تستعد وزارة التربية والتعليم لإطلاق العام الدراسي الجديد غدًا الإثنين، بشكل وجاهي بالكامل وفق اشتراطات صحية بالتعاون بينها وبين وزارة الصحة، فيما أكدت الوزارة على أنه لن يتم السماح بدخول الكوادر التعليمية من معلمين وطواقم أخرى إلى المدارس ممن لم يتلقوا اللقاح المضاد لفايروس كورونا.
وأكد الناطق باسم الحكومة إبراهيم ملحم، خلال مؤتمر صحاتفي عقد في مقر وزارة التربية والتعليم برام الله الأحد، حول “الاستعدادات والترتيبات لإطلاق العام الدراسي الجديد”، أنه “سيتم افتتاح العام الدراسي الجديد غدًا الإثنين، وسط تحذيرات لمنظمة الصحة من نذر تفشي جديد لفايروس كورونا، وجاء المؤتمر الصحافي اليوم، لضمان مأمونية العودة للمدارس”.
وقال وزير التربية والتعليم د. مروان عورتاني، خلال المؤتمر “إن العودة إلى المدارس غدًا ستكون بشكل وجاهي بالكامل ضمن اشتراطات صحية معينة تم التوافق عليها بين اللجنة الوبائية وجهات الاختصاص ووزارتي التربية والتعليم والصحة”، مشددًا على أن الطواقم التعليمية والتدريسية لن تستطيع دخول المدارس إلا بتلقي التطعيم، وهو شرط لدخولهم المدارس.
وقال عورتاني: “إن التعطيم سيكون إلزاميًا، ولن يستطيع معلم أن يمارس مهامه التعليمية إلا إذا كان حاصلًا على شهادة التطعيم، وإن لم يحصل عليه عن سابق إصرار يعتبر مستنكفًا، وهذه الخطوات تم التنسيق فيها مع اتحاد المعلمين، كما أن هناك مساءلة للكوادر والمعلمين الذين لم يلتزموا بالتطعيم، وخلال اليومين القادمين، سيتم الانتهاء من عملية التعطيم، لا يوجد تهاون، ولا يمكن أن نعرض أبناءنا لمخاطر صحية”.
وأكد عورتاني على أن الاستعدادات ستكون زخمة ووازنة وجدية للانتهاء من عملية التطعيم، بالتعاون بين وزارة التربية والتعليم والصحة، بحيث تعطى الكوادر التدريسية والتعليمية الأولوية في التطعيم.
في هذه الأثناء، وبما يتعلق بالاستعدادات للعام الدراسي الجديد، قال عورتاني: “لدينا تجربة غنية كبيرة في التعامل بظل الكورونا كراً وفراً، ونحن في نذر مع إمكانية انتشار متحور (دلتا)… لكن ينبغي أن نكون جاهزين، ونسب الإصابات تختلف من محافظة إلى أخرى”.
أما عن جهزوية النظام التربوي على مستوى المدارس، قال عورتاني: “من المهم أن نكون مستعدين أن يكون للطالب غرفة صفية ومقعد دراسي وكتب ومعلمين، لقد تمكنا من تجهيز وبناء أكثر من 33 مدرسة جديدة، وترميم عشرات المدارس في الضفة الغربية وقطاع غزة”.
وفيما يتعلق بقضية الكتب المدرسية، أشار عورتاني إلى أنه كان يوجد تعثر بقضية طباعة الكتب، وأن المسبب الأساسي هو السيولة المالية للدفع للمطابع، وتم علاج الأمر، وسوف تكون كافة الكتب جاهزة بين أيدي الطلبة حتى 27 من الشهر الجاري.
من جهة ثانية، أكد وزير التربية والتعليم على اكتساب خبرة واسعة عن التعليم في ظل الطوارئ، حيث تركت الكورونا خللًا بالأسس التي يقوم عليها النظام التربوي، منوهًا إلى أن فلسطين خاضت تجربة من أجل إحقاق حق
الطلبة، وإيجاد نظام التعليم المدمج والمرتبط ب،”الإنذار الكوروني”، فيما نوه الوزير عورتاني إلى وجود قاعدة من المواد التعليمية تؤسس للتعليم عن بعد ويوجد أكثر من 3 ملايين حصة مسجلة، كما تم رصد أكثر من 13 مليون زيارة لموقع “الاي سكول”.
وبخصوص المناطق المهمشة التي لا يوجد فيها إنترنت، قال الوزير: “سوف يتم السماح بالتعليم الوجاهي فيها بالكامل، لأنها مناطق غير مكتظة”.
ونوه عورتاني إلى أن المعلمين ورغم أن بعضهم من القدامى تمكن من خوض تجربة التعليم عن بعد في ظل كورونا، وانخرطوا بالتعليم عن بعد، “وهو ما يعني أننا اكتسبنا مخزونًا معرفيًا ميدانيًا، وفي حال اضطررنا إلى اللجوء للتعليم المدمج، فسيكون التعامل معه بشكل افضل”.
وأكد عورتاني وجود “فاقد تعليمي”، وقال: “كل الكون فقد تعليمًا ومعرفة، حيث كان الأمر مرتبط بالجهوزية، وقمنا بجهد لتعويض ما فقده طلبتنا، ولدينا خطة طموحة للتعامل مع الفاقد التعليمي بشكل تراكمي، لذا سوف نجعل العام الدراسي الجديد مطاطًا “مرنًا” في حال انتشرت المتحورة (دلتا) من فيروس كورونا”.
وقال عورتاني: “لم يكن التعليم عن بعد هو الخيار لدينا، لكن كورونا لم تترك لنا خيارًا، واعتمدنا في قراراتنا على كل البيانات اللازمة في المشهد التعليمي والكوروني والسياسي”.
وأشار عورتاني إلى وجود تعظيم للقاءات الوجاهية وإجراءات خاصة سيتم الكشف عنها لاحقًا للصفوف من الأول حتى الرابع الأساسي وللصفين الحادي عشر والثاني عشر، ضمن خطة للوزارة لهذا العام.
بدورها، قالت الصحة مي كيلة في كلمتها خلال المؤتمر، “يوجد الآن ارتفاع بطيء في المنحنى الوبائي، والمتحورة (دلتا أصبحت موجودة في كل أنحاء العالم، وهي موجودة في كافة المحافظات الفلسطينية، وخطورتها بأنها أسرع انتشارًا وأشد فتكًا وهناك إمكانية لدخول المريض للعناية المكثفة واستخدامه لأجهزة التنفس أكثر بـ10 مرات من الكورونا الأصلية، وهي تصيب صغار السن والشباب بما فيهم الأطفال أيضاً”.
وتابعت الوزيرة كيلة، “لا يوجد لدينا غاية بأن نغلق البلد والذهاب إلى التعليم عن بعد، ولأجل أن لا نغلق يجب أن نتبع الإجراءات الصحية”.
وبما يتعلق بالبرووتوكول الصحي المتعلق بالعملية التدريسية، قالت كيلة: “لقد تم الاتفاق على البروتوكل مع وزارة التربية والتعليم حتى نستطيع العودة للمدارس”.
ووفق كيلة، فإن البروتوكول يشمل، “وجوب فرض التطعيم على كافة الكوادر التربوية أو العاملة في المدارس، حيث إن نسبة المطعمين منهم في الضفة الغربية 82%، والبقية يجب أن يطعموا خلال الأسبوع القادم، كما يشترط التقدم بشهادة التطعيم للكوادر في المقاصف المدرسية، ويشترط شهادة التطعيم للزائرين والحاضرين بما فيهم أولياء الأمور”.
أما بما يتعلق بالكمامات، وفق البروتوكول، أكدت كيلة أنه يشترط ارتداء الكمامات لكافة الكوادر التربوية والعاملين في المدارس، ويشترط ارتداء الكمامة في داخل الغرف الصفية وفي خارجها وينصح بالكمامة للصفوف من الأول إلى الخامس الأساسي، بينما يجب أن يلتزم الطلبة من الصف السادس إلى 11 بالكمامات باستثناء الساحات المفتوحة بينما يستثنى من الالتزام بالكمامات من يقومون بالأنشطة البدنية ومن لديهم أمراض بالجهاز التنفسي وهم بحاجة لتقرير طبي.
وأشارت كيلة إلى ضرورة الالتزام بالإجراءات الوقائية الأخرى المتبعة في العام الماضي بالمدارس من تعقيم الغرف الصفية وتهويتها وتعقيم الأسطح وكذلك التباعد، فيما أكدت كيلة على ضرورة أن يتم إجراء فحص الكورونا لمن تظهر عليهم أعراض حتى وإن كانوا مطعمين سواء من الطلبة أو الكوادر التدريسية للكشف عن الإصابات وعدم حضورهم، كما يتم الحجر المنزلي للقادمين من السفر لمدة 10 أيام.
وتابعت، “في حال ظهور إصابات يتم العمل بإجراءات الإغلاق للمدارس أو الصفوف استناداً إلى البرتوكول الصحي المتبع العام الماضي، بالتنسيق مع مديريات التربية والصحة في المحافظات”.