نجح نموذج تجريبي من صاروخ «ستارشيب» العملاق المطوّر من «سبايس إكس» في الهبوط، الأربعاء، بعدما انتهت أربع رحلات تجريبية سابقة بانفجارات ضخمة، على ما أكد رئيس الشركة، إيلون ماسك.
وكتب ماسك عبر «تويتر»: «هبوط اسمي لستارشيب»، في مصطلح يعني في لغة الفضاء أن العملية أنجزت بنجاح من دون مشكلات. وكانت نيران تخرج من قاعدة الصاروخ بعيد الهبوط، وفق مشاهد مباشرة عرضتها الشركة، لكن يبدو أنها أطفئت بخراطيم مياه بعد دقائق.
وأوضح جون إينسبروكر، أحد معلقي «سبايس إكس»، في البث المباشر أن مثل هذه النيران «ليست أمراً غير اعتيادي»، نظراً إلى كمية الوقود المستخدمة في هذه المركبة الضخمة البالغ علوها خمسين متراً.
وكان هذا النموذج التجريبي المسمى «إس إن 15» («سيريال نمبر 15»)، أقلع بصورة عمودية بفضل محركاته الثلاثة قرابة الساعة «22,25 بتوقيت جرينيتش» من بوكا تشيكا في ولاية تكساس الأمريكية، وانقلبت بعدها المركبة لتنتقل إلى وضعية أفقية في الهواء.
ولم توضح «سبايس إكس» ما إذا كانت المركبة قد نجحت في تحقيق هدفها ببلوغ علو عشرة كيلومترات كما في التجارب السابقة. وعاود الصاروخ النزول بعدها على مدرج قريب من موقع الإقلاع مع إعادة التموضع عمودياً.
وفي مطلع مارس/ آذار، نجح نموذج تجريبي آخر هو الصاروخ «إس إن 10» في الهبوط، لكنه انفجر بعد دقائق من نزوله على الأرض.
كما أطلقت «سبايس إكس» نموذجين سابقين هما: «إس إن 8»، و«إس إن 9» في ديسمبر/ كانون الأول، ومطلع فبراير/ شباط، لكنهما انتهيا كرات نار عملاقة إثر انفجارهما لحظة العودة إلى الأرض. وفي نهاية مارس/ آذار، أقلعت «إس إن 11» وسط سحابة ضباب كثيفة، غير أن التجربة انتهت أيضاً بانفجار.
نحو القمر والمريخ
وتحصل هذه التجارب في منطقة شبه صحراوية قرب الحدود مع المكسيك وقبالة خليج المكسيك، في موقع مقفر بما يكفي لتفادي أي أضرار أو إصابات بشرية في حال حصول حادثة، أو انفجار. وتأمل «سبايس إكس» استخدام «ستارشيب» في رحلاتها الموعودة يوماً ما إلى المريخ.
وسيتشكل الصاروخ المقبل، إضافة إلى المركبة المأهولة، من طبقة أولى تسمى «سوبر هافي». وسيبلغ علو المركبة برمتها 120 متراً وستتمكن من حمل مئة طن على متنها. وبالانتظار، اختارت وكالة الفضاء الأمريكية «ناسا» مركبة «ستارشيب» لنقل رواد الفضاء الأمريكيين في المهمات المستقبلية إلى القمر في إطار برنامج «أرتيميس».
وبحسب الخطط الموضوعة حالياً، سينطلق رواد الفضاء من الأرض عبر صاروخ آخر يحمل اسم «إس إل إس» من تطوير «ناسا»، سيلتحم عند محطة مدارية قمرية تُسمى «جايتواي». وفي هذه النقطة تكون «ستارشيب» في الانتظار لنقل رواد الفضاء في المحطة الأخيرة من الرحلة إلى سطح القمر. لكن الأسبوع الماضي، تقدمت شركة «بلو أوريجين» المنافسة التي شاركت أيضاً في استدراج عروض نظمته «ناسا»، بشكوى احتجاجاً على قرار وكالة الفضاء الأمريكية اختيار «سبايس إكس». ويسعى ماسك إلى استخدام المركبات الفضائية التي تطورها شركته لمساعدة البشرية على استيطان كواكب أخرى، خصوصاً المريخ.