شاركت جماهير غفيرة من أبناء شعبنا، مساء اليوم السبت، في وقفة دعم وإسناد للأسير المريض ناصر أبو حميد، وسط مدينة رام الله.
ورفع المشاركون في الوقفة، التي دعت لها مؤسسات الأسرى والقوى الوطنية في رام الله، صور الأسير أبو حميد، ورددوا هتافات تطالب بالإفراج عنه وباقي الأسرى المرضى وكبار السن.
ووجه عضو اللجنة المركزية لحركة "فتح" صبري صيدم، التحية للأسير ناصر أبو حميد وأشقائه وكافة الأسرى من فصائل العمل الوطني، الذين مرت عليهم عقود وسنوات وأشهر في سجون الاحتلال الإسرائيلي، مشددا على ضرورة إسنادهم ودعمهم، حتى ينالوا حريتهم.
من جانبه، قال أمين سر حركة "فتح" إقليم رام الله والبيرة موفق سحويل، إن قوات الاحتلال ما زالت تتكتم بما يخص وضع الأسير أبو حميد، ما يؤكد أنه يمارس التضليل من خلال عدم تزويد عائلته بمعلومات كاملة حول وضعه الصحي.
وأضاف أن هذه الوقفة تأتي للتأكيد على استمرار الفعاليات من أجل الإفراج عن الأسير أبو حميد، لتمكينه من العلاج في المستشفيات الفلسطينية أو في الخارج، ورسالة لكافة المؤسسات الحقوقية والدولية بضرورة التدخل لحل قضية الأسير أبو حميد بالإفراج عنه من سجون الاحتلال.
الأسير أبو حميد (49 عاما)، من مخيم الأمعري في رام الله، وهو من بين خمسة أشقاء حكم عليهم الاحتلال بالسّجن لمدى الحياة، وكان الاحتلال قد اعتقل أربعة منهم عام 2002 وهم: نصر وناصر وشريف ومحمد، فيما اعتقل شقيقهم إسلام عام 2018، ولهم شقيق سادس شهيد وهو عبد المنعم أبو حميد، كما أن بقية العائلة تعرّضت للاعتقال، وحرمت والدتهم من زيارتهم لسنوات، وفقدوا والدهم خلال سنوات اعتقالهم، كما تعرض منزل العائلة للهدم خمس مرات، كان آخرها عام 2019.
ووفقا لشهادة رفاقه بالأسر، فقد عانى أبو حميد بداية شهر يناير 2021 من آلام حادة في الصدر وصعوبة في التنفس، وكان تشخيص طبيب السجن لا يستند إلى أي فحوصات مخبرية، وأكد في حينه أن ما يعانيه هو التهاب عادي لا يحتاج إلى أكثر من مضاد حيوي.
وعلى إثر الضغوط التي مارسها الأسرى على إدارة السجن، تم نقل ناصر لإجراء تصوير أشعة ليس في سجن "عيادة الرملة"، وكان التشخيص وجود كتلة على الرئة اليسرى، ومع ذلك استمرت عيادة السجن بصرف كميات كبيرة من المضادات الحيوية، على اعتبار أن الكتلة يمكن أن تزول بها.
ومع تدهور حالته الصحية واستمرار مطالبات الأسرى، تم نقله إلى مستشفى "برزلاي" وهناك أجريت له فحوصات وصور أشعة أكثر دقة أظهرت أنه مصاب بورم تقرر استئصاله وأخذ خزعة منه، وظهر على ضوء ذلك أن الخزعة غير سرطانية.
وبعد فترة زمنية تقارب الشهر، تبين أن الورم سرطاني وعادت الخلايا للانتشار، وتقررت له جلسات علاج كيميائية استغرق البدء بها ما يقارب الـ20 يوما حتى الشهر بعد إجراء العملية الجراحية.
بعد أن تلقى ناصر الجرعة الأولى، شعر بضغط في الرئة صاحبته آلام حادة، وأعيد على إثرها إلى المستشفى لمدة ثلاثة أيام، قاموا خلالها كما يدعي الطاقم الطبي في "برزلاي" بإفراغ الرئة من الهواء بواسطة إدخال أنبوب إليها، وهذا الأنبوب كان بحجم ثلاثة أضعاف ما تحتاجه رئة ناصر، لذلك صاحبت العملية آلام شديدة، ومردّ هذا الخطأ إلى أن المتخصص بمثل هكذا عمليات كان منشغلا، ومن قام بالعملية هو متدرب، وعلى إثرها أصيب ناصر بجرثومة في الرئة، الأمر الذي فاقم من حالته الصحية.