أولمبياد بكين: فويتس نجم الانحدار وشيفرين تخفق في التعرج الطويل

اقتنص السويسري بيات فويتس ذهبية الانحدار الشهيرة الإثنين في أولمبياد بكين الشتوي، فيما أخفقت النجمة الأميركية ميكايلا شيفرين وودعت بخفي حنين في التعرج الطويل ضمن التزلج الألبي.

وفي الانحدار أيضاً، أصبح الفرنسي يوهان كلاري (41 عاماً)، صاحب الفضية، أكبر متزلج ألبي يحرز ميدالية في تاريخ الألعاب الأولمبية، بعدما كان الرقم السابق بحوزة الأميركي بودي ميلر المتوج ببرونزية التعرج السوبر طويل في 2014 عن 36 عاماً و127 يوماً.
وسجل فويتس 1:42.69 دقيقة، بفارق عشرة بالمئة من الثانية عن كلاري، فيما حلّ النمسوي ماتياس ماير ثالثاً (1:42.85 د).

وقال فويتس الذي احتفل أمام مئات الأشخاص معظمهم من المتطوّعين وأعضاء الفرق المشاركة “كان الطقس مثالياً، دون رياح، ووقفت بشكل جيد على الزلاجات. حلم وقد تحقق”.

ولا يعتبر ابن الرابعة والثلاثين مغموراً، إذ حلّ ثانياً قبل أربع سنوات في التعرج السوبر طويل وثالثاً في الانحدار “لا أفكر اليوم سوى في العودة إلى وطني وعنقي مطوّق بالذهب”.

واصبح فويتس مع ماير (بطل نسخة 2014) ثامن وتاسع متزلج توالياً يحرزان أكثر من ميدالية أولمبية في الانحدار”.

وتأجلت المسابقة من الأحد بسبب الرياح القوية، قبل أن تقام الإثنين في ظل سرعة بلغت 140 كلم/ساعة مع هبوط عمودي بلغ 890 متراً. حلّقوا بما يزيد عن 40 متراً في بعض القفزات الخمس على المسار البالغ طوله 3.1 كلم.

وكانت كأس العالم قد ألغيت عامي 2020 و2021 في الصين بسبب قيود فيروس كورونا، ما يعني ان المشاركين لم يحصلوا على فرصة التعرف إلى المسار، فتعرض بعضهم لسقوط دراماتيكي. وكان حامل اللقب أكسل لوند سفيندال الذي منح النروج أول ذهبية في الانحدار عام 2018، قد اعتزل الرياضة عام 2019.

لدى السيدات، خيّم خروج حاملة اللقب النجمة الأميركية ميكايلا شيفرين على مسابقة التعرج الطويل التي أحرزت ذهبيتها السويدية سارا هكتور.

وكانت هكتور الأسرع بمجموع الفترتين بزمن 1:55.69 دقيقة في يانكينغ، بفارق 28 بالمئة من الثانية عن الإيطالية فيديريكا برينيوني، فيما أكملت بطلة العالم الحالية النروجية لارا غوت-بهرامي المنصة بزمن 1:56.41 دقيقة.

وقالت هكتور (29 عاماً) بعد احراز أول ميدالية أولمبية في مسيرتها “حاولت أن أضغط وأقدم كل ما لديّ. هذا رائع. كنت متوترة والشعور جنوني”.

ولم تدم محاولة شيفرين لاحراز ميدالية ذهبية ثالثة سوى بعض الحواجز قبل أن تنزلق وتعجز عن استعادة مسارها.

وقالت شيفرين (26 عاماً) حاملة اللقب بالاضافة إلى ذهبية التعرج في سوتشي 2014 “انتهى النهار قبل أن يبدأ فعلياً”.

ورغم الخيبة الكبرى، قالت شيفرين انها ستحاول استعادة تركيزها قبل مسابقة التعرج الأربعاء والتي أحرزت لقبها أربع مرات في بطولة العالم بين 2013 و2019.

وتابعت الأميركية التي أعلنت قبل الألعاب ان مشاركتها ستكون “سريعة وبالغة الدقة” قبل أن تحقق بداية كارثية في يانكينغ “خيبة الأمل كبيرة” واصفة المسار بـ”الجميل لكن لا يرحم”.

ولم يساعد شيفرين نقص التمارين في التعرج الطويل وحجرها عشرة أيام بعد اصابتها بفيروس كورونا.

وقبل ساعتين، خاض صديقها النروجي ألكسندر أمودت كيلده سباقاً مخيباً في الانحدار حيث كان مرشحاً لنيل الذهبية، إذ اكتفى بالحلول في المركز الخامس.

وقبل ثلاث سنوات كان ماكس باروت في المستشفى يصارع مرض السرطان، لكن الإثنين أحرز الكندي ذهبية مسابقة سلوب ستايل ضمن رياضة ألواح التزلج (سنوبورد).

باروت الذي قال ان العلاج الكيميائي تركه عند مستوى “صفر بالمئة” بعد تشخيصه بورم هودجكن اللمفاوي عام 2018، تفوّق على الصيني اليافع سو ييمينغ البالغ 17 عاماً (88.70) بعد تسجيله 90.96 نقطة في النزول الثاني، فيما حلّ الكندي الآخر مارك ماكموريس ثالثاً (88.53).

واكد باروت (27 عاماً) “قبل ثلاث سنوات تحديداً، كنت ممدّداً على السرير في المستشفى دون أي طاقة، عضلات أو تمارين”.

وتابع بعد تتويجه في تشانغجياكو “كانت أصعب لحظات حياتي، وأن أقف هنا في الأولمبياد بعد ثلاث سنوات، أمارس شغفي، وأحقق أفضل مسار في حياتي وأحرز الذهبية، هذا جنوني”.

وقال باروت انه شعر كـ”الأسد داخل القفص” عندما كان يخضع لعلاج السرطان، بعد أشهر من احرازه فضية بيونغتشانغ 2018. وسيحاول باروت تحقيق ثنائية تاريخية عندما يخوض مسابقة الهوائي الكبير.

وفي بكين، دخلت الروسية اليافعة كاميلا فالييفا (15 عاماً) التاريخ عندما أصبحت أول متزحلقة على الجليد تحقق قفزة رباعية في الألعاب الأولمبية، خلال مسابقة الفرق.

وساهمت هذه القفزة بشكل كبير في تتويج الفريق الروسي أمام الولايات المتحدة واليابان.

وصحيح ان الصينية اليافعة إيلين غو (18 عاماً) لم تتوج بعد، إلا ان المشاركة في التزلج الحرّ والمولودة في كاليفورنيا اجتازت التصفيات في مسابقة الهوائي الكبير الجديدة ضمن برنامج الألعاب. ويتعين على المشاركين القفز عن منصة بارتفاع 60 متراً، فيما يقام النهائي يوم الثلاثاء.

واصبحت الهولندية إيرين فوست (35 عاماً) أول رياضي يتوج بذهبية في مسابقة فردية ضمن خمس نسخ مختلفة من الألعاب الأولمبية الشتوية أو الصيفية، بعد احرازها لقب 1500 م ضمن التزحلق السريع على الجليد، بدءا من ألعاب تورينو 2006، وذلك بحسب شركة غرايسنوت للاحصائيات الرياضة.

حطمت الرقم الأولمبي (1:53.28 دقيقة) بتفوقها على اليابانية ميهو تاكاجي متصدرة التصنيف العالمي، فيما نالت مواطنتها أنتوانيت دي يونغ البرونزية.

وكان اليوم الأولمبي قد بدأ بخبر رياضي-سياسي، بعد نشر صحيفة ليكيب الفرنسية مقابلة مع لاعبة كرة المضرب الصينية بينغ شواي والتي تشغل قضيتها الرأي العام منذ تشرين الثاني/نوفمبر الماضي.

واتهمت بينغ شواي في تشرين الثاني/نوفمبر الماضي أحد المسؤولين السابقين باجبارها على اقامة علاقة جنسية بخلاف رغبتها.

وقالت انه وخلال مأدبة عشاء أقيمت السبت التقت رئيس اللجنة الأولمبية الدولية توماس باخ “تناقشنا كثيراً وتبادلنا (الحديث) بشكل ممتع”، مؤكدة اعتزالها المسابقات الاحترافية وانها لم تختف أبدا.

وتابعت عن مجريات اللقاء الذي جمعها مع باخ “سألني عما إذا كنت أفكر في العودة إلى المنافسات، ما هي مشاريعي المستقبلية وما الذي أخطط له…”.

وقالت “اعتداء جنسي؟ لم اقل ابداً أن احداً اعتدى عليّ جنسياً”، وتابعت متحدثة عن ازالة رسالتها على مواقع التواصل الاجتماعي والتي سردت من خلالها الحادثة، مبررة بـ “لأنني أردت ذلك”.