رام الله الإخباري
اعتدت قوات الاحتلال الإسرائيلية والمستوطنين على أهالي حيّ الشيخ جرّاح والصحافيين بالضرب ورشّ رذاذ الفلفل عليهم، ولاحقًا فرّقت الفلسطينيين من المكان من خلال قنابل الصوت.
وأغلقت شرطة الاحتلال مدخل حيّ الشيخ جرّاح الغربي بالسواتر الحديدية، وذلك بالتزامن مع تهديد غزيٍّ بإطلاق رشقات من البالونات الحارقة باتجاه غلاف غزّة الاستيطاني.
وطردت شرطة الاحتلال الفلسطينيين المتواجدين في محيط منزل عائلة سالم المقدسيّة وأخلت محيط ساحة المنزل للمستوطنين ولعضو الكنسيت المتطرف، إيتمار بن غفير.
وجدد بن غفير دعوته للمستوطنين بالتواجد والاحتشاد مرّة أخرى تمام الساعة 16:00 عصرًا أمام منزل عائلة سالم.
وكان قد اقتحم، بن غفير، صباح اليوم الأحد، حيّ الشيخ الجراح، برفقة مستوطنين متطرفين آخرين، وافتتح مكتبه البرلماني في محيط منزل عائلة سالم.
واحتشد أهالي الحيّ للتصدي والدفاع عن منازلهم من محاولات المستوطنين الاستفزازية، واندلع اشتباك بين أهالي الحي والمستوطنين قبل أن تعتقل شرطة الاحتلال شابا مقدسيا.
واجتمع أهالي الحيّ والمتضامنين معهم من الفلسطينيين أمام المنازل للدفاع والتصدي لمحاولات الاعتداء والاستفزاز التي يقوم به المستوطنون.
وناشد أهالي الحيّ، المقدسيين والفلسطينيين عامة، بالوصول إلى الحيّ من أجل الدفاع عن بيوتهم وعن عائلاتهم قبل زيارة الكهاني، بن غفير.
"حماس": لعبٌ بالنار
وكانت قد أصدرت حركة "حماس"، فجر الأحد، بيانًا، قالت فيه إن "اعتداء المستوطنين الإسرائيليين على الفلسطينيين في حي الشيخ جراح بمدينة القدس المحتلة ‘لعب بالنار‘".
وجاء ذلك في بيان صادر عن الناطق باسم الحركة عن مدينة القدس المحتلة، محمد حمادة، وقال حمادة: "إنّ هجوم قطعان المستوطنين يسوقهم المدعو بن غفير (عضو الكنيست المتطرف، إيتمار بن غفير) على أهلنا في حيّ الشيخ جرّاح في جنح الليل هو عدوان سافر ولعب بالنار في القدس، التي تشتعل من أجلها كل فلسطين نصرة بكل ما تملك".
وحذّر الناطق باسم "حماس"، الاحتلال من "مغبة الاستمرار في هذا التغول، الذي هو بمثابة عبث في صواعق التفجير التي لن تنفجر إلا في وجهه".
ودعا، الفلسطينيين في القدس "إلى النفير لنصرة وغوث أهلنا في حيّ الشيخ جرّاح ولتكن كل مدن وقرى الضفة والقدس ميدان مواجهة مع الاحتلال الغاشم ومستوطنيه الجبناء".
قمع واعتداء واعتقال
ومساء السبت، هاجم مستوطنون متطرفون، منازل تعود لفلسطينيين في حيّ الشيخ جراح، وقذفوها بالحجارة، ما أدى لإصابة عدد من قاطنيها فضلا عن خسائر مادية.
وعلى إثر هذا الهجوم، احتشد أهالي الحيّ للدفاع عن بيوتهم وعائلاتهم، ما أدى لمزيد من القمع على يد شرطة الاحتلال بالإضافة لتوفير الحماية للمستوطنين.
وعلاوة على ذلك، اعتقلت قوات الاحتلال، 7 فلسطينيين من حي الشيخ جراح تزامنا مع مهاجمة المستوطنين للسكان بالغاز والضرب والشتائم، وهم: مالك حمدان، معتز الحاج محمود، محمد حمدان، محمود حمدان، معتصم أبو تايه، وأيمن أبو تايه. كما أفرجت الشرطة عن شاب آخر من الحي.
وقمعت قوات الاحتلال أهالي حي الشيخ جراح "الجزء الغربي" من الحيّ، بالقنابل والأعيرة المطاطية والدفع، ومنعتهم الخروج من منازلهم، وأخلت شوارع الحي بالقوة، في حين سمحت للمستوطنين بالتجول والتنقل في الحي.
وتواجه عشرات العائلات الفلسطينية في مدينة القدس، لا سيما في الشيخ جراح وسلوان، إنذارات بالإخلاء من منازل لها تقيم فيها منذ عقود لصالح مستوطنين.
تهديد بن غفير
وفي وقت سابق من مساء، أمس السبت، أعلن عضو الكنيست المتطرف، إيتمار بن غفير، أنه سيفتتح صباح اليوم الأحد، مكتبه البرلماني في حيّ الشيخ جرّاح، لزعمه أنه "سيحرس عائلة مستوطنين لم توفر الدولة لهم الحماية".
وزعم بن غفير أن مقدسيين أحرقوا مركبة لمستوطن في حي الشيخ جرّاح واعتدوا على منزله الذي استوطن فيه مع عائلته.
ويُذكر أن بن غفير كان قد افتتح مكتبه البرلماني العام الماضي في مطلع شهر أيار/ مايو في حيّ الشيخ جرّاح، لاستفزاز أهالي الحيّ والصائمين على مائدة الإفطار.
وكان المستوطنون وطاقم الكهاني بن غفير، البرلماني، يستفزون أهالي حي الشيخ جراح من خلال الشتائم والتشويش على المتضامنين في الحيّ حتى وأنهم استخدموا الغاز المسيل للدموع ضد أهالي الحي.
واندلعت مواجهات أدت إلى تدمير المكتب البرلماني وكذلك مائدة الإفطار بشهر رمضان في الحيّ قبل أن يصل بن غفير إلى المكان، وبعد وصوله واصل استفزازه للحاضرين داعيًا إلى طرد أهالي حي الشيخ جرّاح من بيوتهم بحماية الشرطة له وللمستوطنين معه.
وفي المقابل، قمعت شرطة الاحتلال، آنذاك، أهالي حيّ الشيخ جرّاح والمشاركين معهم في دعم قضيتهم، بقنابل الصوت والغاز المسيل للدموع والرصاص المطاطي، ونفّذت اعتقالات بحق الفلسطينيين المتواجدين في المكان.
عرب 48