فيروس كورونا يعود للتفشي في "اسرائيل" وحكومة نفتالي بنيت ترفض الاغلاق

كورونا في اسرائيل

بدأت المستشفيات الإسرائيلية خلال هذا الأسبوع إعادة فتح الأقسام الخاصة بمرض فيروس كورونا الجديد (كوفيد-19) بعد الارتفاع الحاد في أعداد الإصابات اليومية في الآونة الأخيرة .

ومنذ بداية تفشي مرض فيروس كورونا في أواخر شباط الماضي، توفي أكثر من 6495 شخصا، وبعد فترة انخفضت فيها معدلات الإصابة بشكل كبير، بدأت الأرقام في الارتفاع الشهر الماضي مع وصول طفرة دلتا المتحورة إلى إسرائيل.

ووفقا لأحدث أرقام وزارة الصحة الإسرائيلية، بلغ إجمالي الإصابات بمرض فيروس كورونا إلى 882391 حالة مقابل، 853169 حالة شفاء.وفي مواجهة ارتفاع الإصابات، اتخذت الحكومة الإسرائيلية سلسلة من الخطوات من أجل الحد من انتشار طفرة دلتا، لكنها قررت تجنب الإجراءات الصارمة من أجل إبقاء الاقتصاد مفتوحا.

ولا تزال الآثار الاقتصادية الناجمة عن عمليات الإغلاق الثلاثة خلال العام الماضي بسبب كورونا تلقي بظلالها على البلاد.وبلغت خسائر إسرائيل بسبب الإغلاقات المتكررة في عام 2020 حوالي 131 مليار شيقل، (الدولار يعادل 3.2 شيقل)، وفق أرقام دائرة التحصيل والجباية الإسرائيلية.

فيما بلغ حجم الأضرار بقطاع الأعمال والمؤسسات خلال عام 2020 أكثر من 110 مليارات شيقل، حيث أوضحت غرفة المنظمات المستقلة في إسرائيل (لاهاف) أن قطاع الأعمال عانى من أضرار بنحو 90 مليار شيقل في الإغلاقين الأول والثاني، فيما قدرت خسائر الإغلاق الثالث بنحو 27 مليار شيقل.

وتبدو الحكومة الجديدة التي أدت اليمين الدستورية في منتصف يونيو الماضي حذرة من إصدار خطوات وإجراءات صارمة لمكافحة كورونا في محاولة لتجنب الانتقادات الشعبية.ووعد رئيس الوزراء الإسرائيلي نفتالي بينيت، ووزير الصحة نيتسان هوروفيتس، بتجنب الإغلاق الرابع مهما كان الثمن.

وقال بينيت مرارا وتكرارا إن إسرائيل “بحاجة إلى التكيف وتعلم كيفية العيش جنبا إلى جنب مع الوباء”.

وقال مدير كلية الصحة العامة في جامعة بن غوريون ورئيس نقابة أطباء الصحة العامة في إسرائيل نداف دافيدوفيتش، لوكالة أنباء ((شينخوا)) “نحتاج إلى العيش بطريقة تجمع بين الحذر من المرض، ولكن أيضا تمكن الاقتصاد والمدارس والحياة اليومية من الاستمرار قدر الإمكان”.

والهدف المعلن للحكومة الإسرائيلية هو تجنب العبء الزائد على نظام الرعاية الصحية والمستشفيات.وما زالت المستشفيات الإسرائيلية في هذه المرحلة قادرة على الصمود، ولكن مع تضاعف أرقام الإصابات بسرعة قد يتقلص هامش الأمان.

وفي ظل عودة ارتفاع أعداد الإصابات اليومية بمرض فيروس كورونا في إسرائيل، اتخذت وزارة الصحة الإسرائيلية في أواخر يونيو الماضي قرارا بعودة ارتداء الكمامات الواقية في الأماكن المغلقة.كما أن إسرائيل أصبحت في وقت سابق من هذا الأسبوع أول دولة في العالم تبدأ في إعطاء جرعة ثالثة من لقاح كورونا لجميع المواطنين فوق سن 60 عاما.

وهناك أمل في أن تعزز الجرعة الثالثة من اللقاح المناعة ضد الفيروس، حيث يعتقد الخبراء أن فعالية اللقاح قد انخفضت لدى الأشخاص الذين تم تطعيمهم في بداية العام.وقال بينيت في اجتماع للحكومة الإسرائيلية الأحد الماضي إن الجرعة الثالثة من التطعيم ضد كورونا هي “طريقة لإنقاذ الأرواح”.

وكان الرئيس الإسرائيلي يتسحاق هرتسوغ أول من تلقى الجرعة الثالثة من اللقاح المضاد لكورونا في بث مباشر على القنوات المحلية لتشجيع الإسرائيليين على تلقيها.ومع ذلك، لا يزال من غير الواضح ما إذا كانت الجرعة الثالثة ستساعد في تقليل معدل الإصابة الذي يتضاعف حاليا كل تسعة أيام تقريبا.

وصباح امس اتخذت إسرائيل سلسلة من الإجراءات الإضافية لوقف تفشي كورونا وتجنب التوجه إلى إغلاق رابع بسبب كورونا.ومن بين الإجراءات، وجوب وضع كمامات الواقية في المناطق المفتوحة التي يتجمع فيها 100 شخص أو أكثر، وتحويل الوزارات الحكومية للعمل بنسبة 50 في المائة من التواجد في المكاتب، كما تم توصية القطاع الخاص بالانتقال للعمل في المنزل.

ومن بين الإجراءات الجديدة أيضا، وجوب المكوث في حجر صحي لشخص بالغ تلقى التطعيم يرعى قاصر دون عمر 12 عاما أو فاقدا للأهلية تم تأكيد إصابته بكورونا، إلى جانب تكثيف إجراءات تطبيق القانون بحق الأشخاص الذين ينتهكون الحجر الصحي ولا يحرصون على وضع كمامات.

وطالت الإجراءات الجديدة دخول ومغادرة إسرائيل، حيث أوصى المجلس الوزاري المصغر بحظر السفر جوا بشكل تام إلى “الدول الحمراء”، ما عدا الحالات التي تحصل على استثناءات.كما تم توسيع قائمة الدول البرتقالية لتشمل معظم دول العالم، حيث سيلتزم العائدون منها بالمكوث في حجر صحي حتى الحصول على نتيجة سلبية.

وقال دافيدوفيتش إن “الموجة الحالية خطيرة، ولأننا نعلم أن اللقاح آمن فإنه شيء يجب القيام به من أجل زيادة فاعلية اللقاح ضد المرض”.وتم تقريبا تطعيم ما يقرب من 60 في المائة من سكان إسرائيل ضد كورونا نتيجة حملة التلقيح السريعة والواسعة النطاق التي أطلقتها الحكومة السابقة في أواخر العام الماضي.

وبفعل حملة التطعيم، تمكنت إسرائيل من رفع جميع القيود، ولفترة وجيزة عملت عملية التطعيم على إبقاء معدلات الإصابة منخفضة.وعلى الرغم من ذلك، قرر ما يقرب من مليون إسرائيلي مؤهلين للتطعيم عدم تلقي اللقاح.
ويعتقد الخبراء أن هذا العدد الكبير يجعل إسرائيل عرضة لمزيد من العدوى وتفشي أنواع مختلفة من طفرات كورونا.

ووفقا لدافيدوفيتش فإن التطعيم لغير الملقحين أكثر أهمية من الجرعة الثالثة.وقال “التطعيمات وحدها ليست كافية، بل يجب دعمها بإلزام ارتداء الأقنعة والاختبارات السريعة”، مشددا على “أن خطوة واحدة دون غيرها لن تقضي على الفيروس”.

وتم تقديم الاختبار السريع في أماكن مختلفة، من محطات الوقود إلى الصيدليات، ويمكن للناس الآن شراء مجموعات أدوات تتيح التشخيص السريع في المنزل.ولكن نظرًا لانتشار الفيروس بشكل كبير بمتوسط 2000 حالة جديدة يوميًا، فقد يكون الأمر متأخرًا.

ومع ذلك هناك أمل في إسرائيل في أن تؤدي القيود المتزايدة على الأشخاص غير الملقحين إلى تحفيزهم للحصول على اللقاح، وبالتالي تجنب الدخول في إغلاق جديد والمحافظة على بقاء الاقتصاد مفتوحا.
وتضررت قطاعات أعمال كثيرة في إسرائيل بسبب الإغلاقات المتكررة خلال العام الماضي.

وقال الإسرائيلي مايكل سايفوسا، وهو صاحب متجر في مدينة بتاح تكفا شرق تل أبيب لبيع وتصليح الساعات، اليوم ل(شينخوا) “اضطررت لإغلاق المحل بسبب قلة الزبائن، ومنذ أن بدأ وباء كورونا لم أتمكن حتى من دفع الإيجار”.

وأضاف سايفوسا “نقلت العمل إلى شقتي وأقوم فيها بالإصلاحات في الغالب، وفي الأشهر العشرة الماضية توقف الناس عن شراء ساعات جديدة وتأخرت في دفع العديد من الفواتير”.

وكان قطاع السياحة والسفر وشركات الطيران من أكثر القطاعات التي تضررت خلال الإغلاقات الثلاثة السابقة، حيث بلغت خسائر شركة (إل عال) حتى نهاية سبتمبر 2020 حوالي 390 مليون دولار بسبب إغلاق المطارات والرحلات الجوية بين إسرائيل ودول أخرى.

وقال دافيد مارتن مسؤول الحسابات في فندق (دان) بإيلات أقصى جنوب إسرائيل إن الأشهر السابقة لعملية التطعيم من كورونا شهدت ركودا كبيرا في قطاع السياحة وتسببت بخسائر فادحة.
وأضاف مارتن ل(شينخوا) “حتى أن خطط التعويضات الحكومية لم تف بالغرض، بل وسببت عجزا جديدا بمقدار 15 مليون شيكل، كان العام الأخير بمثابة تراجع كبير، ونأمل أن نتعافى خلال الأشهر القادمة مع فتح الأجواء ووفود السياح”.

وقال سيريل كوهين، أخصائي علم المناعة وأبحاث السرطان في جامعة بار إيلان “الإجراءات المتخذة الآن أكثر ملاءمة لمستويات العدوى المنخفضة”.وأضاف كوهين ل(شينخوا) “لا يوجد شيء في الأفق يوقف معدل الإصابة، الجرعة الثالثة يمكن أن تساعد في تقليل معدل الحالات الخطيرة، لكن الفيروس سيبقى موجودا”.