رام الله الإخباري
قال عزام الاحمد عضو اللجنتين التنفيذية لمنظمة التحرير والمركزية لحركة “فتح”، ان مصر وعلى رأسها الرئيس عبد الفتاح السيسي أعادت بزخم قوي رعايتها لملف المصالحة الفلسطينية والذي سبق ان كلفت به من قمم عربية وقبول فلسطيني كامل.
واضاف في تصريحات لصحيفة القدس المحلية ” في مكتبه برام الله امس،انه من المتوقع ان تبدأ مصر بتوجيه دعوات للفصائل الفلسطينية خلال ايام لاستئناف الحوار الوطني في القاهرة لتنفيذ الاتفاقات الموقعة بشان انهاء الانقسام ووضع خارطة طريق عملية لتنفيذ ذلك وتحت مظلة منظمة التحرير الفلسطينية .
وتابع :”الحوار الفلسطني لم تغلق ابوابه يوما ما حتى بعد الانقسام عام 2007 حيث تجمد لسنوات وتم استئنافه ، ولكن كانت هناك اطراف عديدة عملت على احداث هذا الانقسام الذي لم يكن فلسطينيا وانما كل فلسطين كانت
مستهدفة به لمنع اقامة الدولة المستقلة وعاصمتها القدس كما قال نتنياهو مرارا وتكرارا.”
وشدد الاحمد على انه آن الاوان ان تختفي كلمة “انقسام” من القاموس والعقل الفلسطينيين وخاصة بعد ان توحد شعبنا من رأس الناقورة حتى رفح في المعركة الاخيرة مع الاحتلال “ولعل معركة القدس مازالت مستمرة ولن
تتوقف لحظة واحدة رغم الهدنة التي تمت بين الفصائل في غزة واسرائيل عبر الجهد المصري الذي ندعمه ونثق به .
ونأمل ان يتم تثبيت الهدنة لتتحول الى تهدئة طويلة الامد وتشمل كافة الاراضي الفلسطينية المحتلة وفي مقدمتها القدس ومنع تهجير سكان حيي الشيخ جراح وبطن الهوى في سلوان والتوقف الاسرائيلي عن محاولة التغيير
الديمغرافي في المدينة المقدسة وكذلك في كافة الاراضي بالضفة الغربية المحتلة ووقف التوسع الاستيطاني الاستعماري.
” واضاف:” لا بد من الاشارة ايضا في هذا السياق الى ما صرح به الرئيس الاميركي بايدن اخيرا والذي توافق مع القيادة الفلسطينية في نفس المطالب حول التهدئة .
وهذا شيئ في غاية الاهمية بمدلولاته السياسية للانتقال الى مرحلة اعادة اعمار قطاع غزة لان الدمار الذي حصل في العدوان الاخير فاق ما جرى في عدوان عام 2014.”
الى ذلك ،شدد الاحمد على ان النضال الفلسطيني والمقاومة متعددة الاشكال لن تتوقف الا بوقف الاطماع الاسرائيلية في القدس الشرقية عاصمة الدولة الفلسطينية المستقلة “فلا دولة بدونها ولا سلام ولا استقرار ولا أمن في
المنطقة كلها بدون انهاء الاحتلال لاراضي الدولة الفلسطينية المحتلة ولا اتفاقيات ابراهيم ولا غيرها تستطيع تجاوز هذه الحقيقة”.
وحول التغير في الموقف الاميركي لجهة القيادة الفلسطينية قال الاحمد: “لأول مرة في تاريخ الولايات المتحدة، يقدم رئيس اميركي بعد انتهاء حملته الانتخابية على اتخاذ خطوات سياسية ذات مغزى وفي غاية الاهمية ،ترفض سياسة ترامب بكل جرأة ويبدأ بالتنفيذ هو وادارته الجديدة بعد الفوز مباشرة .
حيث جرى اعادة العلاقات السياسية المقطوعة وعودة المساعدات للسلطة الفلسطينية وللمستشفيات في القدس وكذلك الاسراع بالاتزام الكامل باعادة افتتاح القنصلية في القدس الشرقية .وهذا يعني ان بايدن لا يقر بكل ماورد في صفقة القرن حول القدس.
ونحن اكدنا عليهم في اتصالاتنا معهم ،على الاستمرار باعادة عمل القنصلية كما كانت منذ تأسيسها في القدس عام 1844 للتعامل مع الشعب الفلسطيني كهيئة دبلوماسية مستقلة خاصة بفلسطين .
كما ان عودة العلاقات مع الاونروا وفق قرار تأسيسها من الامم المتحدة اي باستمرار خدماتها في رعاية اللاجئين حتى عودتهم الى وطنهم ومنازلهم واستئناف مساعدات الوكالة المالية ، كل هذه الخطوات عناصر ايجابية انهت صفقة القرن بكل عناصرها والى الابد.
وهنا ايضا لا بد من التذكير بمواقف الادارة الاميركية من عدم شرعية الاستيطان الذي اكد عليه وزير الخارجية انتوني بلينكن في زيارته الاخيرة للمنطقة وتحديا خلال المؤتمر الصحفي الذي عقده مع بنيامين نتنياهو”.
وبشأن تشكيل الحكومة الاسرائيلية الجديدة قال الاحمد : “اخيرا اضطر اليمين في اسرائيل ان يتخلى عن نتنياهو وحتى دخل في تحالفات مع قوى غريب ان يتحالف معها سواء عربية او يهودية والهدف الاساس التخلص منه . وبالنسبة لتعامل الحكومة الجديدة مع الاتفاقيات الموقعة مع منظمة التحرير فاعتقد اننا وقعنا اتفاقات مع حكومة معترف بها وليس مع اشخاص .
ومع ذلك نقول اننا لا نقحم انفسنا بالشان الداخل الداخلي الاسرائيلي ، مع انني استبعد ان يكون هناك تطور باتجاه عملية السلام واحقاق الحقوق الوطنية الثابتة لشعبنا من الجانب الاسرائيلي رغم التغيرات التي حصلت على الصعيد العالمي والعربي وخاصة بعد رحيل ترامب وصفقة قرنه الى غير رجعة.
ونأمل ان يكون هناك قدرة للمجتمع الدولي وللولايات المتحدة ان تنفذ ما وعدت به وما قررته حول انهاء الاحتلال واقامة الدولة الفلسطينية المستقلة في اراضي 67 والقدس الشرقية عاصمة هذه الدولة وفقا لقرارات مجلس الامن والجمعية العامة للامم المتحدة والمواقف المعلنة من اطراف المجتمع الدولي.”
واضاف:” لا بد من التذكير ان مبادرة السلام العربية مازالت قائمة وستبقى لانها معتمدة من القمة العربية والقمم الاسلامية المتعاقبة منذ قمة بيروت والتي اكدت انه لا تطبيع ولا اعتراف باسرائيل قبل انهاء الاحتلال واقامة الدولة الفلسطينية المستقلة.
ونحن سنراقب الاحداث عن كثب والمواقف المبدئية حول حقوقنا الثابتة التي لا تتغير وفق ما ذكرته ونأمل ان ننجح في تعزيز الوحدة الوطنية وانهاء الانقسام والجميع يكون تحت مظلة منظمة التحرير الممثل الشرعي والوحيد لشعبنا في دولة فلسطين المحتلة العضو في الامم المتحدة “.
صحيفة القدس