هكذا يخترق قراصنة الإنترنت طائرات الـ"درون" لتنفيذ هجماتهم

حذر مختصون إسبان في أمن الإنترنت، من أن المتسللين الإلكترونيين أصبحوا في الوقت الحالي، يستخدمون ”الطائرات دون طيار“ كسلاح لتنفيذ هجماتهم.

وقالت صحيفة ”الإسبانيول“ الإسبانية، إن ”المتسللين يركزون منذ فترة طويلة على الطائرات دون طيار، لاستخدامها لأغراض غير مشروعة، مثل شن هجمات إلكترونية ضد شركات أو مؤسسات مختلفة، أو الاستيلاء على البيانات الشخصية والأموال، فضلًا عن تنفيذ أنواع أخرى من الهجمات“.

ونقلت عن المدير بشركة ”Excem Technologies“ الإسبانية المختصة بمجال الأمن السيبراني، كارلوس بيريز، قوله إن ”المشكلة الرئيسة بوجود عدد كبير من الطائرات دون طيار، في السوق، ويمكنك إضافة كل شيء إليها من المستشعرات الحرارية إلى الكاميرات والميكروفونات“.

وأضاف بيريز: ”يعرف مجرمو الإنترنت نقاط ضعفهم، ويكرسون جهودهم لنشر الانتهاكات الأمنية لهذه الطائرات على الإنترنت، وتمكنوا بالفعل من الاختراقات بطرق مختلفة“.

وأشار إلى أن ”هناك حاليًا 4 طرق لاختراق طائرة دون طيار للاستخدام الترفيهي والتجاري“.

وبين أن ”الطريقة الأولى هي من خلال تقنية قرصنة تسمى (Cyber-Tech Cover)، وهي اختراق عبر محلل حزم، يأخذونه من خط اتصال – غير المشفر – بين الطائرة دون طيار ووحدة التحكم الخاصة بها، والذي يمكن أن يكون من خلال هاتف جوال للسيطرة على الطائرة وأنظمتها“.

ولفت بيريز إلى ”تقنية أخرى يستخدمها مجرمو الإنترنت، وهي منع إشارة التردد اللاسلكي للجهاز، الذي ينتقل بين اتصال، الطائرة دون طيار، ووحدة التحكم“.

وأوضح أنه ”مع هذه الطريقة يمكن للقراصنة تعطيل وفقد إشارة الفيديو والتتبع عن بعد أو إشارة GPS، بحيث يفقد المشغل السيطرة على الطائرة تمام“.

أما الطريقة الثالثة هي ”انتحال نظام تحديد المواقع العالمي، والتي تتكون من برنامج ينتحل إشارة نظام تحديد المواقع العالمي (GPS) متصل بقمر صناعي، وإرسال إحداثيات خاطئة إلى الطائرة دون طيار“.

وقال بيريز: ”يمكن لمجرمي الإنترنت إرسال الطائرة دون طيار حيثما يريدون ووفقًا لمصالحهم، وبمجرد أن يسيطروا عليها يمكنهم تحويلها إلى تهديد لهيكل أو شخص أو طائرة دون طيار أخرى“.

وأشار إلى أنه ”يمكنهم حتى نقلها إلى مخبأ خاص بهم والوصول إلى كل ما لديها من مكونات، مثل كاميرا الفيديو أو أي جهاز تمت إضافته إليها“.

وأخيرًا، ”تقنية تسمى، (SkyJack)، تسمح باختراق طائرات دون طيار متعددة، من خلال طائرة دون طيار واحدة، مما يولد جيشًا تحت تصرف مجرمي الإنترنت“، وفق الخبير من شركة الأمن السيبراني الإسبانية.

وبين أنه ”في هذه الطريقة، يقوم المتسللون بتثبيت برامج، مثل تطبيق (SkyJack) وبعض برامج القرصنة وأجهزة معينة، مثل (Raspberry Pi -حاسوب نانو) مزود ببطارية وأجهزة إرسال لاسلكية، وبهذه الطريقة يمكنهم تتبع ومراقبة طائرات أخرى واختراقها“.

وفق تقرير الصحيفة، فإن هناك العديد من الهجمات التي يمكن لمجرمي الإنترنت القيام بها بعد اختراق الطائرة دون طيار، أشهرها المراقبة والتجسس، باستخدام الكاميرا.

ويمكن للقراصنة إذا وضعوا ”ميكروفون“ على الجهاز، الحصول على صورة وصوت، كما يمكن أيضًا أن ”تُستخدم لتنفيذ اعتداءات جسدية على أشخاص أو مبانٍ“.

كما يستخدم القراصنة الطائرات دون طيار لتهريب المخدرات والهواتف المحمولة إلى السجون بطريقة بسيطة، وهو أمر يتم القيام به حاليًا، حيث إن معظم أنظمة السجون ليس لديها جهاز كشف طائرة دون طيار، لذلك فمن السهل بالنسبة لهم التسلل.

ومن ناحية أخرى، يستخدم قراصنة الإنترنت هذه الطائرات لانتهاك مراقبة الحدود، حيث يخترقون نظام تحديد المواقع العالمي ”GPS“، ويسيطرون على طائرات الشرطة دون طيار، أو يسيطرون عليها وتسييرها إلى أي مكان يرغبون فيه، وبهذا يحصلون على بعض الوقت لتمرير المخدرات أو القيام بأي نشاط غير القانوني.

وأوضحت صحيفة ”الإسبانيول“ طرق منع ”الطائرات دون طيار“ من الاستيلاء على البيانات أو الأموال.

وذكرت أن ”إحدى هذه الطرق تتمثل في مراقبة المجال الجوي، وهو إجراء مكلف، إلا أنه يمكن لأي هيئة عامة استخدام برامج لإنشاء قبة افتراضية حول موقع ما لمنع اقترب الطائرة دون طيار غير مصرح لها“.

وهناك أيضًا، أجهزة كشف مختلفة للطائرات دون طيار يمكن استخدامها، مثل أجهزة استشعار الرادار أو مستشعرات الصوت أو الأشعة تحت الحمراء أو ترددات الراديو، ويحدد الأخير الاتصالات بين جهاز التحكم والطائرة دون طيار، لكي تلتقط أي إشارة اختراق، وفق الصحيفة.