أكدت مصادر فلسطينية مطلعة أنه لم يحرَز أي تقدم في أي من الملفات المتعلقة بالوضع في قطاع غزة، مع مواصلة الاحتلال استخدام سياسة المماطلة وعدم إبداء أي جدية يمكن أن تحدث اختراقاً في الاتصالات الجارية من
قبل الوسطاء لتثبيت وقف إطلاق النار ومنع تدهور الأوضاع مجددًا بعد الجولة العسكرية الأخيرة التي استمرت 11 يومًا وأدت لاستشهاد أكثر من 260 فلسطينيًا وإصابة نحو 1500 آخرين.
وقالت المصادر لصحيفة القدس المحلية إن الاحتلال يحاول تثبيت معادلات جديدة من خلال الضغط على المقاومة والوسطاء عبر ربط جميع الملفات ببعضها البعض، ومنها ملف الأسرى والمفقودين الإسرائيليين في قطاع غزة، بملف إعادة الإعمار وفتح المعابر بشكل كامل وتحسين الوضع الاقتصادي.
وبينت المصادر أن حركة “حماس” وبإجماع من الفصائل الفلسطينية الأخرى، ترفض هذه الخيارات وتصر على فصل الملفات باعتبار أن قضية الأسرى منفصلة تمامًا عما يجري
مشيرةً إلى أن الفصائل مُصرة على أن رفع الحصار بشكل كامل وإعادة الإعمار بشكل فوري مرتبط فقط بإبقاء حالة الهدوء من خلال تثبيت وقف إطلاق النار ليس إلا.
وأشارت إلى أن المنسق الأممي لعملية السلام في الشرق الأوسط تور وينسلاند خلال لقائه قائد حركة “حماس” بغزة يحيى السنوار ظهر الاثنين، نقل الرؤية الإسرائيلية التي عرضها عليه من قبل وزير جيش الاحتلال بيني غانتس بربط القضايا بعضها ببعض، وهو ما رفضته المقاومة واعتبرته مرفوضاً بشكل مطلق.
وتقول مصادر أخرى إن وينسلاند نقل لقيادة “حماس” رسالة تتعلق بتمسك إسرائيل وكذلك أطراف أخرى، منها أوروبية، بضرورة إعادة الإعمار عبر السلطة الفلسطينية، وكذلك إدخال المنحة القطرية عبرها، وأن تمنح بشكل مطلق صلاحيات متابعة عمل المعابر وإدخال المواد المختلفة التي يحتاجها القطاع.
ووفقًا للمصادر، فإن “حماس” اعتبرت هذه محاولة تهدف إلى “لـَيّ ذراعها” وأن الوسطاء لم يعودوا قادرين للضغط على الاحتلال ومحاولاته لفرض شروط كثيرة
مشيرةً إلى أن الحركة ليس لديها مانع من تسلم السلطة لملف الإعمار على أن يكون بشراكة وطنية وليس بحالة من التفرد.
وبحسب المصادر، فإن كل الاتصالات التي تجريها مصر وجهات أخرى لمحاولة التوصل لحل وسط، بشأن ملف الأسرى والمفقودين، إلا أنه لا يوجد أي اختراق بأي شكل كان في ظل التعنت الإسرائيلي وربط الملف بملفات أخرى.
ومن المقرر أن تعقد حركة “حماس” مساء اليوم لقاء خاصاً مع قيادات الفصائل بغزة لوضعها في صورة تطورات اللقاء الذي عقد بين السنوار والمبعوث الأممي وينسلاند..