كشف الحاكم المدني الأمريكي للعراق بول بريمر، تفاصيل لأول مرة عن ليلة أسر الرئيس العراقي الراحل صدام حسين بعد سقوط نظامه في 2003.
وقال بريمر، خلال مقابلة في برنامج "السطر الأوسط"، إنه "تلقى إتصالا من نائبه وأخبره بضرورة الذهاب إلى مكتبه بسبب أمر لا يحتمل التأخير"، مضيفا أنه "فور عودته عند الساعة الثانية إلا ربع صباحا، أخبره الجنرال الأمريكي أبو زيد قائد القوات المركزية على الهاتف، أنهم ألقوا القبض على شخص يعتقد بأنه صدام حسين في حفرة بالقرب من تكريت".
بول بريمر يكشف تفاصيل جديدة عن مكان اختباء صدام حسين بعد سقوط بغداد... فيديو
وتابع القول: "إنه تم إحضار صدام حسين بعد 4 ساعات، وبعد إجراء الحمض النووي تم التأكد من هويته"، مضيفا أن "العسكريين كانوا سيضعون صدام حسين داخل سفينة بأسطول أمريكي يرسو على مياه الخليج، لكن لم يتمكنوا من ذلك لأن صدام سجين عراقي لا يمكن إخراجه من البلاد".
وقال بول بريمر، إنه كان "من الصعب إيجاد حلفاء له يستطيعون القيام بعملية احتجازه، لذلك تم تسليمه لحكومة عراقية مستقلة وذات سيادة"، مشيرا إلى أن "صدام خضع لمحاكمة عادلة، لكن من جهة أخرى قاموا بإعدامه بطريقة شنيعة، ففي عملية الإعدام سمحوا بدخول الهواتف والكاميرات، وهذا يعد انتهاكا لحقوق الإنسان، والتقاط قدر ما تشاء من الصور والفيديوهات".
كما روى الحاكم السابق في العراق، كيف التقى أول مرة بصدام حسين حينما كان محتجزا بمطار بغداد، قائلا إنه "توجه إلى المطار رفقة 4 من أعضاء الحكومة، وقام العريف الأمريكي بسؤالهم إن كانوا يرغبون برؤية صدام عن بعد لتأكيد هويته، أم كانوا يرغبون بمقابلته شخصيا، وقد اختاروا مقابلته شخصيا".
وتابع بريمر القول: "دخلنا بممر طويل، مطلي بالأبيض والأخضر كان مكانا تعيسا ومظلما، وآخر الممر كانت هناك غرفة مضيئة. ربما كانت غرفة استحمام، وصلنا إليها، وفي الداخل وجدنا سريرا صغيرا يجلس عليه صدام حسين بلحية كثيفة وشعر كثيف، من الواضح أنه لم يحلق منذ عدة أشهر، مرتديا سترة أمريكية".
وختم بالقول إنهم "وجدوا صدام غضبا جدا، ولم يظهر مكسورا، بل أظهر شراسة واضحة جدا، وكان يرد عليهم بتفاصيل دقيقة جدا. وكان يتعامل مع الجميع الذين كانوا هناك على أنه لا يزال رئيس الجمهورية".