صحيفة: بشار الأسد باق وعقوبات واشنطن أضرت بالسوريين فقط

رام الله الإخباري

رأت مجلة ”ناشيونال إنترست“ الأمريكية أن الرئيس السوري بشار الأسد سيبقى في منصبة، ولن يتأثر بالعقوبات التي فرضتها واشنطن، مبينة أن تلك العقوبات أضرت بالشعب السوري فقط.

وأشارت المجلة في تقرير نشرته أمس السبت، إلى أنه على عكس أفغانستان، فإن هناك خلافا كبيرا في واشنطن بشأن الانسحاب من سوريا، لكنّ هناك اتفاقا بأن العقوبات ستجبر الأسد على الاستسلام.

وقالت المجلة ”بينما يتحدث المسؤولون السابقون في إدارة الرئيس دونالد ترامب بشكل متوهج عن عزل سوريا اقتصاديا لحرمان المستفيدين من غنائم الحرب، وتحويل الصراع إلى مستنقع مثل التجربة السوفيتية في أفغانستان، فإن الحقيقة هي أن السياسة الأمريكية لم تؤثر على الأسد أو تغيّر سلوكه ولم تحل النزاع بل جعلت السوريين يعانون“.

ولفتت المجلة إلى تصريحات أخيرة للعاهل الأردني الملك عبدالله الثاني قال فيها: ”بشار لديه طول العمر.. النظام موجود ليبقى“، ليصبح أحدث زعيم شرق أوسطي يعترف بأن الزخم الإقليمي يتزايد نحو التطبيع مع النظام السوري.

خروج القوات الأجنبية

وأشارت المجلة إلى أن الملك عبد الله فعل أكثر من ذلك، إذ إنه بعد التحدث مباشرة مع الأسد أواخر العام الماضي، قدم خطة إلى الرئيس الأمريكي جو بايدن، والرئيس الروسي فلاديمير بوتين، والقادة العرب، لربط التطبيع الإقليمي بالحل السياسي الذي يشمل خروج جميع القوات الأجنبية من سوريا.

وقالت المجلة في تقريرها ”إن الإصرار على عزل سوريا مهمة حمقاء، ليس فقط بسبب البيئة السياسية في المنطقة، ولكن بسبب أولويات سياسة إدارة بايدن في الشرق الأوسط، إذ إنها تتفاوض مع طهران بشأن خريطة طريق مقترحة لإحياء الاتفاق النووي مقابل تخفيف العقوبات الأمريكية على طهران“.

وأضافت ”وبالتالي، كنتيجة مقصودة للسياسة الأمريكية، من المقرر أن تجني إيران مكاسب اقتصادية غير متوقعة، تزيد عن 90 مليار دولار“.

وأشارت إلى أنه حتى لو تم إنفاق الجزء الأكبر من هذه الأموال على تنشيط الاقتصاد الإيراني الذي جعله الرئيس الإيراني إبراهيم رئيسي، محور جدول أعماله، ومعالجة التحديات من جائحة كورونا إلى النقص الحاد في المياه، فمن السذاجة الاعتقاد بأن الريالات الإضافية لن تتسرب قريبا إلى جيوب الأسد.

طموحات إيران

ونبهت المجلة إلى أن الأسد بات يدرك اليوم بأن بلاده أصبحت ”ملعبًا“ لطموحات إيران التوسعية ودولة ضعيفة تدين بالفضل لسخائها، وأن أمنه يعتمد على الميليشيات المدعومة من إيران، والتي تتفوق على قوات نظامه في القوة القتالية والنطاق.

ولفتت إلى أن مخططات طهران لهندسة سوريا ديموغرافيًا من خلال إعادة توطين المناطق السنية سابقًا مع الشيعة من أفغانستان والعراق ولبنان، وتقديم حوافز مالية لأولئك الذين اعتنقوا الإسلام الشيعي، والانخراط في الألوية العسكرية المدعومة من الحرس الثوري الإيراني، لم تمر مرور الكرام.

وبينت أنه مع اقتراب الحرب الأهلية من نهايتها، ربما ستتحرك دمشق بحذر ضد طهران.

واعتبرت المجلة أن السياسة الأمريكية الجديدة التي تسمح بعودة دمشق إلى الحظيرة الإقليمية لن تتطلب من الولايات المتحدة إنفاق أموالها الخاصة لإعادة بناء سوريا، وليس المقصود منها ”مكافأة“ الأسد على سلوكه ”الهمجي“ خلال العقد الماضي.

سوريا ضعيفة

وأردفت المجلة ”إذا أُجبرت واشنطن، من جهة، على الاختيار بين سوريا ضعيفة تستغلها إيران لشن حرب على إسرائيل وحلفاء الولايات المتحدة في الخليج، ومن جهة أخرى سوريا مزدهرة، ستختار موازنة مصالح اللاعبين الإقليميين والتي يمكن للاجئين السوريين العودة إليها، فإن الخيار الثاني يجب أن يكون خيارًا سهلاً للولايات المتحدة“.

وختمت قائلة ”لن يؤدي فرض مزيد من الضغط على الأسد إلى منع السوريين من تحمل ظروف لا تطاق أو تقليل التهديدات التي يتعرض لها حلفاء الولايات المتحدة ومصالحها الإقليمية، وعلى الرغم من التغييرات العديدة في الشرق الأوسط، أثبت الأسد أنه هنا ليبقى ولن يذهب إلى أي مكان“.

ارم نيوز