قال خالد مشعل رئيس المكتب السياسي لحركة حماس في الخارج، مساء اليوم السبت، إنه لا يجوز استمرار تعطيل منظمة التحرير، وأنه لا بد من إعادة بناء البرنامج النضالي للشعب الفلسطيني.
ودعا مشعل خلال كلمة له في مؤتمر “مستقبل القضية الفلسطينية في ظل التغيرات الإقليمية والدولية”، إلى ضرورة وقف التنسيق الأمني، مشيرًا إلى أنه بالرغم من التنسيق، إلا أن معدلات العمليات للمقاومة تضاعفت خلال عام 2021 عن عام 2020. كما قال.
وأكد على ضرورة عدم الإصرار على “تجريب المجرب والتعلق بأوهام أوسلو”. كما قال.
ولفت إلى أن هناك مساعي لتوحيد الجبهة الفلسطينية لتضم الجميع، قائلًا “لا نسعى لنقصي أحدًا، ولا نقبل أن يحتكر أحد القيادة”.
وأشار إلى أن حماس تشجع كل المبادرات الشبابية والمستقلة الفلسطينية لإنهاء الانقسام وإنجاز المصالحة الفلسطينية، مشيرًا إلى أنه تم إصدار بيان مشترك مع الجبهة الشعبية والجهاد الإسلامي، في باكورة تشكيل جبهة فلسطينية موحدة تضم الكل الفلسطيني.
وقال “لا نريد إنشاء جسم بديل لمنظمة التحرير، ولا نقبل أن تبقى مغلقة الأبواب، نريد تحقيق المصالحة الفلسطينية على أساس الانتخابات التي تمثل إرادة شعبنا، والشراكة مع كل الفصائل مهما كانت نتائج هذه الانتخابات”.
وقال “من الخطأ انتظار التغيرات في الساحة الدولية لحل قضيتنا الفلسطينية، فنحن من يصنع مصائرنا ونقرر حاضرنا ومستقبلنا”.
وأضاف “الانسحاب الأميركي من المنطقة، وانشغالها بالصين وروسيا، يعزز فرص دول المنطقة بلعب الأدوار المهمة بعيدًا عن التبعية، وبالتأكيد هذا يخدم قضيتنا الفلسطينية”
وواصل “الاحتلال لم يعد الأداة الفاعلة لأميركا في المنطقة، ولم يعد ذلك الجيش الذي لا يقهر ويستطيع تطويع المنطقة العربية”، مشيرًا لى أن هناك بروز لقوى إقليمية في المنطقة يمكنها لعب دور إيجابي في خدمة القضية الفلسطينية، خاصة تراجع شرعية الاحتلال دوليًا، وتنامي مقاطعته في مختلف دول العالم.
ولفت قائد حركة حماس بالخارج، إلى أن حركته تسعى بكل قوة لتطوير المقاومة باستخدام التكتيكات والأدوات، في كل الجبهات.
وأكد مشعل على تمسك حماس بحق العودة، وتحرير الأسرى، وتطوير المقاومة، للدفاع مقدساتنا الإسلامية المسيحية، وفك حصار غزة.
وبشأن التطبيع، قال رئيس المكتب السياسي لحماس بالخارج “مشاريع التطبيع في المنطقة ما زالت قشرية من الأنظمة الرسمية، والشعوب ما زالت ترفض التطبيع، وآخر النماذج رفض اللاعب الكويتي محمد العوضي منازلة لاعب إسرائيلي”.
وتطرق مشعل إلى الواقع العربي، قائلًا “تؤلمنا الخلافات العربية العربية، والعربية الإسلامية، والاستقواء بالاحتلال واعتباره جزءا من التحالفات في المنطقة”.
وحول العلاقة مع إيران، قال مشعل “هذه العلاقة ليست جديدة، وقد بدأت في مطلع التسعينيات، ومبنية على فلسفة حماس أنها حركة مقاومة ولا تستطيع أن تتخلى عن عمقها العربي والإسلامي”.
وأضاف “تتميز إيران عن الدول التي تدعم شعبنا ومقاومتنا أن لديها هامشًا في الدعم العسكري، إسنادًا وتصنيعًا”.
وتابع “الدعم الذي نتلقاه من إيران وغيرها ليس مشروطا، والدليل على ذلك خروجنا من سوريا بقرار من قيادة الحركة”.
وقال مشعل “عندما كنا في سوريا وجدنا أنفسنا مطالبين باتخاذ موقع مساند للنظام ضد الشعب، وحاولنا تقديم مبادرات لحل الأزمة في مهدها، لكننا كنا ضيوفًا وفضلنا المغادرة على أن نتخذ موقفا مع طرف ضد طرف”.
وأكد القيادي في حماس، على أن علاقة حماس مع أي طرف لا تعني التطابق بالرؤى.
حماس لا تتخلى عن الأمة ولا تقبل أي إساءة لأي دولة، مشيرًا إلى أن لها علاقات مبكرة مع كل دول مجلس التعاون الخليجي، وكنا نتمنى أن تظل قوية مع الجميع. كما قال.
وشدد مشعل على أن حماس موحدة في الضفة وغزة والشتات، قائلًا “أطمئن الجميع أن سياسة حركتنا واحدة”.