خبير عسكري اسرائيلي :" هناك فرصة للتحدث مع الاسد بمساعدة المال الخليجي "

اسرائيل والاسد

رأى خبير عسكري إسرائيلي، أن هناك فرصة كي تتحدث "إسرائيل" مع رئيس النظام السوري بشار الأسد، وذلك بمساعدة المال الخليجي. 

ونبه الخبير الإسرائيلي ألون بن دافيد، في مقال نشرته صحيفة "معاريف" العبرية، إلى أن "سلاح الجو (الإسرائيلي)، يستغل حالة الطقس، ويكثف ضرباته للإيرانيين في سوريا، ولكن في نهاية تشرين الثاني/ نوفمبر الحالي، يخيل أنه نشأت فرصة أخرى لإسرائيل، فالأسد يبدي عدم ارتياح متزايد تجاه التواجد الإيراني في بلاده، وهذه فرصة تستحق الاستيضاح، علما بأنه يوجد فقط طريق واحد لعمل هذا؛ وهو الحديث مع الأسد، بشكل مباشر أو غير مباشر". 

ولفت إلى أنه فور الانتهاء من انتخابات الرئاسة السورية، وإعلان فوز الأسد الذي أثار "سخرية في إسرائيل"، "شمر الأسد عن أكمامه، وبدأ يثبت حكمه في المناطق المهمة له، وهو يركز على حفظ غربي الدولة؛ الشاطئ العلوي، وكل ما يوجد على طول محور درعا، دمشق، حمص، حماة وحلب". 
 
وأضاف بن دافيد: "عندما انتهينا من السخرية من الأسد الذي يحتفي بـ"انتصاره" في الانتخابات، رأينا عجبا؛ فبعد عقد من المقاطعة، بدأ ممثلو العالم العربي بالتعاطي مع الأسد كزعيم "شرعي"، واللقاء به في دمشق". 

وأشار إلى أن ولي عهد الإمارات محمد بن زايد، "أعطى الاشارة و بعث بأخيه، وزير الخارجية لزيارة دمشق، وتواصل هذا بمكالمة هاتفية أولى منذ 11 سنة بين الأسد والملك الاردني عبدالله، وهذا سيستمر مع دول أخرى، وبالتوازي، بدأ الأسد بالتضييق على خطة الإيرانيين في بلاده". 

وأكد الخبير، أن "السلسلة التي لا تتوقف من الهجمات الجوية في سوريا، والمنسوبة لإسرائيل، تجبي منه ثمنا متعاظما، ففي كل هجوم تقريبا يفقد عنصرا غاليا من بطاريات الدفاع الجوي، وتسحق صورة من يدعي بأنه صاحب السيادة في بلاده، كما أن الهجمات في هضبة الجولان تمس بجيشه، وفي أماكن أخرى يقع هذا الضرر جراء النار بلا تمييز التي تطلقها قواته للدفاع الجوي". 

وبين أن "الاستقبال المتجدد للقاتل العلوي في حضن العالم السُني، يدفع المزيد من المحافل في المؤسسة الأمنية في إسرائيل، كي يشخصوا فرصة، فسوريا بحاجة ماسة إلى أعادة بناء البنية التحتية بكلفة خيالية تقدر بنحو 300 مليار دولار، وليس لأحد في العالم اليوم مثل هذا المال الشاغر، ومن لديه المال وخاصة دول الخليج، لا توجد لديهم شهية لمنحه لحليف إيران، والأسد يدرك هذا، وهناك من يدعون بأنه ناضج اليوم لعقد الصفقات". 

وذكر بن دافيد، أن "الحديث عن صفقات صغرى؛ ففي كل منطقة يبعد عنها الإيرانيون، تعمل إسرائيل على تشجيع الاستثمارات من أصدقائها الجدد في الخليج، ومع غياب الدور الأمريكي الفاعل في المنطقة، ستستند الوساطة إلى روسيا أو دول الخليج، والرئيس فلاديمير بوتين، يسره أن ينال المقاولون من جانبه عقود إعادة البناء بتمويل خليجي، وتحول له العمولة، كما هو دارج في مطارحنا". 

 
وبيّن أنه في مواجهة "الحجج الثقيلة" لمن يرفضون حديث "إسرائيل" مع الأسد، توجد "جائزة ثقيلة الوزن بقدر لا يقل؛ فإخراج سوريا من المحور الشيعي إلى حضن العالم العربي، سيحطم التواصل الجغرافي للمحور ويقطع سلسلة التوريد لحزب الله". 

وقال الخبير: "لا جدال، أن الحديث يدور عن أحد أكبر الأنذال (الأسد) الذين شهدهم القرن الواحد والعشرون، ومع ذلك، شهية الأسد بأن يعد "زعيما شرعيا" يمكن اليوم ان تشكل خطوة تحطم التعادل على المستوى الاستراتيجي". 

وأفاد بأنه "ليس مؤكدا، أنه يمكن في هذه اللحظة بناء شرعية له في الغرب، ولكن إذا ما ساعدناه بالعودة إلى الأمة العربية التي اجزاء هامة منها باتوا حلفاء لإسرائيل، سنفكك المحور الشيعي، ونعطي لبنان عرضا مقنعا عن جدوى إخراج الإيرانيين، بل وربما نضع الأساسات لتسوية مستقبلية للنزاع مع سوريا"، بحسب رأيه.