
وقالت هاريس إن إدارة بايدن وحلفائها سعوا للتواصل مع موسكو في بادرة حسن نية للتوصل إلى حل دبلوماسي، لكن الكرملين لم يتعامل مع القضية بحسن نية.
وتابعت "تواصل روسيا القول إنها مستعدة للتحدث بينما تضيق في الوقت نفسه سبل الدبلوماسية... أفعالهم ببساطة لا تتطابق مع أقوالهم".
وأثنت هاريس على الحلفاء الأوروبيين لتحدثهم بـ"صوت موحد" إلى حد كبير في هذا الشأن، ولفتت إلى أن الجمهوريين والديمقراطيين في واشنطن، وصلوا إلى حد كبير إلى نفس النتيجة وهي ضرورة مواجهة بوتين.
جونسون يدعو إلى "الوحدة" في مواجهة روسيا
ودعا رئيس الوزراء البريطاني، بوريس جونسون، خلال مؤتمر ميونيخ للأمن، اليوم، الحلفاء إلى "الوحدة" في مواجهة التهديدات الروسية بغزو أوكرانيا.
وقال جونسون: "يجب أن نتّحد لمواجهة هذه التهديدات"، مشيرا إلى أن العقوبات التي ستفرضها بريطانيا على روسيا في حال هاجمت أوكرانيا ستجعل "مستحيلا" على موسكو الوصول إلى الأسواق المالية في مدينة لندن.
تسمية
وأضاف جونسون أمام القادة والوزراء المجتمعين في هذا المؤتمر السنوي الذي تقاطعه روسيا، "يجب أن نتّحد ضد هذا التهديد لأنه ينبغي ألا نشك في ما هو على المحك هنا".
وأشار إلى أنه "في حال غزو أوكرانيا، فإن الصدمة ستتردد في كل أنحاء العالم"، محذرا من تأثير ذلك على تايوان خصوصا، بعد وقت قصير من كلمة وزير الخارجية الصيني، وانغ يي، خلال المؤتمر.
وأوضح أن نجاح روسيا في هذا الغزو سيوجه رسالة إلى كل القوى الأخرى مفادها أن "العدوان يؤتي ثماره"، وحض أوروبا على التزام "الثبات الإستراتيجي" في سياسات الطاقة والدبلوماسية والميزانيات العسكرية.
من جانبها، قالت رئيسة المفوضية الأوروبية، أورسولا فون دير لايين، إن روسيا شرعت في "تقويض" الهيكل الأمني الأوروبي وهي تقوم "بمحاولة صارخة لإعادة كتابة قواعد النظام العالمي".
وصرّحت فون دير لايين، خلال مؤتمر ميونيخ للأمن، "لا يمكننا السماح بحدوث ذلك، نحن نواجه محاولة صارخة لإعادة كتابة قواعد النظام العالمي". كما ندّدت بتحالف روسي - صيني يسعى لفرض "قانون الأقوى".
وفي هذا الإطار، قال الأمين العام لحلف شمال الأطلسي، ينس ستولتنبرغ، الذي كان واقفا إلى جانب فون دير لايين "للمرة الأولى تنضم بكين إلى موسكو في مطالبة حلف شمال الأطلسي بعدم قبول أي أعضاء جدد".
وشددت رئيسة المفوضية الأوروبية على أن التصعيد في الأسابيع الأخيرة في أوكرانيا وسط اتهامات غربية لروسيا بالتخطيط لغزو الدولة المجاورة، "قد يعيد تشكيل النظام العالمي".
وأوضحت أن القوات الروسية المنتشرة على حدود أوكرانيا تشكل "أكبر انتشار لقوات على الأراضي الأوروبية منذ أسوأ أيام الحرب الباردة".
وحذّرت فون دير لايين من أن غزو أوكرانيا قد يكلف روسيا "مستقبلا مزدهرا"، في إشارة إلى العقوبات التي ستفرض على موسكو إذا نفذت هجوما على جارتها.
وأكّد ستولتنبرغ بدوره مجددا الالتزام "الثابت" لأعضاء الحلف بحماية بعضهم البعض محذرا روسيا من أنها "ستحصل على المزيد من (قوات) الناتو"، مقابل سعيها لخفض وجود الناتو" على حدودها.
وقال: "تحاول موسكو دحر التاريخ وإعادة إنشاء مجال نفوذها، لكننا جميعا حلفاء في حلف شمال الأطلسي وسنقوم دائما بما هو ضروري لحماية أنفسنا والدفاع عن بعضنا البعض".