أكد الجيش الفرنسي ما تداولته وكالات أنباء من إغلاق الجزائر مجالها الجوي أمام عبور الطائرات العسكرية الفرنسية. في قرار يأتي رداً على ما بدر من الرئيس الفرنسي من تصريحات "مسيئة" للجزائر، بحسب بيان رئاستها.
وأردف البيان قائلاً إنّ ما بدر من ماكرون يمثّل "مساساً غير مقبول بذاكرة 5 ملايين و630 ألف شهيد ضحّوا بأنفسهم عبر مقاومة شجاعة ضد الاستعمار الفرنسي"، موضحاً أن الجزائر "ترفض رفضاً قاطعاً التدخل في شؤونها الداخلية كما ورد في هذه التصريحات".
وفي وقت سابق، استدعت الجزائر العاصمة سفيرها في باريس، محمد عنتر داود، "من أجل التشاور"، بحسب التليفزيون الرسمي الجزائري.
ويتزامن قرار حظر السماء الجزائرية على الطيران الفرنسي مع المصاعب الجمّة التي يعرفها جيش فرنسا في منطقة الساحل الإفريقي والصحراء، والتي أدّت إلى إعلان ماكرون سابقاً سحب جنوده وإنهاء عملية "بارخان" هناك، فيما تتهمه تلك الدول بالتخلي عنها وتوجه بوصلتها نحو موسكو لبناء تحالفات عسكرية عنوانها الأبرز مرتزقة شركة "فاغنر" المقربة من الكرملين.
الجزائر تغلق أجواءها في وجه الطيران العسكري الفرنسي
ونقلاً عن وكالة الأنباء الفرنسية، فقد أعلن ناطق باسم هيئة الأركان العامة الفرنسية الأحد، 3 أكتوبر/تشرين الأول، أن الحكومة الجزائرية حظرت على الطائرات العسكرية الفرنسية التحليق فوق أراضيها. وقال الكولونيل باسكال إياني إنه "لدى تقديم مخططات لرحلتي طائرتين هذا الصباح، علمنا أن الجزائريين سيغلقون المجال الجوي فوق أراضيهم أمام الطائرات العسكرية الفرنسية".
وأردف موضحاً بأن ذلك "لن يؤثر على العمليات أو المهام الاستخباراتية" التي تقوم بها فرنسا في منطقة الساحل. فيما يأتي هذا التصريح تأكيداً لما أوردته وسائل إعلام مختلفة عن القرار نقلاً عن مصادر في الرئاسة الجزائرية.
وقالت المصادر الجزائرية إن الرئيس عبد المجيد تبون قرر إغلاق المجال الجوي الجزائري أمام جميع الطائرات العسكرية الفرنسية المتجهة إلى منطقة الساحل في إطار عملية "برخان". مشيرة إلى أن ذلك العبور كان "امتيازاً ممنوحاً لفرنسا منذ فترة حكم الرئيس السابق عبد العزيز بوتفليقة، وظل ساري المفعول لمدة 4 سنوات".
وأكَّدت أن ذلك "سيؤثر بشدة على العمليات العسكرية الفرنسية ويصحح خطأ استراتيجيا للرئيس السابق، وسيؤدي إلى تباطؤ التعاون العسكري الفرنسي الجزائري في الأسابيع القليلة المقبلة".
ويستخدم الطيران العسكري الفرنسي المجال الجوي الجزائري لدخول ومغادرة منطقة الساحل في إطار عملية "برخان".
وتداولت الكثير من الصفحات الجزائرية صوراً عبر تطبيق "FlightRadar24" لطائرتين عسكريّتين فرنسيتين تعودان أدراجهما بعد انطلاق الأولى من التراب الفرنسي والثانية من التشاد. ورصدت هذه الصفحات كذلك مساراً محتملاً لتلك الطائرات عبر الأجواء المغربية.