استبعدت مديرة التحرير في معهد تغطية الحرب والسلام لدانييلا بيليد، حدوث أي تغيير في السياسة الإسرائيلية، عقب رحيل رئيس الوزراء المنتهية ولايته بنيامين نتنياهو عن منصبه.
وأكدت بيليد في مقال نشرته صحيفة "الغارديان" البريطانية، على أن أعضاء الائتلاف الذي سيحل محله غير مهتمين بحل القضية الفلسطينية.
وأشارت إلى أن الدافع الرئيسي وراء التحالف المتنافر المكون من ثمانية أحزاب بالحكومة الجديدة هو الرغبة الشديدة للإطاحة بأطول رئيس وزراء "نتنياهو" فقط.
وقالت بيليد: "إن موضوع الاحتلال للضفة الغربية وقطاع غزة ظل يلعب دورا محوريا في السياسة الإسرائيلية والنقاش الوطني حول اتجاه المشروع الصهيوني. وظل عدد من قادة إسرائيل حتى بعد فشل اتفاقيات أوسلو ملتزمين ولو نظريا بحل الدولتين".
وأضافت: "غير أن نتنياهو مضى في طريق مختلف، فقد أخبر الإسرائيليين أن فكرة احتلال ملايين الفلسطينيين الرافضين يمكن التحكم بها كتهديد غير مريح وليس كتهديد وجودي".
ولفتت إلى أن الربيع العربي أدى لحرف الانتباه العالمي عن النزاع الإسرائيلي الفلسطيني، وأعطى لأطروحة نتنياهو ذريعة وهي أن الوقت ليس مناسبا للتفكير بدويلة فلسطينية.
وذكرت أن رؤية نتنياهو بدا أنها قد تحققت من خلال العناق الدافئ له مع الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب وما تبعه من نقل السفارة إلى القدس واعترافه بسيادة "إسرائيل" على الجولان ومعاهدات التطبيع مع دول عربية.
وأوضحت مديرة التحرير في معهد تغطية الحرب والسلام، أن هذه الرؤية ليست مختلفة عن يائير لابيد، رئيس أكبر كتلة في الائتلاف الحكومي الجديد، والذي يمثل قطاعا من الوسط والعلمانيين الذين يطالبون بالاعتراف
بالزواج المدني ودعم العناية للأطفال وتسيير الحافلات في الأعياد اليهودية أكثر مما يطالبون بمواجهة احتلال لا يترك إلا أثرا قليلا على حياتهم.
وبحسب بيليد، فإن رئيس الوزراء الجديد نفتالي بينيت، عمل أكثر من أي شخص آخر لإعادة تشكيل مشروع الاستيطان في الأراضي الفلسطيني.
وأشارت إلى أن بينيت حوّل حزبا دينيا صهيونيا من مجموعة من المتحمسين الذين يحتلون التلال إلى حزب يزعم بأنه جامع لكل اليهود بمن فيهم بينيت، رجل الأعمال وابن المدينة.
وأكدت الكاتبة أن وجود بعض اليساريين في الائتلاف والمتهالكين على فرصة لإثبات أهميتهم السياسية لن يحيي الموضوع الفلسطيني، خصوصا وأن حزب ميريتس ليس لديه ما هو جديد سوى التمسك بفكرة حل الدولتين.
وشككت من جديد حدوث أي تغيير في سياسة الحكومة الإسرائيلية الجديدة بخصوص الفلسطينيين، ولن يكون أمامهم من خيارات سوى الحفاظ على الوضع القائم.