حملة إسرائيلية تطالب "تويتر" بإقالة فداء جاسم لدعمها القضية الفلسطينية

شنّت شخصيات إسرائيلية حملة واسعة ضدّ المراسلة السابقة في قناة "الجزيرة" الإنكليزية و"آي تي في نيوز"، فداء جاسم، بعد تعيينها أخيراً في شركة "تويتر" للإشراف على التغطية الإخبارية في الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، بحجة تغريدات قديمة لها معادية للكيان الصهيوني.

في الأول من نوفمبر/تشرين الثاني الحالي، أعلنت فداء جاسم، في تغريدة، عن انضمامها إلى "تويتر"، لتقود تنظيم المحتوى التحريري في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا. وأرفقت تغريدتها برموز تمثل أعلام 17 دولة في المنطقة، ولم تشمل علم الاحتلال الإسرائيلي.

استثناء العلم الإسرائيلي من تغريدة فداء جاسم استفز شخصيات ومؤسسات إسرائيلية طالبت بإقالتها من منصبها الجديد في "تويتر"، وأعادت نبش تغريدات قديمة لها تناهض فيها الاحتلال، وبينها "مركز سيمون فيزينتول" الذي يؤكد عبر موقعه الإلكتروني أن مهمته "مساندة إسرائيل"، ويزعم "تصديه لمعاداة السامية والإرهاب وخطاب الكراهية"، ومنظمة "أونست ريبورتينغ" التي تعرّف عن نفسها بأنها منظمة غير حكومية "تراقب الإعلام المتحيز ضد إسرائيل" ووصفتها منافذ إخبارية عدة بأنها "مجموعة مراقبة إعلامية موالية لإسرائيل".

الحاخام أبراهام كوبر من "مركز سيمون فيزينتول" أصدر بياناً صحافياً الثلاثاء الماضي، قال فيه: "لا، تويتر! لا يمكن لشخص يمحي إسرائيل من الخريطة أن يكون حارس تويتر في الشرق الأوسط". وأشار إلى تغريدة نشرتها جاسم عام 2010، قالت فيها إن "إسرائيل لم تولد، بل ألقيت كقنبلة وسط فلسطين...".


كما نبشت "أونست ريبورتينغ" تغريدات فداء جاسم القديمة، وبينها واحدة طالبت فيها بتحرير فلسطين، وأخرى استشهدت فيها بقول زعيم حركة "أمة الإسلام" الأميركية لويس فاراخان: "ندفع لكم الضرائب بالدولار الأميركي لتدعموا إسرائيل كل سنة".

وحين طالبت المنظمة من فداء جاسم التوضيح عبر "تويتر"، ردّت بأنها كانت "غير ملمة" في بعض تغريداتها حين كانت أصغر سناً، وبأنها "تعتذر عن أي إساءة سببتها"، كما "تعتذر عن نسيان العلم الإسرائيلي".

ولم تتوقف الحملة الإسرائيلية بعد على فداء جاسم، إذ تصر على ضرورة تنحيتها من منصبها الجديد في "تويتر". وتلقفت هذه الحملة منصات إعلامية يمينية، بينها "فوكس نيوز" الأميركية وموقع "فوروارد".

واضطرت فداء جاسم إلى تغيير إعدادات حسابها على "تويتر" وإغلاقه أمام العامة، بسبب "الاتهامات الفظيعة" التي وُجهت لها.

ولم تعلّق "تويتر" بعد على المسألة، لكن ذلك لا يمنع المخاوف من احتمال انصياعها للاحتلال ومؤيديه الذين يتسترون وراء حجة "معاداة السامية"، أسوة بشركات ومؤسسات أخرى، بينها "هيئة الإذاعة البريطانية".


ففي يوليو/تموز الماضي، أعلنت الصحافية الفلسطينية تالا حلاوة عن فصلها من "هيئة الإذاعة البريطانية" (بي بي سي)، على خلفية تغريدة كتبتها أثناء العدوان الإسرائيلي على غزّة عام 2014، بعدما نبشت منظمة "أونست ريبورتينغ" التغريدة في مايو/أيار الماضي، وحرضت على كاتبتها التي اتُهمت بمعاداة السامية.

المنظمة نفسها شنت حملة أيضاً أخيراً على الشقيقين الفلسطينيين منى ومحمد الكرد اللذين اعتبرا صوت حي الشيخ جراح المقدسي ورمزاً لنضالات أهله في وجه الاستيطان الإسرائيلي، بعد إدراجهما في قائمة "تايم" للشخصيات المائة الأكثر تأثيراً في العالم، في سبتمبر/أيلول الماضي.

وأمس الإثنين، أطلقت حملة أيضاً على نسيمة بيغوم التي تعمل في منظمة "أنّانا" غير الحكومية وتطل أحياناً لتقدم فقرات على "بي بي سي راديو مانشستر"، بسبب تغريدة لها تعود لعام 2012 أعلنت فيها تضامنها مع القضية الفلسطينية، وقالت فيها إن إسرائيل "ستبقى دولة غير شرعية"، و"الموت للحثالة الصهيونية".