صحف المانية تهاجم قناة رؤيا الاردنية : "تمجد عمليات المقاومة وتطلق لقب الشهداء على القتلى الفلسطينيين "

رؤيا

اتخذت أزمة مؤسسة الإعلام الألمانية “دويتشه فيله” منحى جديدا وذلك بعد أقل من 24 ساعة من قرار توقيف موظفين عرب في المؤسسة بتهمة انتقاد إسرائيل على حسابات التواصل الاجتماعي الخاصة. فبعد قرار المؤسسة الإعلامية الألمانية تشكيل لجنة تحقيق مستقلة، من خارج المؤسسة من أجل التثبت من اتهامات أطلقتها صحيفة زود دويتشه تسايتونغ بحق بعض موظفيها، فتحت صحيفة بيلد الألمانية والتي تتخذ مواقف داعمة لإسرائيل النار على المؤسسة، متهمة إياها بأنها تقيم علاقات شراكة مع مؤسسات تنتقد إسرائيل وحقها في الوجود، مطالبة بالتحقيق في هذه المزاعم، لا سيما مع مؤسسة رؤيا الأردنية، والتي ترتبط بعقود تعاون مع المؤسسة الألمانية.

واتهمت الصحيفة الألمانية محطة رؤيا أنها “معادية للسامية”، وبأنها “تُصوَّر المواطنين الإسرائيليين الذين لقوا حتفهم في الهجمات التفجيرية التي شنتها منظمة حماس على أنهم “مستوطنون للاحتلال الإسرائيلي”، بينما تشير إلى القتلى الفلسطينيين بأنهم شهداء، وبأن المحطة الأردنية لا تشير إلى إسرائيل بالاسم، بل يشار إليها باسم “الاحتلال الإسرائيلي”، كما أنها تنشر صورا معادية لإسرائيل، وتمجد عمليات المقاومة الفلسطينية”. واستهجنت المحطة علاقة التعاون بين المحطة الألمانية وهذه المحطة لا سيما أن الدويتشه فيله تمول من أموال حكومية، مشيرة إلى تكريم سابق تلقاه مدير محطة رؤيا من المدير العام للدويتشه فيله بيتر ليمبورغ.

رئيسة الجالية اليهودية في ميونيخ وبافاريا شارلوته كنوبلاوخ، انتقدت أمام وسائل إعلام ألمانية المؤسسة الألمانية، متهمة بوجود أناس داخلها قادرين على نشر الكراهية ضد اليهود وإسرائيل بحرية داعية إلى وقف هذا الأمر، والظهور بمظهر المسؤولية، بحسب ما نقلت بيلد.

كما دعا نائب زعيم الحزب الاشتراكي الديمقراطي والأمين العام المستقبلي كيفين كونرت إلى “ضرورة الدفاع عن وجود إسرائيل وأمنها”، مبينا أنه “ومع حرية الإعلام الذي تتبعه المؤسسة، يجب أن يكون واضحا أيضا القيم الهامة لألمانيا، لا سيما وأنها تمول من أموال دافعي الضرائب”.

وكانت صحيفة زود دويتشه تسايتونغ قد نشرت تقريرا واتهمت موظفين أسمتهم عبر التقرير، بالعداء للسامية وانتقاد إسرائيل على مواقع التواصل الاجتماعي الخاصة بهم، واستغرب التقرير حرية التعبير الخاصة لهؤلاء الموظفين في انتقاد إسرائيل، دون أن تراجعهم المؤسسة الألمانية في ذلك. كما نشر التقرير مقاطع من مواضيع نشرها الموظفون العرب الذين أسمتهم الصحيفة الألمانية، كدليل على كلامها. ولم يشمل التحقيق الموظفين في ألمانيا فقط، بل امتد أيضا ليشمل موظفا للدويتشه فيله يعمل في بيروت، مبينة أن الموظف العربي عبر عن موقفه أكثر من مرة على مواقع إلكترونية بأنه يعتقد “أن كل من له علاقة بالإسرائيليين هو متعاون وكل مجند في صفوف جيشهم هو خائن”. فيما اتهمت الصحيفة موظفا آخر بأنه قال عن الهولوكست بأنه خدعة. في حين رصدت الصحيفة قول أحد الموظفين نشره في عام 2018 أنه يعتقد أن القطاع الثقافي يخضع لسيطرة “الشبكات اليهودية” وأن اليهود أيضًا “يتحكمون في أدمغة الناس من خلال الفن والإعلام والموسيقى”.

من جهته بين موقع دويتشه فيله الإلكتروني على لسان مديره بيتر ليمبورغ أن المؤسسة لا تقبل بوجود معاداة للسامية في صفوفها وبأنها شكلت لجنة تحقيق خارجية للتأكد من هذه المزاعم وتبيان صحتها من عدمها وبأنها أوقفت الموظفين الذين ذكرهم التقرير عن العمل مؤقتا، لحين انتهاء لجنة التحقيق من عملها، والتي ستتشكل كما أعلنت المؤسسة من وزيرة العدل الألمانية السابقة والمسؤولة عن مكافحة العداء للسامية في ولاية شمال الران فيستفاليا زابينة لويتهويزر شنارنبرغر والخبير النفسي أحمد منصور، وله مبادرات في مكافحة الأسلمة والتشدد والعنصرية، وهو يحمل الجواز الإسرائيلي.

صحيفة زود دويتشه تسايتونغ أعادت نشر موضوع تكميلي بعد إعلان الدويتشه فيله هذه الخطوات مثمنة موقفها، وقالت إن هذا يظهر أهمية المزاعم التي نشرتها الصحيفة الألمانية.

من جانبه قال عضو لجنة التحقيق أحمد منصور إنه “بكل تأكيد، يجب أخذ الاتهامات الموجهة هنا بكل جدية، ومن الجيد أن إدارة DW ترى ذلك أيضاً. هذه المهمة الملقاة على عاتقي تتطلب مني التعامل معها بصراحة وحيادية واحترام وإحساس بالمسؤولية”، بحسب ما نشرت زود دويتشه تسايتونغ.

أما زابينه لويتهويزر شنارنبرغر، فقد أكدت على أن “القيم والمبادئ التي يربطها المرء مع العمل في DW يجب أن يكون الجميع مدركين لها وجزءًا من حياتهم. الانتهاكات الموصوفة ضد هذه المبادئ فادحة، ما يجعل الدقة في تفحصها أمراً مهماً”.

هذا وتشمل المهام التي سيقوم بها التحقيق المستقل استيضاح الاتهامات التي ظهرت للعيان دون تحفظات، وفحص إن كانت هناك هفوات قد وقعت داخل المؤسسة، وتقديم توصيات حول إجراءات وقائية للمستقبل. وقد تم توقيف الأشخاص المذكورين في التقرير عن العمل لحين الانتهاء من التحقيق، بحسب الصحيفة الألمانية.

وبحسب مصادر خاصة بـ”القدس العربي”، فإن الصحافيين الأربعة الذين جرى تجميدهم عن العمل، تمهيداً لبدء التحقيق معهم، يمتنعون عن الإدلاء بأي تصريحات لوسائل الإعلام إلى حين صدور النتائج، وذلك التزاماً منهم بمجريات التحقيق احتراماً لأنظمة العمل المعمول بها في مؤسسة دويتشه فيله.

يأتي هذا التصعيد، بحق الموظفين العرب بعد أشهر من إيقاف قناة غربي ألمانيا التلفزيونية العامة “في دي آر” (WDR) تقديم الصحافية الألمانية الفلسطينية نعمة الحسن لبرنامج علمي على خلفية مشاركتها قبل أعوام في “مسيرة القدس”.

وكانت صحيفة “بيلد” تحدثت في تقرير سابق لها حول المهمة الجديدة للحسن في المؤسسة الإعلامية وعن مشاركتها في مسيرة القدس. وفي أعقاب ذلك أعلنت الحسن نأيها بنفسها عن المسيرة وقالت إن “المشاركة في مسيرات القدس قبل سبعة أعوام كان خطأ”. وكانت مسيرات القدس السنوية في برلين شهدت في الفترة الماضية تكرار إطلاق شعارات معادية للسامية ورفع رموز مؤيدة لحزب الله اللبناني، الذي أصدر وزير الداخلية الألماني هورست زيهوفر قراراً بحظر نشاطه.

وبحسب صحيفة فرانكفورتر ألغماينة، وقع أكثر من 400 فنان وكاتب وصحافي وباحث وإعلامي، بينهم شخصيات معروفة، على رسالة تضامن مفتوحة موجهة إلى إدارة القناة، تطالبها بعدم الرضوخ للضغوط واستمرار العمل مع الصحافية والمذيعة نعمة الحسن وتكليفها بتقديم برنامج، بيد أن المحطة الألمانية رفضت هذا الأمر.

 يشار إلى أن وزراء داخلية الولايات الألمانية أصدروا تعهدا الجمعة أكدوا فيه حق أن يعيش اليهود بأمان في ألمانيا وملاحقة مرتكبي “الجرائم المعادية للسامية بكل حزم”. وأصدروا تعهدا بهذا الخصوص يحمل اسم “إعلان شتوتغارت”.

ويتضمن الإعلان مطالبة الحكومة الاتحادية والولايات بعدة أمور من بينها إمكانية تحديد المجرمين على شبكة الإنترنت وتتبع محتويات الكراهية والتحريض بصورة أكثر حزما وملاحقتها على خدمات الرسائل مثل تليغرام.

من جانبها، قالت باربارا تراوب من الطائفة اليهودية في ولاية بادن فورتمبرغ إن الإعلان يمثل إشارة مهمة بالنسبة لكل اليهود في ألمانيا وأضافت أن البيان “تعبير عن ضرورة واقعية”.

ويشار إلى أن رئيس المجلس المركزي لليهود في ألمانيا، يوزيف شوستر، كان قد أعرب عن اعتقاده بأن هناك حاجة كبيرة للعمل لمكافحة معاداة السامية والتطرف اليميني في ألمانيا. وجاء ذلك بعد عامين من الهجوم الإرهابي الذي استهدف كنيسا يهوديا في مدينة هاله الألمانية.