قدّم غادي شماني لواء احتياط في الجيش الإسرائيلي، رؤيته للقيادة الإسرائيلية السياسية لكي تصل إلى هدنة طويلة الأمد مع قطاع غزة، وذلك في ظل استمرار التوترات مع فصائل المقاومة.
وأكد شمناي في مقال نشرته صحيفة "يديعوت أحرونوت" العبرية، أن تحقيق هذا الهدف يمكن من خلال عدم الاعتداء على الحرم المقدسي، ودعم السلطة الفلسطينية للعودة الى قطاع غزة، والامساك بزمام الأمور هناك بدعم دولي وموافقة إسرائيلية.
وأوضح أن نجاح هذه الخطوة متعلق بقضية الحرم المقدسي، لسحب الذخر الدعائي الذي اتخذته حماس خلال التصعيد الأخير "سيف القدس"، داعيا الى عودة السيطرة الأردنية على الحرم، وإشراك زعماء دينيين معتدلين للجلوس معاً، يهوداً ومسلمين ومسيحيين، لنقل رسائل التهدئة والسلام.
وأضاف شمناي: "العنصر الثاني هو السلطة الفلسطينية، فعلى إسرائيل أن تدعم الجهد الأمريكي المصري لعودتها بالتدريج إلى قطاع غزة، بداية من المعابر ومن إسرائيل إلى القطاع ومن معبر رفح من جديد، مع قدرة فحص متطورة ليست موجودة اليوم في الجانب المصري، ومع رقابة دولية، وبشفافية إسرائيلية وفي الزمن الحقيقي في المعبر الفلسطيني".
وأشار إلى أن الهدف من ذلك هو تمكين السلطة الفلسطينية من تحمل المسؤولية عن إدارة القطاع وتعزيزها بعناصر مدنية واقتصادية، والسماح لقوات أمنها بالعمل والامتناع عن إحراجهم.
وتابع: "ينبغي لنا أن نكون أكثر سخاء تجاه من قرروا ألا يعودوا إلى الكفاح المسلح. على إسرائيل أن تدعم خطوة أمريكية لإطلاق مسيرة تؤدي في نهايتها إلى الانفصال عن الفلسطينيين بشكل يضمن حياة آمنة وبكرامة لنا ولجيراننا".
ولفت الى أن التصعيد الأخير خلق فرصة لتغيير قواعد اللعب في قطاع غزة، بعد سنوات من اتباع "إسرائيل" سياسة فاشلة أتاحت تعزيز حماس والجهاد الإسلامي، باسم الحاجة للتركيز على إبعاد التهديد الإيراني.
وأكمل مقاله: "لقد تلقينا إيران على أسيجة غزة. فخطأ محمد الضيف ويحيى السنوار إذ قررا إطلاق الصواريخ في "يوم القدس" مثله كمثل الصدمة التي تجعل الضفدع يموت حين يقفز إلى خارج الماء الساخن، قبل ثوان قليلة من فقدان الوعي".
ورأى أن استخدام قوة عسكرية، ناجعة وذكية، لن يحقق هدوءاً واستقراراً على مدى الزمن إلا إذا ترافق وعملاً سياسياً صحيحاً ومتمماً. أما إنجاز قليل في تثبيت الهدوء في الجنوب وعدم إعادة الجنود الأسرى، سيعدّ ضعفاً إسرائيلياً، ويدعو إلى المشاكل في جبهات أخرى.