قالت صحيفة عربية، صباح اليوم الثلاثاء، إن المسؤولين عن الملف الفلسطيني في جهاز المخابرات العامة المصرية تواصلوا مع قيادات حركتي " حماس " و"الجهاد الإسلامي"، وعاتبوهم على التصريحات الأخيرة التي صدرت بحق مصر.
وأضافت الصحيفة نقلاً عن مصادر، "الجانب المصري أبدى استياءه من الخطاب الإعلامي لقيادات في الحركتين، الذي بدا متفقاً عليه بشأن انتقاد الدور المصري في الوساطة ووصفه بأنه جاء منحازاً للجانب الإسرائيلي، رغم إدراك قيادة الحركتين بأن المماطلة تأتي من الجانب الإسرائيلي".
وأشارت إلى أن مصر شددت على ضرورة تجنب الحديث في الإعلام بشأن الوساطة المصرية، أو توجيه انتقادات للجانب المصري، للقفز على أزمات داخلية متعلقة بتأخر الجانب الإسرائيلي في تنفيذ اتفاقات متعلقة بتحسين الأوضاع المعيشية في القطاع.
ولفتت إلى أن الجانب المصري أكد أنه فيما يخص الإجراءات المتعلقة بمصر بشأن الحركة على معبر رفح، والتنقل بين غزة والأراضي المصرية، فإن القاهرة اتخذت الحد الأقصى من الإجراءات التي يمكن أن تتخذها بشكل منفرد، بعيداً عن الاتفاقات الدولية التي تحدد آليات التعامل مع القطاع، خصوصاً في ظل غياب الحرس الرئاسي عن المعبر، وإدارة حركة "حماس" له بشكل شبه كامل.
ونوهت الصحيفة إلى أن "المسؤولين في الفصائل لا يدركون أن هناك اتفاقيات موقّعة بين مصر وحكومة الاحتلال تنظم أية تحركات تتم في سيناء، بما فيها الحركة على معبر رفح، ولا يمكن تجاوز تلك الاتفاقات. وهو الأمر الذي قطعت فيه القاهرة شوطاً كبيراً، تمثّل في تعديل بعض تلك الاتفاقيات".
وبحسب الصحيفة فقد "طالب الجانب المصري، المسؤولين في الحركتين، بتصحيح الموقف الذي جاء على لسان قيادات فيهما، وكذلك في تقارير صحافية يعلم كافة الأطراف أنها ممنهجة ومتفق عليها".
وأكدت أن مصر ألقت باللائمة على الحركتين، وقالت لهم: إذا كان هناك طرف يمكن اتهامه بالمماطلة فهي الأطراف الفلسطينية مجتمعة، كون الرؤى المطروحة من قِبلها بهدف إنهاء الانقسام ومن ثم توحيد الموقف الفلسطيني، متشددة.
وأضافت أن "الأمر متعلق بكافة الأطراف وليس بطرف دون آخر، وأن الجميع لا يريد التنازل للآخر أو تقديم تسهيلات من أجل إنهاء الانقسام".
وأشارت إلى ان "مسؤولين مصريين قالوا أيضاً إنهم يُفاجأون من وقت لآخر بتحركات من أطراف المشهد الفلسطيني، بعيداً عن مسار الوساطة المصري، واللجوء إلى أطراف أخرى تتعارض تحركاتها مع التحرك المصري في بعض الأحيان".
وبحسب الصحيفة فقد اعتبروا أنه "بدلاً من الحديث فيما بين الفصائل لإنهاء الانقسام، فإن الجانب المصري فوجئ، على سبيل المثال، بمخاطبة من رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس ، يطالب بحمل رسالة ووساطة من أجل اتصالات مباشرة مع الجانب الإسرائيلي، من أجل التفاوض على ترسيم الحدود".
وشددت على أن "الرئيس عباس وخلال اتصال جرى أخيراً مع القيادة المصرية، طالب بدور مصري في مفاوضات تجري بشكل مباشر مع الاحتلال، من أجل الحديث في مقترح متعلق بالبدء في عملية ترسيم حدود تكون نواة لتسوية أوسع للصراع".