رام الله الإخباري
تقود الإدارة المصرية تحركات واسعة تتعلق بتداعيات العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة، وفي مختلف الأراضي الفلسطينية، وعلى صعيد ملف إعادة إعمار غزة، والتي يرى النظام المصري أنها فرصة مهمة للتواصل مع
الإدارة الأميركية، وعواصم أوروبية وإقليمية، وسط استعدادات لزيارة رئيس جهاز المخابرات العامة اللواء عباس كامل إلى القطاع خلال الفترة القريبة المقبلة.
ووصل أمس الجمعة وفد أمني مصري من جهاز المخابرات العامة بقيادة مسؤول ملف فلسطين في الجهاز اللواء أحمد عبد الخالق، في زيارة هي الثالثة منذ وقف إطلاق النار بين الاحتلال وفصائل قطاع غزة.
وقالت مصادر مصرية لصحيفة العربي الجديد ( قطرية ) إن القاهرة أبلغت حركة "حماس" بأن المشاورات المقبلة
يجب أن تشمل التفاوض بشأن صفقة تبادل الأسرى، مؤكدة أن هناك تمسكاً إسرائيلياً بربطها بأي مفاوضات
من شأنها التوصل إلى تهدئة، أو البدء في إعادة الإعمار في القطاع، مشيرة إلى أنه من اللقاءات المهمة على أجندة الوفد الأمني في زيارة غزة، لقاء مروان عيسى، عضو المكتب السياسي للحركة
ونائب قائد أركان "كتائب القسام"، من أجل تسهيل مشاورات صفقة تبادل الأسرى.
وبحسب المصادر "هناك تمسك من جانب حماس بفصل صفقة تبادل الأسرى عن أي مفاوضات متعلقة بالتهدئة طويلة المدى، أو إعادة الإعمار"، مؤكدة أن "الصفقة هي مسؤولية كاملة لقيادة الكتائب".
مقابل ذلك، استبعدت المصادر ما ذهبت إليه تحليلات دولية بشأن إمكانية تفجر القتال خلال الأيام المقبلة، مؤكدة أن هناك تعهدات دولية من جانب الإدارة الأميركية وقوى غربية
بمنع أي اقتتال جديد في الأراضي الفلسطينية، مشيرة إلى أن هناك اتجاهاً دولياً بالضغط على إسرائيل، لتأجيل ملف إجلاء سكان حي الشيخ جراح.
وبحسب المصادر، فإن الوفد الذي وصل عبر معبر بيت حانون، والتقى قيادة حركة "حماس" وممثلين لفصائل مقاومة أخرى، بحث تثبيت وقف إطلاق النار.
وقالت المصادر إن الزيارة تأتي قبل أيام من وصول وفود قيادية من "حماس" و"الجهاد الإسلامي" إلى القاهرة، لبدء مفاوضات غير مباشرة مع الاحتلال بشأن تثبيت الهدنة، والتوصل إلى تهدئة طويلة المدى في قطاع غزة، والشروع في عمليات إعادة الإعمار في أسرع وقت.
وأوضحت المصادر أن الوفد المصري حمل رسائل لقيادة "حماس" وعلى رأسها مسؤول المكتب السياسي للحركة في غزة يحيى السنوار، مطالبة بالتهدئة، وعدم استفزاز المسؤولين الإسرائيليين، والاكتفاء بالتصريحات
والمؤتمرات والعروض العسكرية التي نُظّمت في أعقاب وقف إطلاق النار، مشيرة إلى أن الجانب الإسرائيلي أبدى امتعاضاً من تصرفات السنوار، التي تضع المسؤولين المختلفين في حرج بالغ أمام الرأي العام الإسرائيلي،
في ظل التحقيقات التي تجريها الأجهزة الإسرائيلية المعنية، بشأن العملية التي أطلقوا عليها اسم "حراس الأسوار"، فيما أطلقت عليها فصائل المقاومة "سيف القدس".
العربي الجديد