رام الله الإخباري
رأى تقرير إخباري أمريكي، أن إسرائيل وجدت نفسها عالقة في فخ الأزمة الأوكرانية، وأن التصريحات المتناقضة للمسؤولين العبريين أظهرت ”حالة ارتباك“.
ولفت موقع ”المونيتور“ في تقرير نشره أمس الثلاثاء، إلى تصريحات وزير الخارجية الإسرائيلي يائير لبيد، التي قال فيها إن ”تل أبيب ليست متورطة في الأزمة، وإنها تمضي بحذر“.
وأشار الموقع، إلى أن ”ما يجعل هذه التعليقات مثيرة للاهتمام، هو أنها تتضمن على ما يبدو تعديلًا في المسار للتعويض عن أي أخطاء دبلوماسية قد يكون ارتكبها لبيد ورئيس الوزراء نفتالي بينيت خلال الأسابيع القليلة الماضية بسبب الحذر أو نقص الخبرة“.
طريق مربك
وتابع ”لقد أدرك بينيت ولبيد، أن هذه هي أول طريق صعب ومربك لهما على الجبهة الدبلوماسية. وهما لم يُجبرا من قبل، بصفتهما الحالية، على المناورة في مثل هذه الشبكة المعقدة من المصالح المتنافسة“.
ولفت التقرير، إلى أن ”الخطأ الأول كان استجابة بينيت قبل أسبوعين للتوتر المتزايد على طول الحدود الروسية الأوكرانية“.
وذكّر ”المونيتور“ بتقارير إسرائيلية نشرت آنذاك أفادت بأن ”بينيت نقل خلال اجتماعه مع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين في سوتشي في الـ22 من تشرين الأول/ أكتوبر الماضي، إليه اقتراحًا قدمته كييف لاستضافة قمة في إسرائيل بين أوكرانيا وروسيا في محاولة لتخفيف التوترات ومنع الوضع من التصعيد“.
وأوضح أن ”الهدف كان جيدا، إذ إنه أراد الاستفادة من موقع إسرائيل الفريد أي علاقاتها الجيدة مع البلدين، في محاولة لتخفيف التوتر“.
وأضاف ”لكن من ناحية أخرى، من الواضح أن الوفد المرافق لبينيت ما كان يجب أن يفصح عن هذه المعلومات في هذا الوقت. وقد رفض بوتين العرض بأدب“.
لا حرب
وأشار الموقع الأمريكي إلى أنه في الأسبوع الماضي، ”كان دور وزير الخارجية لبيد بالوقوع في المشاكل، إذ إنه في مقابلة مع موقع (والا) العبري تكهن بأنه لن تكون هناك حرب بين روسيا وأوكرانيا؛ ما أثار ردا غاضبا غير معتاد من سفير أوكرانيا في إسرائيل يفغن كورنيتشوك“.
وتابع أنه ”نتيجة لذلك، تم استدعاء السفير الأوكراني إلى وزارة الخارجية في تل أبيب من أجل توضيح تصريحاته وإنهاء الخلاف“.
وفي أواخر الأسبوع الماضي، مع تصاعد التوترات، ”أصدر مكتب رئيس الوزراء الإسرائيلي تعليماته للوزراء بعدم التعليق على القضية باستثناء الدعوات للإسرائيليين للعودة إلى ديارهم في الحال“ بحسب تقرير ”المونيتور“ الذي اعتبره ردّا على مدى حساسية هذه القضية“.
وقال ”قد يكون لبيد خلص إلى أنه نتيجة لهذا الحادث مع الأوكرانيين أي شيء يقوله عن هذه القضية يمكن أن يجر إسرائيل إلى صراع لا داعي له“.
”وخلال مؤتمره الصحفي الأخير كان من الواضح أنه كان يحاول تهدئة مخاوف الأوكرانيين من خلال التلميح إلى أن إسرائيل تقف إلى جانبهم باعتبارها الطرف المتضرر“، بحسب المصدر ذاته.
مصالح متضاربة
وتابع ”لكن وراء الكواليس، لدى إسرائيل مصالح متضاربة متعددة ولعل أشهرها اعتماد إسرائيل على الروس في حرية النشاط عند مهاجمة أهداف إيرانية في سوريا“.
وأضاف ”هذه ميزة دراماتيكية رعاها رئيس الوزراء السابق بنيامين نتنياهو مع مرور الوقت“.
ورأى ”المونيتور“ في تقريره، أنه بناء على كل ما سبق، يمكن استنتاج أن الصراع بين روسيا وأوكرانيا يمثل ”صداعا دبلوماسيا كبيرا“، لحكومة بينيت لابيد.
وأردف قائلا ”هم كبار المسؤولين في الغرفة الآن، لم يعد بإمكانهم إلقاء اللوم على إرث نتنياهو كما يفعلون في كثير من الأحيان“.
وختم ”لقد حان دورهم الآن لإثبات قدرتهم على المناورة من خلال وضع دبلوماسي معقد ومربك بشكل علني وسري“.
وكالات