“استعداداً للغزو المرتقب”.. مئات الفيديوهات توثق تقدم القوات الروسية نحو أوكرانيا

رام الله الإخباري

أظهرت مقاطع فيديو جرى تداولها بكثافة على موقع "تيك توك" الشهير للفيديوهات، ومنصات تواصل اجتماعي أخرى، اقتراب القوات الروسية من الحدود مع أوكرانيا، وذلك على الرغم من النفي المتكرر للرئيس فلاديمير بوتين وكبار المسؤولين الروس منذ أشهر لوجود تحركات لقواتهم استعداداً لغزو كييف، طبقاً لما أوردته صحيفة The Washington Post الأمريكية، السبت 12 فبراير/شباط 2022.

حيث تظهر مئات مقاطع الفيديو أسلحة روسية متطورة ومركبات عسكرية تمر على السكك الحديدية والطرق السريعة والطرق المحلية باتجاه مواقع قريبة من أوكرانيا.

مقاطع الفيديو تلك أثارت مؤخراً تخوفات المحللين العسكريين الذين قالوا إن هذه المشاهد تشير فيما يبدو إلى أن التعزيزات الروسية ربما تكون في مراحلها الأخيرة قبل الغزو.

الاقتراب من الحدود الأوكرانية

فيما نُشرت مقاطع فيديو لمركبات قتالية روسية مصفحة تسير على الطرق في ما يقول مايكل كوفمان، المحلل العسكري الروسي في مجموعة الأبحاث CNA ومقرّها ولاية فرجينيا الأمريكية، إنه إشارة على اقترابها من مناطق الانطلاق النهائية.

كما تُظهر مقاطع فيديو منشورة على وسائل التواصل الاجتماعي تقدُّم وحدة القوات البرية الروسية 41st Combined Arms Army- التي كانت تتجمع في منطقة يلنيا، والتي تقطع على بُعد 160 ميلاً (حوالي 257.5 كم) من الحدود الأوكرانية- جنوباً نحو أوكرانيا في المنطقة المحيطة بمدينة كلينتسي الروسية، على بُعد أقل من 62 ميلاً (نحو 100 كم) من الحدود.

في حين صوَّر رجل كان يتمشى مع كلبه في بلدة روسية تبعد بضع ساعات بالسيارة عن الحدود الأوكرانية أحد مقاطع الفيديو المنشورة على "تيك توك" بتاريخ 5 فبراير/شباط، ما يبدو أنه قاذفات لصواريخ إسكندر البالستية الروسية تمر في شارع جليدي.

أيضاً أظهر مقطع آخر نُشر على مواقع التواصل الاجتماعي قاذفات صواريخ متعددة ثقيلة -مثل بي إم-30 سميرتش- تسير على الطرق بالقرب من مدينة كورسك الروسية وأماكن أخرى.

كذلك رصد مقطع فيديو نُشر بتاريخ 7 فبراير/شباط، طائرة مقاتلة روسية من طراز MiG-31K تحمل ما بدا صاروخاً بالستياً من طراز كينجال وهي تهبط في قاعدة كالينينغراد تشكالوفسك الجوية، وهذا  تطور مقلق؛ لأن هذه الطائرات لا تتوقف هناك، وفقاً لروب لي، الخبير العسكري الروسي والباحث في برنامج أوراسيا التابع لمعهد أبحاث السياسة الخارجية.

انتشار الحرس الوطني الروسي

بحسب مقاطع فيديو أخرى نُشرت على وسائل التواصل الاجتماعي، يبدو أن النسخة الروسية من الحرس الوطني، المعروفة باسم Rosgvardiya، تنتشر في مناطق قريبة من أوكرانيا. وبصفة عامة، تُعتبر قوات الحرس الوطني قوة متابعة مهمتها حراسة الأراضي التي استولت عليها قوات متخصصة وتأمين خطوط الاتصالات الأرضية إلى المقر العسكري.

في السياق ذاته، يُظهر مقطع فيديو نُشر على الإنترنت قوات روسية تتجمع في محطة قطار بمدينة بويناكسك في إقليم داغستان جنوبي روسيا.

تعقيباً على ذلك، قال كوفمان إنه من شبه المؤكد أن هؤلاء الجنود ينتمون للواء البنادق الآلية رقم 136، المتمركز في بويناكسك، وربما كانوا متجهين إلى شبه جزيرة القرم، التي نشروا فيها بالفعل الكثير من معداتهم التي تضم مركبات مدرعة.

في غضون ذلك، نشرت روسيا وحدات مختلفة للمشاركة في التدريبات العسكرية "قرار الحلفاء 2022" التي تجريها بالاشتراك مع حليفتها بيلاروسيا، الأمر الذي يزيد من تخوفات خطط الغزو الروسية المحتملة حيث تشترك بيلاروسيا أيضاً في الحدود مع أوكرانيا. وتُظهر مقاطع فيديو منشورة على وسائل التواصل الاجتماعي أن تلك الوحدات تشمل قوات من العمليات الخاصة.

توتر متزايد بين كييف وموسكو

كانت العلاقات بين كييف وموسكو قد توترت منذ نحو 8 سنوات، على خلفية ضم روسيا شبه جزيرة القرم الأوكرانية إلى أراضيها بطريقة غير قانونية، ودعمها الانفصاليين الموالين لها في "دونباس".

يُشار إلى أن روسيا حشدت عشرات الآلاف من قواتها على حدودها مع أوكرانيا، وأرسلت قوات إلى روسيا البيضاء؛ للمشاركة في تدريبات عسكرية، وتريد من حلف شمال الأطلسي التعهد بعدم قبول أوكرانيا مطلقاً في عضويته. ورفض الحلف المطالب الروسية.

في حين تخشى الدول الغربية من أن موسكو تخطط لشن هجوم جديد على كييف، ووجهت اتهامات، مؤخراً، إلى روسيا بشأن حشد قواتها قرب الحدود الأوكرانية، فيما هددت واشنطن بفرض عقوبات على روسيا في حال شنت هذا الهجوم.

إلا أن روسيا تنفي تخطيطها لشنّ أي هجوم، لكنها تقول إنها قد تُقْدِم على عمل عسكري غير محدد إذا لم تتم تلبية قائمة مطالبها الأمنية.

عربي بوست