تحت العنوان أعلاه، كتب سيرغي إيشينكو، في "سفوبودنايا بريسا"، حول إطلاق يد العسكريين الروس في سوريا لصد الهجمات الإسرائيلية.
وجاء في المقال: في الآونة الأخيرة، بدأ الوضع العسكري السياسي في الشرق الأوسط يتغير بشكل غير متوقع. وقبل كل شيء، حول الحرب في سوريا. ومن الواضح أن التغيرات ليست في مصلحة مشاركة إسرائيل غير المعلنة فيها.
وهذا الاستنتاج لم يأت من موسكو، إنما من خبراء إسرائيليين مرموقين في تل أبيب وزملائهم في العديد من الدول العربية. باختصار، تقول وجهة نظرهم بالتالي: الاتفاق الاستراتيجي مع روسيا، الذي كان موجودا في عهد رئيس الوزراء السابق بنيامين نتنياهو، والذي بموجبه غضت موسكو النظر طوال سنوات عن الضربات الجوية والصاروخية الإسرائيلية ضد القوات الموالية لإيران في سوريا لم يعد موجودا.
فكما لو أنه، وبتوجيه من فلاديمير بوتين، حررت أيدي خبراء الدفاع الجوي الروس في دمشق وفي قاعدة حميميم الجوية الروسية. وعلى ما يبدو، سُمح لهم ضمنيا بالمشاركة في صد الغارات الجوية الإسرائيلية على المنشآت العسكرية في سوريا.
إذا كان الأمر كذلك، فقد يكون نتيجة مباشرة للاتفاقات الضمنية التي تم التوصل إليها خلال القمة الأخيرة بين رئيسي روسيا والولايات المتحدة، والتي عقدت في السادس عشر من يونيو في جنيف.
ربما يكون العامل الرئيس هنا نية بايدن إحياء "الاتفاق النووي" مع إيران. فقد بات على واشنطن أن تناور. ويبدو أن الولايات المتحدة، كخطوة حسن نية أولى، أوضحت لإسرائيل أن سياستها الحالية شن "حرب بين الحروب" لم تعد مقبولة للولايات المتحدة.
في الوقت نفسه، ليس هناك شك في أن إيران، مستلهمةً الصعوبات الجديدة التي يعانيها العسكريون اليهود وخلافهم الناشئ مع الولايات المتحدة، ستندفع إلى سوريا بطاقة مضاعفة في الأشهر المقبلة.
ومع ذلك، فإن هذا الخطر لا يترك لتل أبيب أي خيار: سيكون عليها أن تضرب سوريا مرارا، على الرغم من تغير موقفي موسكو وواشنطن. لكن هذا، في الظروف الجديدة، محفوف بمخاطر لكل الأطراف المشاركة في النزاع.