رام الله الإخباري
ظهرت إلى العلن في إسبانيا "قرية أشباح"، بعد أن أدَّت موجة جفافٍ إلى إفراغ السد الواقع على الحدود مع البرتغال من المياه التي كانت تغطي المنطقة منذ 30 عاماً، وبدأت القرية تجتذب حشوداً من السياح الذين جاءوا لمشاهدة ما بقي من آثارها الرمادية الغامضة.
صحيفة The Guardian البريطانية، قالت الجمعة 11 فبراير/شباط 2022، إن المياه تراجعت في الخزان إلى نحو 15% من سعته، لتكشف مرة أخرى عن تفاصيل الحياة التي توقفت في القرية عام 1992، عندما غمرت المياه المخزنة في سد "ألتو ليندوسو" قريةَ "آسيريدو" Aceredo في منطقة غاليسيا الواقعة شمال غرب إسبانيا.
ماكسيمينو بيريز، وهو متقاعد يبلغ من العمر 65 عاماً من مدينة لا كرونيا الإسبانية، قال في تعليقه على مشهد القرية: "كأني أشاهد فيلماً، إنه أمر محزن، يستحوذ علي شعور بأن هذا ما سيحدث لنا على مر السنين بسبب الجفاف وتغير المناخ".
أثناء السير على الأرض الموحلة التي تصدعت تحت وطأة الجفاف في بعض أنحائها، وجد الزوار أسقفاً نال الانهيار نصيبه منها، وأحجار بناءٍ وحطام أخشابٍ كانت أبواباً وعوارض، وحتى نافورة لا تزال المياه تتدفق من أنبوبها الصَّدِئ.
في أحد الأركان، على جانب من المكان الذي كان مقهى في يوم من الأيام، وجد الزوار ركاماً من صناديق تحتوي على زجاجات بيرة فارغة، وسيارة قديمة أتى عليها الصدأ تستند إلى جدار حجري، كما كشفت صور التقطتها طائرة مسيرة مزيداً من المباني المهجورة.
تقول ماريا ديل كارمن يانيز، عمدة بلدية لوفيوس، التي تعد قرية آسيريدو تابعةً لها، إن الوضع الحالي يرجع بالأساس إلى قلة الأمطار في الأشهر الأخيرة، لا سيما في شهر يناير/كانون الثاني، لكنها ألقت باللوم أيضاً على شركة كهرباء البرتغال EDP المسؤولة عن إدارة السد، لأنها تستغل الخزان "استغلالاً جائراً"، على حد تعبيرها.
بحسب الصحيفة البريطانية، أمرت الحكومة البرتغالية ستة سدود، منها سد ألتو ليندوسو، بالتوقف عن استخدام المياه تقريباً لتوليد الكهرباء وأغراض الري، بسبب الجفاف المتفاقم في المنطقة.
تكشف بيانات وزارة البيئة أن خزانات المياه في إسبانيا لا تستوعب حالياً إلا 44% من طاقتها من المياه، وهي نسبة أقل بكثير من المتوسط، البالغ نحو 61% خلال العقد الماضي، لكنها لا تزال أعلى من المستويات المسجَّلة في جفاف 2018.
عربي بوست