توفي مساء الجمعة القيادي في حركة حماس الأكاديمي البروفيسور عصام راشد الأشقر (62 عامًا) بمدينة نابلس شمال الضفة الغربية المحتلة، متأثرا بإصابته بفيروس كورونا.
وذكرت مصادر عائلة الأشقر أن الأطباء في مستشفى النجاح الجامعي أعلنوا وفاته بعد تدهور صحته بشكل كبير في الأيام الأخيرة.
وكان الأشقر قد أصيب بفيروس كورونا قبل نحو ستة أشهر، ومكث في العناية المكثفة طيلة هذه المدة بسبب خطورة حالته الصحية.
ومن المقرر أن يشيع جثمان القيادي الأشقر يوم غد السبت في مسقط رأسه بلدة صيدا بمحافظة طولكرم.
من جانبها، نعت حماس أحد قادتها الدكتور الأشقر "أبو مجاهد" الذي وافته المنية في مدينة نابلس متأثرا بإصابته بفيروس كورونا.
وقالت في بيان النعي الذي عمم على وسائل اعلام إننا "إذ ننعى الدكتور الأشقر، نستذكر حياة حافلة بالعطاء والعلم والجهاد والدعوة إلى الله، والعمل التنظيمي الذي ظل الدكتور عصام أحد رواده حتى رحيله".
وتقدمت بالتعزية من عائلة الفقيد، زوجته وأبنائه وأهالي بلدته صيدا وعموم شعبنا الفلسطيني، مضيفة "فقد ظل أبو مجاهد عنوانا للعالم المجاهد الذي عمل من أجل فلسطين في حله وترحاله، وفي غربته وداخل الوطن".
ودعت جماهير الشعب إلى المشاركة الواسعة في تشييع جثمانه، "وفاء لرجل تميز بجمعه بين العلم والمقاومة، فرغم ملاحقة الاحتلال والاعتقالات، ترك خلفه أكثر من ١٢٠ بحثا علميا في مجال الفيزياء، كما نال درجة الأستاذية في جامعة النجاح".
والأشقر هو أستاذ بقسم الفيزياء في جامعة النجاح، وهو أسير محرر عدة مرات أمضى فيها نحو أربع سنوات كلها في الاعتقال الإداري بدون محاكمة.
وعانى خلال اعتقاله الأخير عام 2016 من تدهور حالته الصحية نتيجة مشاكل صحية، أهمها ارتفاع ضغط الدم الحاد، وتضيق شريان الكلية اليمنى.
وولد الأشقر في العاشر من حزيران عام 1958، في بلدة صيدا، شمال مدينة طولكرم، وهو متزوج وله أربعة أولاد وبنت.
درس في مدرستي بلدتي صيدا وعلار، وأنهى الثانوية العامة من مدرسة عتيل عام 1977، ثم حصل على شهادة البكالوريوس في الفيزياء بتفوق من جامعة اليرموك في الأردن عام 1980، والماجستير في الفيزياء من الجامعة الأردنية عام 1982، والدكتوراه في الفيزياء من جامعة أوهايو Ohio University في الولايات المتحدة عام 1989.
عمل في جامعة النجاح الوطنية بعد حصوله على الماجستير، كما درَّس لعام كامل في جامعة أوهايو في الولايات المتحدة، ثم عاد للتدريس مجددا في جامعة النجاح عام 1990.
حصل على درجة الأستاذية في الفيزياء (درجة بروفيسور) عام 2005، وكان رئيسًا لقسم الفيزياء في الجامعة ما بين عامي 2000 – 2002.
تمكن الأشقر خلال مسيرته الأكاديمية من نشر 136 بحثاً علمياً محكمًا في مجلات علمية عالمية في الولايات المتحدة وألمانيا وفرنسا وبريطانيا.
وصدر للراحل الأشقر عدد من الكتب منها كتاب "دعاء المسلم" باللغة الإنجليزية عام 1989، وكتابان حول منهاج تعليم الفيزياء للمستوى الأول والمستوى الثاني لطلبة الفيزياء في جامعة النجاح عام 1995، وكتاب الفيزياء الرياضية المخصص لطلبة مستوى الماجستير في الجامعات الفلسطينية.
تأثر الأشقر وتبنى الفكر الإسلامي في سنوات شبابه المبكر، ونشط دعويًا واجتماعيًا خلال دراسته للدكتوراه، لينضم للحركة الإسلامية، ومع انطلاق حركة حماس انطوى تحت صفوفها، وكان أحد أبرز مثقفيها وقياداتها.
اعتقله الاحتلال أول مرة عام 1998، تعرض خلالها للتحقيق ثم أفرج عنه بعد شهر، واعتقل مرة أخرى عام 2006 إثر فوز حركة حماس في الانتخابات التشريعية ليقضي في الاعتقال الإداري عامين كاملين.
ثم اعتقل مجددًا عام 2009 إداريًا مدة عام ونصف، وأصيب خلاله بحالة اختناق أثناء احتجازه في إحدى الزنازين الضيقة كاد يفقد حياته فيها، وتبين أنه يعاني من ارتفاع في ضغط الدم.
كما اعتقل إداريًا عام 2016 وقضى عامًا ونصف أغلبها في مستشفى سجن الرملة، حيث أصيب بجلطة فقد إثرها الإحساس بيده ورجله اليمنى، ورفض الخضوع لأي عمليات جراحية نتيجة استمرار اعتقاله.
ومنع الاحتلال الأشقر من السفر منذ عام 1996 حتى وفاته، ما أثر على مسيرته العلمية.