صحيفة سودانية: وفد من الموساد تواجد في الخرطوم لهذا السبب

اسرائيل والموساد والسودان

أجرى وفد إسرائيلي زيارة إلى العاصمة السودانية، الخرطوم، خلال الأيام الماضية، بحسب ما كشف تقرير صحافي، في أعقاب انقلاب الفريق أول عبد الفتاح البرهان، على مجلس السيادة الانتقالي ومسار التحول الديمقراطي نحو سلطة مدنية في السودان.

جاء ذلك بحسب ما نقلت صحيفة "السوداني"، اليوم الإثنين، عن مصادر لم تسمها، دون أن توضح طبيعة الزيارة والغرض منها، والأطراف الذين اجتمع بها الوفد الإسرائيلي.

وبحسب موقع "واي نت" العبري، فإن الوفد الاسرائيلي الذي ضم ممثلين عن الموساد، أجرى محادثات مع رئيس المجلس السيادي السوداني عبد الفتاح البرهان، وكذلك على ما يبدو مع رئيس الوزراء المخلوع عبدالله حمدوك.

وأشار الموقع، إلى مصادر سودانية أكدت من جانبها الزيارة والتي كان الهدف منها محاولة الوساطة بين الطرفين، فيما يبدو أن الهدف الحقيقي هو معرفة ما يجري في البلاد بعد الأحداث الأخيرة.
وتمتنع دولة الاحتلال حتى الآن علنًا من اتخاذ أي موقف من الأحداث الأخيرة، وسط اتهامات لها بأنها متورطة فيها وتدعم البرهان.

ووفقًا للموقع، فإن الأحداثت التي شهدتها السودان الأسبوع الماضي قد يكون لها تأثير على عملية التطبيع في إقامة علاقات دبلوماسية كاملة، حيث كانت العلاقة بين الطرفين منذ البداية أبطأ من تلك بين دولة الاحتلال والدول العربية الأخرى.

وقالت صحيفة اسرائيل هيوم العبرية " أن الهدف من زيارة الوفد هو ضمان استمرار عملية التطبيع بين السودان وإسرائيل، على خلفية التوترات الداخلية في البلاد.

وتابعت أن السودان واحد من الدول الأربع التي وقعت على "اتفاقيات أبراهام" للتطبيع بين إسرائيل ودول عربية، لكنها حتى الآن لم تروج عمليا للعلاقات مع إسرائيل، ولم تفتح مقرا لبعثة دبلوماسية في البلاد، ولم ترسل مندوبا لبناء العلاقات.

تراقب إسرائيل تطورات الوضع في السودان، دون أن تُعلّق عليها بشكل رسمي، على عكس الدول الغربية التي أدانت الإنقلاب، الأمر الذي قد يفهم على أنه دعم إسرائيلي ضمني للانقلاب.

وكان وفد برئاسة قائد قوات الدعم السريع، الفريق عبد الرحيم دقلو (حميدتي)، قد زار إسرائيل والإمارات قبل أيام من انقلاب البرهان.

ونقل موقع واللا العبري مساء اليوم الاثنين عن مسؤولون إسرائيليون أن الوفد الإسرائيلي الذي زار السودان في الأيام الأخيرة، التقى بمسؤولين عسكريين سودانيين من بينهم قائد قوات الدعم السريع الجنرال عبد الرحيم دقلو.

وأشارت التقارير إلى أن قيادة الانقلاب في السودان تراهن على الدعم الإسرائيلي للخروج من العزلة الدولية في ظل الإدانات الدولية التي أعقبت الانقلاب، والتأكيد على الاعتراف الدولي بشرعية حكومة عبد الله حمدوك.

وأكد عسكر الانقلاب في السودان أن بند التطبيع مع إسرائيل على رأس أجندتهم بعد استيلائهم على السلطة. وأكد البرهان، يوم الثلاثاء الماضي، خلال أول مؤتمر صحافي بعد تنفيذ الانقلاب، على الرؤية السابقة للقيادة العسكرية حول التطبيع مع إسرائيل، كمدخل للانفتاح مع العالم، مشيرا إلى أن "بعض الأحزاب العقائدية في حكومة رئيس الوزراء هي التي أعاقت المضي قدمًا في إكمال حلقات التطبيع".

وكان البرهان قد دشن بنفسه أولى خطوات التطبيع، حينما التقى بمدينة عينتبي الأوغندية في شباط/ فبراير 2020 برئيس الحكومة الإسرائيلية السابق، بنيامين نتنياهو، في خطوة وجدت معارضة من حكومة رئيس الوزراء عبد الله حمدوك، التي رأت وقتها أن رئيس مجلس السيادة، عبد الفتاح البرهان، يتجاوز صلاحياته السيادية، ويتغول على صلاحيات الحكومة التنفيذية.

وكشفت هيئة البث الإسرائيلية ("كان 11")، أن المسؤولين في إسرائيل أجروا "عدة مشاورات بشأن الانقلاب في السودان". ورجحت القناة الرسمية الإسرائيلية أن تؤدي التحركات الأخيرة في السودان إلى تأخير انضمام السودان الرسمي إلى اتفاقات أبراهام".

وكانت صحيفة "يديعوت أحرونوت"، قد اعتبرت، الأسبوع الماضي، أنه "بينما كان هدف الجيش السوداني عند توقيع اتفاقية التطبيع مع إسرائيل هو إزالة العقوبات الأميركية (المفروضة على الخرطوم)، فمن المرجح أن يؤدي الانقلاب الأخير إلى عودة هذه العقوبات وتأجيل الاتفاقية أو التخلي عنها تمامًا".

وأشارت إلى "عواقب وخيمة" محتملة للانقلاب العسكري في السودان على مستقبل مسار التطبيع الذي يتخذونه العسكر في الخرطوم. مشددة على أن الجناح العسكري في السودان، هو أكثر تأييدا لتطبيع العلاقات مع إسرائيل، من الجناح المدني.

وذكرت أنه "بينما دعم الجانب العسكري للقيادة، التطبيع، بسبب الوعود الأميركية بإلغاء العقوبات القاسية المفروضة على السودان في عهد (الرئيس السابق عمر) البشير، كانت الكتلة المدنية للقيادة أقل حماسًا لهذه الخطوة".