أكد وزير الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات اسحق سدر، أن الحكومة لن تدخر أي جهد يسهم في تحسين الواقع والمستقبل في فلسطين، مشيراً إلى أن العمل في التحول الرقمي الحكومي يستند إلى رؤية شاملة وتطلع إلى مستقبل الأجندة والسياسات الوطنية، ويلبي حاجة المواطن ويدعم المؤسسات الاقتصادية والريادية والمجتمعية ويشاركها في التخطيط والتنفيذ.
وقال سدر خلال كلمته في افتتاح ورشة عمل بعنوان "التكنولوجيات الجديدة والذكاء الاصطناعي" عقدت اليوم الأربعاء في مقر وزارة الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات برام الله، بالتعاون مع لجنة الأمم المتحدة الاجتماعية والاقتصادية لغربي آسيا "الاسكوا"، إن الوزارة تعكف على إطلاق ورشة عمل دائمة في مجال التكنولوجيا الواعدة وتطبيقات الذكاء الاصطناعي.
وشدد الوزير على أهمية النهوض بهذا القطاع لدوره في دعم الاقتصاد والمساهمة في تسهيل حياة المواطن ورفعة الوطن، وتحقيق أهداف التنمية المستدامة.
وأضاف: "انطلق قطار التحول الرقمي في فلسطين وإن كان متأخراً بعض الشيء أو مدفوعاً بجائحة "كورونا"، إلا أنه بدأ من حيث انتهى الآخرون واستوعب دروس المغامرين، وهنا نحن اليوم نسير بخطى وثيقة نحو الهدف، وفي عصر الثورة الصناعية الرابعة وهيمنة الاقتصاد الرقمي وتطبيقات الذكاء الاصطناعي وتعلم الآلة وإنترنت الأشياء والبيانات الضخمة والمركبات ذاتية القيادة والمدن الذكية والروبوتات والصحة الرقمية، لا مجال للمترددين".
واستعرض وزير الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات أبرز ما تم إنجازه على صعيد التحول الرقمي، وفي مقدمة ذلك اعتماد وثيقة حوكمة منظومة الخدمات الحكومية الالكترونية وبوابة الدفع الإلكتروني، واعتماد سياسة الدفع
الإلكتروني تمهيداً لتشغيل المنظومة للمواطنين، واعتماد خطة إطلاق منظومة الخدمات الحكومية الالكترونية، وإصدار قانون الشركات والاتصالات، وتشكيل الفريق الوطني للذكاء الاصطناعي لإقرار السياسة الوطنية
استراتيجية مبنية عليها، وإنهاء الترتيبات للإعلان عن منظومة الخدمات الالكترونية الحكومية، بما في ذلك مركز البيانات والحوسبة السحابية وأنظمة الطاقة والشبكات والبرمجيات ومركز الاستعلامات والأمن المعلوماتي والتدريب لكافة المعنيين.
وبيّن سدر، أن خطة الوزارة للأعوام 2021 – 2023 تم تحديثها بما ينسجم مع أجندة السياسات الوطنية المحدثة وخطة التنمية بالعناقيد، خاصة العنقود التكنولوجي الخدمي.
وتقدم الوزير بالشكر لمنظمة "الاسكوا" على دورها في الوقوف إلى جانب الحكومة الفلسطينية في رحلة التحول الرقمي، وقيامها بمراجعة العديد من السياسيات، بما فيها سياسات البيانات المفتوحة والتحول الرقمي والذكاء الاصطناعي.
بدوره، أوضح المستشار الإقليمي في التكنولوجيا من أجل التنمية في "الاسكوا" نوار العوّا، في كلمة عبر تقنية "زوم"، أن المنظمة تعمل عبر دعم الدول العربية على تسخير التكنولوجيا لتحقيق التنمية المستدامة، من خلال تحفيز البيئة المحيطة بالابتكار وتطوير السياسات المناسبة لهذه التكنولوجيات، وتشجيع الدول العربية على الاستفادة من الفرص الواسعة المتاحة من هذه التكنولوجيات، وفي مقدمتها الذكاء الاصطناعي والبيانات الضخمة، لما لهما من أثر في خلق فرص عمل جديدة وزيادة الإنتاجية وتحقيق النمو الاقتصادي.
وأشار إلى أن الجميع في العصر الحالي ينظر إلى البيانات على أنها ثروة وطنية، وهي تعد رافعة أساسية يمكن توظيفها في المجالات التنموية المختلفة، إلا أن تقديرات المنظمة الدولية تبين أن نسبة الدول العربية التي لديها سياسات واضحة في مجال استثمار البيانات لا تتجاوز 50%، وهذا يتطلب بذل المزيد من الجهد لتمكين المنطقة من الاستفادة من هذه التكنولوجيات.
وأضاف: "هذه البيانات تشكل عاملاً أساسياً في تكنولوجيا الذكاء الاصطناعي، التي توفر بدورها الحلول والأدوات اللازمة لتعزيز الانتاجية والكفاءة وتصميم وتطوير الأدوات والتطبيقات التي تناسب كافة الأفراد، كما أنها تتيح أمام الشباب ورواد الأعمال مجالات عمل كثيرة، للإسهام بفاعلية في تنمية المجتمع وتعزيز الموارد الاقتصادية".
وتسلط ورشة العمل الضوء على المفاهيم الأساسية والممارسات المثلى في سياسات الذكاء الاصطناعي والبيانات الضخمة، وتناقش المبادرات الوطنية التي تقوم بها وزارة الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات في هذا المجال.
وتتطلع "الاسكوا" إلى أن يكون لهذا أثر مباشر على التنمية الاجتماعية والاقتصادية في فلسطين، وأن يتم الاستفادة من الذكاء الاصطناعي والبيانات الضخمة في تعزيز الابتكار والإسهام في تحقيق التنمية.
وعقدت الورشة بحضور ممثلين عن المؤسسات الحكومية والجامعات ومراكز البحث وشركات الاتصالات ومزودي خدمات الإنترنت.