الرئاسة التونسية تطلق مسار الحوار الوطني و"النهضة" تتمسك بحكومة سياسية

تونس.jpg

بدأ الرئيس التونسي قيس سعيد، اليوم الثلاثاء، سلسلة لقاءات برؤساء الحكومات السابقين في مسعى إلى دفع مسار الحوار الوطني، وسط ضغوط وشروط متضاربة للأحزاب السياسية المعنية بالحوار.

ونقلت إذاعة “ أي اف ام“ المحلية عن الملحق بالدائرة الدبلوماسية برئاسة الجمهورية وليد الحجام تأكيده اجتماع قيس سعيد بعدد من رؤساء الحكومات السابقين، هم علي العريض ويوسف الشاهد وإلياس الفخفاخ، بحضور هشام المشيشي رئيس الحكومة الحالي.

وأضاف الحجام أن هذا اللقاء قد يمهد لإجراء حوار جدي ومسؤول، يمكن أن يخرج البلاد من الوضع المتأزم السياسي والاقتصادي والاجتماعي، بحسب تعبيره.

واعتبر الحجام أن هذا اللقاء يرد أيضا على المشككين في جدية رئاسة الجمهورية في الحوار، وفق تعبيره.

وأوضح المصدر ذاته أنّ ”الرئاسة منفتحة على كل القوى الحية الصادقة النزيهة، وأن من آمال رئيس الجمهورية أن يتم البناء على اجتماع اليوم، وأن تكون هناك خطوات أخرى تمهد لحل الأزمة في البلاد“، بحسب قوله.

ويأتي لقاء سعيد برؤساء الحكومات السابقين غداة لقائه أمين عام اتحاد الشغل التونسي نور الدين الطبوبي، وإعلان ”قرب انطلاق الحوار الوطني في تونس“.

لكن الأحزاب السياسية من الحزام الحاكم ومن المعارضة أبدت مواقف متضاربة من موضوع الحوار الوطني، وعبّرت حركة النهضة، الحزب الأغلبي في البرلمان، عن تمسكها بـ ”حكومة سياسية“ وبرئيس الحكومة الحالي هشام المشيشي.

وأكد الناطق الرسمي للحركة فتحي العيادي أن ”النهضة“ أبلغت موقفها اليوم الثلاثاء، المتعلق بدعم تشكيل حكومة سياسية برئاسة المشيشي، معتبرا أنه ”لا وقت للبحث عن بديل عن المشيشي“ وأن ”الحركة مع الاستقرار السياسي“، بحسب تعبيره.

بدوره، علّق هيكل المكي النائب عن الكتلة الديمقراطية ورئيس لجنة المالية في البرلمان، اليوم، على تمسك ”النهضة“ بالمشيشي، قائلا إنّ رئيس الحركة الذي نعته بأنّه ”مُشغل المشيشي“ هو من يتمسك به، مبرزا أن ”وراء هذا التمسك مساعي للحصول على مكاسب سياسية“، بحسب تعبيره.

واعتبر المكي أن ”منظومة الحكم وصلت إلى منتهاها، وأنها عجزت عن تقديم حلول للوضعية التي تعيش على وقعها البلاد“، مؤكدا أنّ حركة الشعب مع حوار حول ما أسماه بالمراجعات الدستورية الكبرى.

وأشار إلى أنّ ”الكتلة الديمقراطية بصدد التباحث حول كيفية التحرك في الفترة المقبلة، حيث من المطروح تنظيم اعتصامات منها ما هو في البرلمان وما هو في وزارة الداخلية“، وقال إن الكتلة لن تسكت عن التجاوزات التي حصلت مؤخرا، وفق قوله.

وفي السياق ذاته، اعتبر غازي الشواشي، الأمين العام لحزب التيار الديمقراطي، اليوم، أنّ المناخ الحالي الذي تشهده البلاد ليس مناسبا لإجراء حوار وطني.