اجتمع الرئيس محمود عباس، يوم أمس السبت، مع نظيره التركي رجب طيب أردوغان، في مقر الرئاسة التركية باسطنبول، بدعوة كريمة من الرئيس أردوغان.
وجرى الحديث عن آخر تطورات القضية الفلسطينية وسبل دعمها، وآخر تطورات المصالحة الوطنية الفلسطينية، وتعزيز العلاقات الثنائية بين البلدين.
وفي بداية الاجتماع، قدم الرئيس عباس، التهنئة للرئيس أردوغان والشعب التركي الشقيق لمناسبة قرب حلول عيد الأضحى المبارك، وشكر تركيا على ما تقدمه من دعم سياسي لفلسطين في المحافل الدولية كافة، وكذلك ما تقدمه من مساعدات في مجال التجهيزات الطبية لمكافحة وباء كورونا ومشروعات الوكالة التركية “تيكا” لدعم الشعب الفلسطيني، وجرى التوافق على تنسيق جهود الدعم التركي للقدس وجميع المناطق الفلسطينية في الضفة وغزة.
وأكد الرئيس أهمية مواصلة اللجنة الاقتصادية المشتركة بين البلدين، ورحب باستضافة الاجتماع القادم للجنة الوزارية المشتركة في رام الله قريبا، وقدم الشكر على موافقة تركيا على اعتبار المنطقة الصناعية التركية في جنين
لها نفس الإعفاءات والمميزات للمناطق الصناعية في تركيا، الامر الذي سيشجع الشركات التركية لاقامة صناعاتها في هذه المنطقة بجنين، وحث على ضرورة الإسراع في تهيئة البنية التحتية فيها، وبدء استضافة الشركات التركية لإقامة صناعات مفيدة للجانبين.
وحول الوضع السياسي، اطلع الرئيس عباس نظيره التركي على آخر الاتصالات مع إدارة الرئيس بايدن، ورؤيتها المغايرة للادارة السابقة والمؤيدة لحل الدولتين والحفاظ على الوضع التاريخي للحرم الشريف، ومنع طرد الفلسطينيين من احياء القدس ووقف التوسع الاستيطاني، ووقف الاجراءات الاحادية الجانب، واعادة فتح القنصلية الاميركية في القدس، مؤكدا أهمية التوصل لتهدئة شاملة ووقف الاعتداءات الإسرائيلية والمستوطنين على المسجد الأقصى وأحياء القدس ووقف الاستيطان وهدم المنازل وغيرها من الممارسات الاجرامية للاحتلال على أهلنا في قطاع غزة والضفة الغربية.
وقد جرى التوافق بين الرئيسين على أهمية العمل من أجل الدفاع عن القضية الفلسطينية في المحافل الدولية، وبذل الجهود من اجل وقف الاعتداءات الإسرائيلية في القدس وجميع الأراضي الفلسطينية.
وأصدر الرئيس التركي رجب طيب اردوغان تعليماته لوزير خارجيته واعضاء حكومته، بضرورة التنسيق الكامل مع فلسطين لدعمها سياسيا ودبلوماسيا وكذلك مواصلة تقديم المساعدات الاقتصادية ودعم عمل اللجنة الاقتصادية المشتركة وتسيير رحلات عمرة تربط بين زيارة القدس ومكة والمدينة.
وجرى التوافق بين الرئيسين على ضرورة العودة للعمل السياسي لايجاد حل جذري لانهاء الاحتلال الإسرائيلي لارض دولة فلسطين بعاصمتها القدس، وذلك وفق قرارات الشرعية الدولية وبرعاية الرباعية الدولية واهمية توسيعها بما يشمل مصر والاردن وتركيا ودول أخرى.
كما جرى الحديث بين الرئيسين عن اهمية المصالحة الفلسطينية ووحدة الصف، واكد الرئيس عباس على سعي القيادة الفلسطينية لتوحيد ارضنا وشعبنا والذهاب للانتخابات بمجرد التمكن من عقدها في مدينة القدس الشرقية.
من جانبه، أكد الرئيس التركي أنه من غير الممكن إرساء السلام والاستقرار الدائمين في المنطقة، طالما استمرت إسرائيل في سياسات الاحتلال وضم الأراضي.
وشدد الرئيس أردوغان على أن تركيا لن تلتزم الصمت حيال الظلم الإسرائيلي في فلسطين.
وأعرب عن امتنانه لمسار العلاقات الإيجابية مع فلسطين على الصعد كافة، لا سيما الاقتصاد والتجارة والثقافة والتعليم والسياحة.
وانضم الوفدين الفلسطيني والتركي، إلى اجتماع موسع، على غداء عمل، أقامه الرئيس أردوغان على شرف الرئيس محمود عباس والوفد المرافق له.
ويرافق سيادته في الزيارة: وزير الخارجية والمغتربين رياض المالكي، وعضو اللجنة المركزية لحركة فتح، رئيس الهيئة العامة للشؤون المدنية الوزير حسين الشيخ، ورئيس جهاز المخابرات العامة اللواء ماجد فرج، وقاضي قضاة فلسطين، مستشار الرئيس للشؤون الدينية والعلاقات الإسلامية محمود الهباش، ومستشار الرئيس الدبلوماسي مجدي الخالدي، وسفير دولة فلسطين لدى تركيا فائد مصطفى.
وكان الرئيس، وصل تركيا أمس الجمعة، في زيارة رسمية تستمر ثلاثة أيام تلبية لدعوة رئيس الجمهورية رجب طيب أردوغان.