رام الله الإخباري
بعدما نجحت المقاومة الفلسطينية، في السنوات الأخيرة، في التجسس على جنود الاحتلال الإسرائيلي، وتمكنها من اختراق وسائل اعلام عبرية، ووسائل اتصال تابعة لجنود إسرائيليين وآخرين من جمهور الاحتلال، بدأت وسائل اعلام مختلفة بالتساؤل حول إمكانية انتقال المقاومة من الدفاع إلى الهجوم.
ويظهر تطور المقاومة في الجانب العسكري والاستخباراتي أمام ما يعتبر "أقوى جيش في الشرق الأوسط"، أو ما كان يعتبر "الجيش الذي لا يقهر"، مع دخول المنطقة في مواجهة عسكرية جديد.
وخلال العدوان الإسرائيلي الأخير على القطاع الشهر الماضي، والذي استمر 11 يوما، مثّلت رشقات الصواريخ التي أطلقتها المقاومة مفاجأة لدى الاحتلال بسبب مداها والتكتيكات الجديدة المستخدمة في إطلاقها، وهو ما يعتبر إخفاقا استخباراتيا إسرائيليا واضحا.
وتمكنت كتائب القسام لأول مرة، من استخدام تكتيكاً خاصاً أثناء استهداف عسقلان بغلاف غزة بإطلاق صواريخ "السّجيل" ذات القدرة التدميرية العالية، بتجاوز القبّة الحديدية.
ونجح القسام أيضا في عدوان 2014 من اختراق بثّ القناة الإسرائيلية العاشرة، أثناء مقابلة مع المتحدث باسم جيش الاحتلال، وبثّ صور لأطفال فلسطينيين مصابين نتيجة العدوان الإسرائيلي.
كما أرسلت الكتائب رسائلا عبر الهواتف النّقالة لنحو نصف مليون إسرائيلي، جاء فيها: "إنّ غباء حكومتكم التي دخلت معنا المعركة دون أهداف جعل كل إسرائيل تحت النار وكلّ الإسرائيليين إلى الملاجئ.. سنواصل قصف كل مكان في إسرائيل حتى تُلبى جميعُ شروطنا المشروعة".
وكشف قسم أمن المعلومات في جيش الاحتلال في 2017، شبكة تجسس تتبع لحركة حماس تتخفى خلف أسماء مستعارة لفتيات، وأنها استطاعت اختراق عشرات الأجهزة الخلوية التابعة للجيش وحصلت على معلومات مصنفة "سرية".
وبيّنت القناة العبرية الأولى أنّ شبكة التجسس التي نصبتها حماس طالت عشرات الجنود الذين يخدمون في القواعد القريبة من غزة، وأنّ الحسابات الوهمية لاختراق صفحات الجنود تعمل منذ زمن طويل، كاشفة عن نجاح القسّام في نصب مصائد طالت عشرات الجنود الذين لم يُكتشفوا حتى الآن.
ووفقا لاعتراف أحد الجنود من الذين تمكّن القسام مِن اختراق أجهزتهم الخلوية قال: "لقد أحببتُ فتاة اعتقدتُ أنّها مِن البرازيل وبُحت لها بأسراري وفي النّهاية اكتشفت أن من أتحدث معه عنصر من حماس في غزة".
وبعد هذه الحادثة التي وصفها مراقبون ومحللون بالضربة الأمنية لمنظومة الاستخبارات الإسرائيلية، أمر الجيش الإسرائيلي جنود النخبة بالامتناع عن نشر صورهم بالزيّ العسكري على فيسبوك، وقرّر متابعة اتصالات الجنود كافة وتخصيص عملية فحص دوري لهواتفهم وحواسيبهم ومتابعة صفحاتهم الاجتماعية.
كما وجّه القسّام ضربةً أمنية أخرى بعد نجاح عناصرها في زرع "عميل مزدوج" ضمن إحدى العمليات الأمنية الأكثر تعقيداً في صراع الأدمغة بين المقاومة الفلسطينية وأجهزة مخابرات الاحتلال الإسرائيلي، التي دارت بين عامي 2016 و2018.
وبثّت "القسام" فيلماً بعنوان "سراب" عبر قناة "الميادين" الفضائية، في 17 ديسمبر/كانون الأول 2019، وتضمّن تسجيلات ومشاهد حول إدارة طاقم أمني بكتائب القسام لمصدر "عميل" مزدوج.
ويظهر الفيلم كيف نجح الطاقم الأمني للمقاومة بإدارة المصدر لفترة زمنية طويلة، والتمكن من تضليل ضباط جهاز المخابرات الإسرائيلية، والاستخبارات العسكرية بالجيش، وكشف نوايا ومخططات الاحتلال وإحباطها.
وفي مارس/آذار 2017، أقرّ الاحتلال الإسرائيلي بأنّ حماس تسعى فعلياً لتجنيد "عملاء مزدوجين" لأخذ المعلومات الأمنية المهمة منهم من داخل إسرائيل، وإعطاء الاحتلال معلومات أخرى مغالطة للواقع.
وبحسب موقع "والا" العبري فإنّ المعركة الأمنية في قطاع غزة تطوّرت بشكل لافت بين المقاومة والاحتلال، حيث تجاوزت ميدان الأرض والمعارك العسكرية وانتقلت إلى ميادين العقول.
تي ار تي عربية