جيش الاحتلال: نستعد للمواجهة القادمة مع غزة

قال المراسل العسكري لموقع "والا" العبري، أمير بوحبوط: "على حدود قطاع غزة، تلقى قائد الكتيبة 890 في لواء المظليين المقدم “دور مانشوف” رسالة على شبكة الاتصالات مفادها بأن 16 فدائياً من حماس خرجوا من نفق بالقرب من السياج الحدودي، وتوغلوا وتمكنوا من الوصول إلى منطقة غابات في “المناطق الإسرائيلية” غير البعيدة عن المستوطنات".

وأضاف في مقال نشره الموقع: "هكذا بدأ هذا الأسبوع التدريب العسكري الكبير لكتيبة “فرقة غزة في الجيش الإسرائيلي”، والذي أجري استعداداً لاحتمال تدهور الأوضاع إلى حرب مع حماس، والتي تجري مناقشتها على الجانبين الفلسطيني و”الإسرائيلي”، فالأجواء متوترة جداً.

وأشار الى أن هذا السيناريو يجسد ما مرت به كتيبة “فرقة غزة” في الأشهر الأخيرة منذ عملية “حارس الأسوار” معركة سيف القدس، التي بدأت في 10 مايو من هذا العام، وبالإضافة إلى الهجمات المضادة للدبابات بالقرب من الحدود، بذل عناصر حماس قصارى جهدهم لتنفيذ هجمات باستخدام الأنفاق والطائرات المسيرة بأنواعها والمركبات تحت مائية والهجمات السيبرانية واقتحام السياج، وأحبط سلاح الجو نواياهم في وقت التنفيذ.

وتابع: "وبحسب قيادة المنطقة الجنوبية، فإنه في المواجهة القادمة ستبذل حماس جهدا لتنفيذ الهجمات على حين غرة وتحقيقا لهذه الغاية، سوف تنشر حماس عملياتها بطريقة أكثر صرامة، بطريقة لن تسمح لجهاز الأمن العام” الشاباك والاستخبارات العسكرية” بالحصول على معلومات تمكن “الجيش الإسرائيلي” من الاستعداد لسيناريوهات مسبقا.

وأكمل مقاله: "مثل هذا الواقع المعقد يتطلب من كتيبة “فرقة غزة”، بقيادة العميد نمرود ألوني، الاستعداد لهجوم مشترك، على حين غرة، عندما يكون السيناريو السهل هو اقتحام نفق بالقرب من السياج، أو اقتحام مقاومين على مواقع عسكرية أو مستوطنات.

وأوضح المقدم مانشوف: “ليس لدينا شك في أن حماس ستحاول في العملية القادمة إخراج كل أوراقها في البداية”.

وتابع بوخبوط: "في إحدى مراحل التدريب العسكري، أنهت قوات الكتيبة 890 تطويق المنطقة التي كان يختبئ فيها 16 مقاتلاً من جفعاتي والذين يمثلون بأنهم من “مقاومي حماس” وقد اتصل المقدم “مانشوف” وأعلن أنه ينوي مهاجمة المقاومين، لكن قائد اللواء العقيد “تال اشور” أوقفه وقال “أنت لن تدخل”.

واستدرك: "كان لدى مقر اللواء الرغبة في استنفاد القدرات النارية من الجو ضد “المقاومين” قبل السماح للمظليين للاقتحام وتعريضهم للخطر، وقد أتى هجوم القوات الجوية بثماره، حيث تم القضاء على 16 “مقاوما” ثم دخل جنود كتيبة  890   لتفتيش المنطقة.

وأضاف: “أريد أن أهاجم وأنا قوي بعد استنفاذ ما لدي من الأدوات، ولدي عدد غير قليل من الأدوات: دبابة، وطائرة هليكوبتر قتالية، وصاروخ … بعدها فقط سأخرج لأهاجم”.

وتابع: لكن هل يؤمن المستوى السياسي حقًا بفاعلية قدرات القوات البرية على الدخول البري (لقطاع غزة) أم أنه سيستخدمها فقط دون أي خيار، ويفضل في أي عملية واسعة الاكتفاء بضربات جوية.

وأكمل: "بالذات هناك ضباط كبار في “الجيش الإسرائيلي” اليوم يزعمون في الاجتماعات المغلقة أنه كان من الخطأ عدم استخدام الدخول البري بواسطة الدبابات وناقلات الجنود المدرعة في عملية “حارس الأسوار” معركة سيف القدس، والاكتفاء بالنيران من الجو، وبحسبهم، فإن الطريقة التي تصرفت بها القيادة السياسية جعلت “الجيش الإسرائيلي” يقترب من الحملة المقبلة في غزة أكثر، لأن العدو فسر قرار عدم الدخول إلى قطاع غزة على أنها نقطة ضعف.

ونقل عن مانشوف قوله: “كنت مظليًا من لواء المظليين خلال عملية “حارس الأسوار” معركة سيف القدس، أنا لست محبطًا بسبب عدم وجود هجوم بري، أفهم ذلك. قررت “إسرائيل” أن تنتهي عملية “حارس الأسوار” معركة سيف القدس، على هذا النحو، وفي المقابل، لم يتغير التدريب العسكري للكتيبة أو السرية.

 وقال مانشوف “نتدرب على الهجوم البري لأننا نؤمن به”.

وحول الانتقادات التي تكتنف عملية “حارس الأسوار”، أجاب: “الكل يفهم أنه من أجل الانتصار، لا بد من معركة برية، لهذا السبب أقوم بتدريبهم “، ووفقا له، فإن المقاتلين النظاميين يفهمون ضرورة الهجوم البري، مضيفا أنه “في كتيبتنا، من الواضح للجميع أنه يتحتم علينا الدخول المعركة البرية ويجب أن نستعد لها، هناك ثقة في المعركة البرية وهي نقطة مؤكدة أنا أؤمن فقط بقدراتنا.

وأضاف “نحن كمظليين نواجه المزيد من التحدي، لأن جولاني وجفعاتي يمتلكان مركبة النمر المضادة للدبابات ومعطف الريح (منظومة حماية للمدرعات من القذائف المضادة لدروع)، “لكن في رأيي نأتي بقدرات أخرى، لدينا ميزة فنحن أخف وزنا وأسرع وأهدأ، ونعرف كيف نقوم بمناورات قصيرة ولكن أفضل بكثير، ونحن أفضل في إنكار قدرات العدو، فعند الانكشاف له عند الاختباء في منطقة مبنية أو في غابة، نقوم بمهاجمته.

وأكد: “لقد تغير مقر قيادة المظليين، وأصبح مقرها أكثر فتكاً بكثير من مقر جولاني وجفعاتي، حيث  يعرف مقرنا الرئيسي كيفية استنفاد المعلومات الاستخباراتية وإطلاق النار بطريقة أكثر فتكاً، لأننا قمنا ببناء مجموعات النار التي تمكنت من خلق التزامن والاتصال فيما بينها، واختبرنا قدراتنا الهجومية فوجدنا بانها الأفضل على الإطلاق “.

وأوضح مانشوف أن “حماس تتفهم أنها تتحمل المسؤولية عن قطاع غزة بأكمله، وهي تعيد تأهيل نفسها”.

وحول الهدوء النسبي الذي اتسم به السياج الحدودي في الأسابيع الأخيرة قال “أمامي مجموعة حراسة تابعة لحماس تنتشر في السابعة صباحا وتغادر المواقع في السابعة مساء، حيث تمنع حماس تسلل الفلسطينيين الباحثين عن عمل في “إسرائيل”، مضيفاً: “فأنا مسلح على السياج، وهو مسلح على السياج ولا يفصل بيننا سوى مسافة 100 متر، ولا أحد يطلق النار على الآخر، وهذا يشير الى مدى الهدوء هنا، فنحن نستعد لحالة طارئة “.

بصرف النظر عن جاهزية حماس لتنفيذ العمليات ومسألة الثقة في المعركة البرية، هناك سؤال آخر يحوم في القطاع حول التعليمات بفتح النار، حيث تطور هذا السؤال إلى خطاب مؤثر في المجتمع الإسرائيلي، خاصة بعد وفاة “المستعرب” في حرس الحدود “باريئل حديرة شموئيلي”،( قناص قتل على حدود غزة في شهر أغسطس)، حيث قُتل “باريئل حديرة شموئيلي” في منطقة اللواء الشمالي بينما كان المقدم “مانشوف” يقود القوات في القطاع المجاور منطقة اللواء الجنوبي للفرقة.

وقال قائد الكتيبة مانشوف: “كنا نستعد في ذلك اليوم لأعمال شغب أمام 3000 متظاهر، وكان هذا هو التحدي الأول في وظيفتي، حيث تسلمت مهام منصبي يوم الأربعاء ووقعت أعمال شغب يوم السبت”

وحول مسألة قواعد إطلاق النار قال: “على القادة التحدث بوضوح، تحدث بالأبيض والأسود، ويجب تبسيط الأمور بالنسبة للجندي “.

وفي مرحلة ما من المقابلة أخرج قائد الكتيبة حقيبتين تحتويان على عدد كبير من الصفحات من تحت كومة من الكتيبات الموضوعة على الطاولة مبينا بانها هذه هي “تعليمات بفتح النار في قطاع غزة”.

 قال: “هل تعتقد أن الجندي يقرأها؟ أنا فقط قرأتها”. “أنا والقادة الآخرون نتحدث بالأبيض والأسود.

أوامري واضحة: إطلاق الرصاص على أي محاولة لإفساد السياج؟ في الظلام؟ في الليل؟ مع قاطعة اسلاك في اليد؟  ويعتبر ذلك فاشلا إذا نجح المتسلل في الوصول للسياج

وأوضح مانشوف أنه في الميدان العنيف الذي كان أمامه يوم إطلاق النار على باريئل حديرة شموئيلي، تم تحديد خطوط واضحة: خط أخضر، حيث يقف المتظاهرون ويتم إلقاء الوسائل عليهم لتفريق المتظاهرين خط أصفر يظهر فيه “مثيري شغب” عنيفون يتقدمون نحو الحدود حينها يطلق عليهم القناصة النار من الركبتين إلى أسفل أما الخط الأحمر حين يصل الفلسطينيون يتم إطلاق النار من قبل الجنود للقتل لأنهم معرضون لخطر الموت.

وأضاف “تمكنا من مواجهة هذا التحدي، وبفضلنا في مجلس اشكول الاستيطاني كانت الأمور هادئة

 وأوضح “أطلقنا النار ثلاث مرات في ثلاثة حالات على الركبة لأن هذا هو المطلوب”، لكنه أشار إلى الأيام التي أعقبت تلك الحادثة، والتي تضمنت المزيد من الاضطرابات العنيفة، “ركض أطفال من منطقة خزاعة بقاطعة أسلاك وقطعوا كابل كهربائي ثم ركضوا عائدين، وتعرضت كقائد كتيبة لأربع إصابات على السياج.

وأضاف: “لم أستطع تقديم إجابة تفسير عملي مناسب، ولقد أمرنا وتدربنا ونصبنا كميناً، ولكن  لم نتمكن من الوصول إلى حالة  “البرميل أمام “قاطعة الأسلاك” لأنه ركض وقطع ورجع عائدا

وقال: “أما بخصوص التعليمات بفتح النار؟ قلت للجنود: إذا قام شخص بالغ بتدمير السياج و ليس قاصراً  يتم إطلاق  النار من الركبة إلى أسفلها ومن مدى 200 متر”، ولتوضيح أن هذه التعليمات قد وصلت إلى القوات الموجودة في الميدان، وأنهم لا يحتاجون إلى إذن منه لإطلاق النار، قال: “خلال حفل تغير قادة الألوية، اتصل بي نائب قائد الكتيبة، الذي كان قائد المفرزة  حينها وابلغني  بانهم اطلقوا النار على احدهم، مبينا بان هذا هو النجاح التشغيلي الذي تمكنا من تحقيقه، فقد أصبنا رجلا بالغا في منطقة خزاعة منذ ذلك الحين لم تكن هناك اي عمليات تدمير في السياج حيث اطلقنا عليه النار في الركبة وأسفلها بدقة.

وأضاف بأنه هو أو قائد السرية من يقوم بتوجيه “القناص والذي يمسك بالرشاش اللذان يقفان في موقع الحراسة على السياج في المنصب الأول، ونقول لهم بوضوح: لا تطلقوا النار على الأطفال الصغار، ولا تطلقوا النار على أي شخص يهرب، لأنه لا يتم إطلاق النار على أحد في الظهر، فعل النازيون ذلك، فقط يتم إطلاق النار على البالغين الذي يهدمون السياج “.

خلال المقابلة، نظر إلى الساعة عدة مرات للوفاء بجداول التدريب العسكري، وفيما بين ذلك قال أن التدريب العسكري سينتهي قريبًا، وبعد ذلك سيعود الجميع على طول الحدود إلى حالة تأهب دائم لأي تغيير في المجال.

 وأضاف “إننا نقوم بأكبر عدد ممكن من المبادرات والتي أصبحت روتينية، غرب السياج وبعده بحيث تكون في نطاق مائة متر من الأراضي الفلسطينية. والتي تهدف إلى كشف العبوات الناسفة وعرقلة انتشار العدو “.

يمضي ليخبر عن حالة التأهب القصوى في الميدان. بعد عملية “حارس الاسوار” معركة سيف القدس، نحن ككتيبة على أتم الاستعداد والجهوزية لقد تعلمنا الكثير من العملية، ولكن كيف سيكون شكل العملية القادمة فالأمر واضح للجميع. هناك فرصة كبيرة أن تبدأ على حين غرة، مضيفا بان التحدي الأكبر الخاص بي؟ أن أستنفد كل قوتي وقدراتي ككتيبة “.