عالم نووي إسرائيلي يكشف كيف بدد الموساد أحلام صدام حسين

صدام حسيبن والعراق

رام الله الإخباري

بعد 40 عاما من القضاء على مفاعل "أوزيراك" المعروف أيضا باسم "تموز" النووي بالقرب من العاصمة العراقية بغداد، تحدث عالم نووي إسرائيلي عن كيفية تبديد الموساد الإسرائيلي أحلام الرئيس العراقي الراحل صدام حسين.

ونقلت صحيفة "هآرتس" العبرية، عن ميكي رون، المهندس السابق في مفاعل "ديمونا"، حديثه عن دور خبراء الطاقة الذرية الإسرائيليين في إحباط خطط صدام حسين النووية، المتمثلة بإنشاء مفاعل "أوزيراك" بالتعاون مع فرنسا.

وأضاف رون في حديث عام 1981: "قرار استخدام القوة الجوية لشن هجوم مفاجئ على المنشأة غير المكتملة اتخذته الحكومة برئاسة مناحيم بيغن، بالتشاور مع أجهزة الدفاع والاستخبارات في البلاد، بعد فشل الخيارات الأخرى لإفشال برنامج صدام حسين النووي".

وتابع رون: "سلطت مذكرات نشرت مؤخرا الضوء على مساهمة علماء لجنة الطاقة الذرية الإسرائيلية في عملية "أوبرا"، وتؤكد لأول مرة أن عملاء الموساد قاموا قبل عامين، أي في عام 1979 ، بتخريب شحنة أساسية من المواد في فرنسا كانت متجهة إلى منشأة عراقية.

وأكمل رون: "بين عامي 1974 و1977، واصل رئيس الوزراء الإسرائيلي إسحاق رابين ووزير الدفاع شيمون بيريز ووزير الخارجية إيغال ألون التحذير من الخطر العراقي الوشيك. واستخدموا مختلف الطرق الدبلوماسية في محاولة للتأثير على إيطاليا والبرازيل ودول أخرى، وخاصة فرنسا، في عهد الرئيس فاليري جيسكار ديستان، مطالبينهم إياهم بالتوقف عن مساعدة صدام حسين في تقدمه نحو أسلحة الدمار الشامل".

وتابع رون "في نهاية عام 1977، عندما كان من الواضح أن الجهود الدبلوماسية لم تأت بنتيجة، أمر بيغن بالبدء في المرحلة التالية، وهي الاعتماد على مجتمع الاستخبارات المحلي من أجل تعطيل خطط صدام".

وأوضحت الصحيفة أن رئيس الوزراء آنذاك قام بتنشيط الموساد برئاسة يتسحاق حوفي، حيث عين ناحوم أدموني، كمدير مشترك بين الوكالات لمشروع إحباط التهديد النووي العراقي.

وأشارت إلى أنه شارك العمل أعضاء في وحدة استخبارات النخبة 8200 في الجيش الإسرائيلي والجزء الفني من قسم الأبحاث التابع للجيش. أُطلق على هذا الفريق المشترك اسم "العصر الجديد" وقد وضع خطة من جزأين: المرحلة "الناعمة" والمرحلة "الصاخبة".

وأضافت الصحيفة: "دفع الكم الهائل من المعلومات الاستخبارات العسكرية في الجيش الإسرائيلي إلى تجنيد متحدثي اللغة الفرنسية للتنصت والنسخ وفك رموز. ومكنت المواد التي تم جمعها ضباط استخبارات الموساد من الاتصال وتجنيد عملاء من بين 2000 عامل أجنبي شاركوا في المشروع".

وتابعت الصحيفة: "كان البعض منهم من أجل المال، وآخرون تطوعوا أو شاركوا من منطلق الرغبة في مساعدة إسرائيل. كما نجح الموساد في تجنيد عدد من المهندسين والفيزيائيين العراقيين الذين سافروا إلى فرنسا في بعض الأحيان لمزيد من التدريب أو لشراء المعدات".

واستمر البرنامج النووي العراقي في التقدم وبحلول عام 1979 كان على وشك الاكتمال. عندها أمر رئيس الوزراء بيغن هوفي بالانتقال إلى المرحلة "الصاخبة" لإفشال ذلك. يتألف هذا بشكل أساسي من عمليات تخريب المعدات التي كان من المقرر أن تقوم فرنسا بتوريدها لاستكمال بناء المفاعل.

ووكلت هذه المهمة لناشطات قمن بشغل الحراس عند بوابة المنشأة، بينما قام آخرون باختراق السياج الأمني ​​المحيط بالزحف إلى الداخل، ووضعوا قنابل وانسحبوا للخارج. بعد أقل من ساعة، وقعت سلسلة من الانفجارات في المجمع. تم تفجير معدات مخصصة للمفاعل العراقي وكان من المفترض أن يتم تحميلها على متن سفينة بعد أيام قليلة.

وبعد ساعات من التفجيرات، قال متصل مجهول للصحف الفرنسية إن منظمة غير معروفة من نشطاء البيئة "الخضراء" تحملت المسؤولية عن التخريب. ومع ذلك، لم تشتر أجهزة المخابرات الفرنسية هذا الحساب، واشتبهت في أن المخبر كان شخصا من قسم الحرب النفسية والتضليل التابع للموساد.

سبوتنيك