أثار مفتي الجمهورية العربية السورية الشيخ “احمد بدر الدين حسون” جدلا واسعا داخل وخارج سورية، وانقساما في الراي العام في سورية حول تفسيره لسورة في القران الكريم.
بينما شنت منصات المعارضة في الخارج حملة على المفتي متهة إياه باستخدام القران للتهجم على اللاجئين السوريين في خارج البلاد، وسرعان ما انتقلت الحملة الى الداخل وهاجمت مؤسسات تابعة للاوقاف السورية مفتي الجمهورية دون أن تُسمّيه.
وبينما كان الشيخ حسون يلقي خطبة في مراسم عزاء الفنان السوري الراحل صباح فخري قبل أيام، أشار الى ان خارطة سورية مذكورة في القران الكريم “بسورة التين”. فالله تعالى حسب المفتي اقسم ببلاد التين والزيتون، وبطور سيناء والبلد الأمين أي مكة المكرمة.
وأضاف المفتي “في هذه الجغرافيا خلق الله الانسان في احسن تقويم، فاذا تركها رددناه اسفل سافلين، الا الذين امنوا وعملوا الصالحات. وقال الشيخ حسون لماذا ذكر الله التين والزيتون وسيناء ومكة. لان في سيناء تكلم مع موسى، وفي مكة تكلم مع إبراهيم، وفي ارض التين والزيتون في سورية جمع كل الأنبياء في صلاة واحدة خلال حادثة الاسراء والمعراج. وهنا كانت وحدة الرسالات السماوية. وسبق كلام الشيخ حسون عن وجود سورية في القران تحديد لسورية التي يقصدها وهي حسب قوله “سورية في التاريخ الممتدة من غزة الى انطاكية واسكندرون وقبرص وتبوك”.
وقال المفتي في الخطبة “اثناء عزم النبي محمد على الهجرة من مكة خيره الله بين يثرب، وقنسرين في سورية، لان قنسرين استقبلت كل الأنبياء بحب.
وطالب الشيخ حسون أبناء الوطن ان لا يبيعوا وطنهم باقامات الماسية ونحاسية لان سورية والوطن لا يباع. كلام المفتي اعتبره البعض تحريفا لتفسير السورة، وبدأت الحملة أولا من خارج سورية وتحديدا في أوساط المعارضة، متهمين المفتي بأنه يستخدم اللآيات ليهاجم اللاجئين الذين تركوا سورية.
ثم انتقلت حملة الانتقاد الى داخل سورية ومن وزارة الأوقاف السورية عبر المجلس العلمي الفقهي التابع للوزارة. واعتبر “المجلس” في بيان له بأن التفسير مغلوط وتحريف للتفسير الصحيح، لجأ قائله إلى “خلط التفسير بحسب أهواءه ومصالحه البشرية”.
وأوضح البيان، أن تفسير المفتي حسون لسورة “التين”، هو “كلام ضيق، لا ينطلق من دراية بقواعد تفسير القرآن الكريم، بل إنه إقحام للدين في إطار إقليمي ضيق”، مشيرًا إلى أن التفسير بهذا المفهوم الضيق بعد عن المقصد الإنساني الذي أراده الله في هذه السورة.
وأشار المجلس في بيانه، بأن منهج “المتطرفين والتكفيرين يعتمد على تحريف تفسير آيات القرآن لأغراض شخصية، لتنسجم مع أهدافهم التكفيرية”.
وجاء رد “المجلس العلمي الفقهي” التابع لوزارة الأوقاف، على تفسير هذه الآية، بأن المقصود في الآية ليس إنسانًا مخصوصًا بعينه في زمان ومكان معينين، مشيرًا إلى أن “الإنسان يحط من مرتبته القويمة إلى أسفل سافلين، عندما يخالف أوامر الله ويعرض عنها، وهذا حال يصيب كل إنسان في كل مكان وزمان، ولا علاقة له ببلاد الشام أو غيرها من المسميات القطرية التي تتغير من زمان لآخر.
انتقاد جهة دينية رسمية في البلاد لمفتي الجمهورية بشكل علني وبهذه اللغة المباشرة يعتبر سابقة في سورية. فالاختلاف والخلاف في مسائل الفقه والدين والتفسير يناقش عادة ضمن اطر محددة، وليس بحرب البيانات. ويفسر البعض هذا الوضع الجديد، بوجود صراع داخل المؤسسة الدينية في سورية، قد لا يرتبط بالضرورة بمسائل الاختلاف الفقهي او التوجهات الدينية.