مليشيات الحشد الشعبي تحاصر المنطقة الخضراء وسط بغداد

الحشد الشعبي في المنطقة الخضراء

رام الله الإخباري

أفادت مصادر أمنية عراقية في العاصمة بغداد، اليوم الأربعاء، بانتشار المئات من أفراد فصائل مسلحة ضمن "الحشد الشعبي"، بمحيط المنطقة الخضراء وسط بغداد، والسيطرة على عدد من مداخلها رغم الانتشار الكثيف

لقوات الجيش وجهاز مكافحة الإرهاب، مطالبين الحكومة بإطلاق سراح قائد عمليات "الحشد الشعبي"، قاسم مصلح الذي اعتقلته قوة عراقية خاصة فجر اليوم، وفقا لمذكرة قضائية بتهم تندرج ضمن قانون مكافحة الإرهاب في البلاد.

وأكد ضابط برتبة مقدم في الجيش العراقي لـ"العربي الجديد"، أن ما لا يقل عن 6 فصائل مسلحة حشدت عناصرها قرب المنطقة الخضراء منذ الساعة السادسة مساء بتوقيت بغداد، فيما تلقت القوات العراقية أوامر بتجنب الاحتكاك معها، وعدم التصادم، إلا في حال حاولت اقتحام أي مبنى أو مؤسسة رسمية.

ولفت الضابط، إلى أن مليشيات "كتائب حزب الله، وعصائب أهل الحق، والنجباء، والطفوف، وسيد الشهداء وكتائب الإمام علي، أبرز الفصائل التي أدخلت سلاحها وعناصرها لتطويق المنطقة الخضراء".

وتداول ناشطون وصحافيون عراقيون صورا لانتشار المليشيات في بغداد وخاصة قرب المنطقة الخضراء، مع صور لدبابات "أبرامز" تابعة للجيش العراقي بمحيط المنطقة التي تضم مقرات الحكومة، والبرلمان، ورئاسة الجمهورية، والبعثات الدبلوماسية.

وتطالب المليشيات بإطلاق سراح القيادي قاسم مصلح، في وقت أكدت وكالة الأنباء العراقية (واع)، نقلا عن مصدر حكومي، تشكيل لجنة مشتركة من مؤسسات أمنية وعسكرية للتحقيق في قضية قيادي "الحشد الشعبي" قاسم مصلح.وأضاف أن "اللجنة تتكون من الاستخبارات العسكرية والاستخبارات الداخلية والعمليات المشتركة والحشد الشعبي، وهي التي تتولى التحقيق حسب السياقات العسكرية والقانونية".

وأوضحت خلية الإعلام الأمني في بيان منفصل، أن التحقيق جار مع قاسم مصلح من قبل لجنة تحقيق مشتركة في التهم الجنائية المنسوبة إليه وفق السياقات القانونية.

من جهة أخرى، أكدت مصادر سياسية عراقية ببغداد، دخول عدة جهات على خط الوساطة لسحب فتيل الأزمة من خلال الاقتراح على الحكومة تسليم القيادي المعتقل (قاسم مصلح) إلى هيئة الحشد الشعبي للتحقيق معه بالتهم المنسوبة إليه، وسط رفض من قبل رئيس الوزراء مصطفى الكاظمي.

وقال نائب في البرلمان لـ"العربي الجديد"، إن هناك ضغوطات مختلفة على الحكومة، وأن هناك انقساماً سياسياً بين مؤيد للكاظمي وآخر رافض لعملية الاعتقال باعتبار أنها تخلق أزمة جديدة.
وأكد النائب، أن قضية اعتقال مصلح أخذت بعدًا سياسيًا وأمنيًا، وأن هناك جهودًا لعقد اجتماع لقادة الكتل السياسية الشيعية بالساعات المقبلة، كما أكد أن قسمًا من أفراد الفصائل المسلحة دخل فعلا المنطقة الخضراء وينتشر حاليا في مناطق مختلفة.

وبثت حسابات مقربة من "الحشد الشعبي"، رسائل تهديد لأفراد مليشيات مختلفة موجهة إلى رئيس الوزراء مصطفى الكاظمي، في وقت يسود التوتر مناطق عدة من العاصمة، فيما انحسرت حركة المواطنين في أحياء الكرادة والجادرية والصالحية القريبة من المنطقة الخضراء.

كما بثت قنوات تابعة للمليشيات مشاهد مختلفة من عملية تطويق المنطقة الخضراء من قبل المسلحين في المليشيات، فيما رُفِعت صور بينها صورة لزعيم "فيلق القدس" الإيراني، قاسم سليماني.

 

العربي الجديد