أعلنت كتائب الشهيد عز الدين القسام الجناح العسكري لحركة حماس يوم السبت، عن انطلاق مخيمات طلائع التحرير تحت اسم "سيف القدس" في قطاع غزة.
وقال الناطق باسم المخيمات "أبو بلال" خلال مؤتمر صحفي عقده بموقع "اليرموك" العسكري شرق مدينة غزة إنه و"في ظلال معركة سيف القدس التي وحدت شعبنا بمختلف أطيافه وأماكن تواجده، وأعادت توجيه بوصلة خياراته، فإن القسام تعلن بعون الله انطلاق مخيمات طلائع التحرير-سيف القدس لعام 2021".
وأوضح "أبو بلال" أن انطلاق هذه المخيمات تأتي استمرارًا لمسيرة الإعداد وحشد الطاقات ورفع الهمم، "وترسيخ معاني حب الأوطان والاستعداد للتضحية من أجلها في قلوب النشء والشباب".
وأشار إلى أن هذه المخيمات حملت هذا العام اسم "سيف القدس" لتُراكم على ما حققه شعبنا خلال المعركة، وتُعد جيلاً يحمل هذا السيف ليضرب به العدو ويدخل القدس فاتحاً عما قريب بإذن الله.
وذكر الناطق باسم المخيمات أن القسام دأبت منذ نحو 10 سنواتٍ على تنظيم مخيمات طلائع التحرير، إيماناً منها بدور الشباب ووقوفاً عند مسؤولياتها تجاه الجيل الذي تحاول كل الأطراف إغواءَه أو حرف بوصلته أو بعثرة أولوياته أو إغراقه في السفاسف وتوافه الأمور.
وبيّن "أبو بلال" أنه منذ انطلاق المخيمات في نسختها الأولى سعت القسام إلى تحقيق جملةٍ أهداف أبرزها غرس المبادئ الإسلامية في نفوس الشباب، وترسيخ القيم الوطنية لديهم، نهدف لبث روح الثقة بالله والشجاعة والأمل والعزة، والانتماء للأرض المقدسة، والاستعداد لمرحلة التحرير والعودة.
وأكد أنها تهدف إلى تحصين الجيل من الوقوع في شراك الاحتلال، إضافةً إلى إكسابه عدداً من المهارات التي تجعل من الشاب الفلسطيني شخصيةً مبادرةً كفؤةً واعية.
وتقدم هذه مخيمات طلائع التحرير عدة برامج متنوعةٍ في المجالات الدينية والوطنية والأمنية والكشفية، وكذلك التدريب البدني، ومهارات الدفاع عن النفس، وبرامج الإسعاف الأولي، والتعامل مع الأزمات والكوارث وغيرها.
وبيّن "أبو بلال" أن القسام أرادت أن توجد لدى مختلف فئات شعبنا الحدَ الأدنى من المعارف العسكرية واستخدام السلاح الخفيف، أسوةً بكل الشعوب الواقعة تحت الاحتلال التي عملت وفق مبدأ التعبئة الشعبية العامة، لتكون مؤهلةً لدحر محتليها حينما تتهيأ الظروف لذلك.
وأوضح أن هذا العام شهد هذا العام إقبالاً كثيفاً على التسجيل لمخيمات طلائع التحرير-سيف القدس بفارق عشرات الآلاف عن أعداد المسجلين في المخيمات السابقة، الأمر "الذي إن دل على شيء فإنما يدل على تنامي الالتفاف الشعبي والجماهيري حول المقاومة والاعتزاز بها واعتبارها نموذجاً يحتذى به".
وأكد أبو بلال أن ما تخصصه القسام لهذه المخيمات من إمكانياتٍ فنيةٍ وماديةٍ ولوجستية، وما تفرده لها من جهودٍ لتؤكد على العقيدة العسكرية الراسخة لدينا بأن الإنسان الفلسطيني هو رأس مال الوطن والقضية، وبالتالي فإنه محط اهتمامٍ وبناءٍ لا يمكن أن تغفل عنه المقاومة.
وأضاف "إن كتائب القسام والمقاومة ورغم انشغالها بمعارك الإعداد التي لا تتوقف على جميع الصعد وفي مختلف الميادين، وبالرغم من خروجها للتو من معركة "سيف القدس"؛ إلا أنها وضعت على رأس أولوياتها إعداد برامج لاحتضان الجيل وتصليب الجبهة الداخلية".
وبيّن أبو بلال أن ذلك يتجلّى من خلال استيعاب الإقبال الشعبي العارم على الانتماء للمقاومة كفكر وممارسة، ولتشكل نموذجا لكل شعوب الأمة وأحرار العالم في حشد كل جهد من أجل المسرى والأرض المباركة.
وأوضح أن هذه المخيمات ستكون حاضنةً لكل أبناء شعبنا على اختلاف توجهاتهم وانتماءاتهم، "وستشكل رافعةً للوطن وأبنائه، ومساهمةً حقيقيةً وفعالة في صقل شخصية الشباب الفلسطيني الذي يعيش مرحلة التحرر، وسيكون له إسهامٌ كبيرٌ في معركة تحرير الأرض والإنسان والمقدسات".
وشدد على أن جماهير شعبنا وشبابه في القدس المحتلة والضفة الباسلة وفلسطين المحتلة عام 48 وشعبنا في الشتات، وكذلك كل شعوب الأمة يقع على عاتقها مسؤوليةً عظيمةً تجاه أرض الرباط، ومن واجبها أن تُعد العدة وتبذل كل جهدٍ مستطاع، وتتأهب للمشاركة في معركة تحرير فلسطين.
وختم "أبو بلال": "هذه معركتنا جميعاً وهي بحاجةٍ إلى بصمات المخلصين وجهود العلماء والخبراء والمبدعين والمجربين من أبناء هذه الأمة، لا سيما ونحن قد بتنا على أعتاب وعد الآخرة الذي نراه قريبًا".

