رام الله الإخباري
تشير إحصاءات لمختصين إلى أن العام 2021 كان هادئا نسبيا بالنسبة للزلازل التي تجاوزت قوتها ثلاث درجات على مقياس ريختر وضربت فلسطين، بالمقارنة بالأعوام السابقة، لكن هل ينبئ هذا الهدوء بما هو قادم؟ منذ مساء السبت الماضي، تعرضت منطقة شمال فلسطين والبحر الميت، لسلسلة هزات ارتدادية خفيفة جدا، تبعت هزتين أرضيتين بقوة 4.1 و3.8 درجة على مقياس ريختر، وفق ما يوضح المختص بعلم الزلازل بمركز علوم الأرض وهندسة الزلازل التابع لجامعة النجاح، المهندس أنس عطاطري.
وتشير إحصاءات وحدة علوم الأرض وهندسة الزلازل في جامعة النجاح الوطنية، إلى أن فلسطين والدول المحيطة بها تعرضت خلال عام 2021 الماضي وحتى شهر كانون ثاني/ يناير الجاري، إلى عشرات الهزات الأرضية الخفيفة التي تقل قوتها عن ثلاث درجات على مقياس ريختر.
وينشط في المنطقة ثلاثة أنظمة صدوع أرضية على الأقل، والجزء الأكبر منها متشابك ومتداخل، ما يسبب نوع من التعقيد في تحليل البيانات الزلزالية في حال أراد المختصون دراسة كل صدع لوحده، كما يسبب إرباكا في تقدير العمر الدوري للزلازل في منطقتنا.
ويؤكد عطاطري في حديث مع مراسلنا، أن ذات الفترة شهدت ثلاث هزات أرضية تجاوزت قوتها ثلاث درجات، تعرضت لها منطقة البحر الميت، وشعر بها السكان، وذلك كون بؤرة تلك الهزات تقع على النظام الصدعي للبحر الميت، والذي يتميز بضحالة عمق البؤر الزلزالية.
وينوه إلى أن عمق البؤرة الزلزالية في تلك المنطقة أقل من 40 كم في باطن الأرض، ويتميز بقلة النشاط في هذا الجزء من النظام مقارنة مع باقي أجزاء هذه المنظومة، وشهد هذا الجزء تاريخيا زلازل ذات قوة متوسطة على مقياس ريختر، إضافة إلى العواصف الزلزالية خلال السنوات القليلة الماضية.
وبناء على الحقائق التاريخية، يوضح عطاطري أن احتمال حصول زلازل أكبر من 7 درجات وارد حصوله، ويجب أن يأخذ التطوير الحضري والعمراني هذا بالاعتبار، وأن أبسط الأمثلة على ذلك ما حصل في نيبال عام 2015، حيث وقع زلزال قرب بؤرة الزلازل عام 1934 والذي تسبب بكارثة.
ويضيف، أن هناك أنظمة صدوع أرضية قريبة يحصل عليها زلازل ويشعر السكان بها ومنها أنظمة الصدوع الأرضية في قبرص وكذلك في جزيرة كريت، وتاريخيا، تسببت بعض الزلازل على هذه الأنظمة بحصول تسونامي من الدرجة الخفيفة إلى المتوسطة، وضربت العديد من المدن الساحلية الفلسطينية والمدن المصرية، منوها إلى ضرورة مراقبة النشاط الزلزالي في منطقة شرق حوض البحر الأبيض المتوسط.
وينوه إلى أن بعض المختصين في علم الزلازل أشاروا إلى أن هناك أكثر من دورة حسب نوع الصدوع، فالدورة الأولى لمنطقة البحر الميت يقدر عمرها الزمني بـ100-120 عاما، وفي منطقة شمال فلسطين والعمر الزمني يقدر بما يقرب من مائتي عام، وهذه التقديرات تساعد على تشكيل تصور عن النشاط الزلزالي.
وبالنسبة للزلازل المدمرة فإنها تعتمد على عدد من العوامل وأهمها: مكان وعمق وقوة الزلزال، وعلى حالة المنشئات، وبناء على المعايير والحسابات التي يتم استخدامها في علم الزلازل القوة القصوى للزلازل في منطقة البحر الميت قد تصل إلى 7.5 الى 8 درجات على مقياس رختر، كما يوضح عطاطري.
وتشير الكتب التاريخية كـ"البيروني، وأبناء الصفا، وكشف الصلصلة عن وصف الزلزلة" إلى تعرض منطقة شمال بحيرة طبريا لزلازل مدمرة عديدة عبر مر العصور، دمرت خلالها العديد من المدن الفلسطينية كصفد ونابلس، عام 1202.
ووفق موقع "الموسوعة الفلسطينية" فإن من أهم الزلازل التي ضربت فلسطين زلزال الأول من كانون الثاني سنة 1837، وكان مركزه مدينة صفد، وأوقع قرابة خمسة آلاف ضحية، وأدى لتدمير مدينة صفد القديمة وقرية الجش، وبلغ عدد قرى قضاء طبريا التي أصابها الخراب بسبب الزلزال أكثر من 17 قرية.
وحول طبيعة استعدادات البنية التحتية والمباني لحدوث مثل تلك الزلازل، يؤكد عطاطري أن فلسطين غير مؤهلة للزلازل، فالتطور العمراني أقرب ما يكون إلى العشوائية وعدم الالتزام بالمعايير الهندسية، مؤكدا أن ذلك كارثة دون حصول زلازل، فما بالك في حصول زلازل.
ويختتم: "نحتاج إلى إعادة النظر ووضع قوانين ورقابة صارمة حتى نستطيع إنقاذ ما يمكن إنقاذه، والاهتمام ووضع مقدرات لدراسة المخاطر الطبيعية وبالأخص الزلازل".
وفا