افتتح رئيس الوزراء وزير الأوقاف والشؤون الدينية محمد اشتية، اليوم الأربعاء، جامع قطر في مدينة روابي، أحد أكبر مساجد فلسطين، بحضور مفتي القدس والديار الفلسطينية الشيخ محمد حسين، ومؤسس مدينة روابي بشار المصري، ومدير عام صندوق قطر للتنمية خليفة بن جاسم الكواري، وشخصيات رسمية ووطنية، ورجال أعمال.
وقال رئيس الوزراء: "نحن اليوم فخورون جدا بتواجدنا في هذا الافتتاح المهم والكبير معنويا، خاصة في ظل ما تتعرض له الأراضي الفلسطينية من محاولات الهدم والاستيلاء من قبل المستوطنين، ومما لا شك فيه فإن مآذننا وكنائسنا نفتخر ونعتز بها فهي توحدنا وتوحد همنا".
وأضاف اشتية: "نثمن جهود جميع الذين كان لهم دور في تشييد جامع قطر، الذي في كل لحظة صلاة يصدح بصوت الله أكبر ليذكر البؤر الاستيطانية بأن هذه الأرض إسلامية عربية مهما غيروا وحرفوا من معالمها".
وأشار رئيس الوزراء إلى أن "روابي بتربعها على قمة شامخة وما حولها من البؤر الاستيطانية، لا تقدم إلا رسالة واحدة وهي أننا موجودون ونستطيع أن نبني البلد ولدينا من الطاقات والقدرات ما تمكننا من بناء دولتنا العريقة والمستقلة"، مباركا الجهد غير المسبوق المتمثل بافتتاح مسجد قطر في مدينة روابي.
وتابع: "قلوبنا دائما نحو القدس وصلواتنا نحو مكة والقدس، وكل هذا الجهد الوطني من أجل القدس وحي الشيخ جراح، الذي يحاول الاحتلال طرد العائلات الفلسطينية التي لديها كل الوثائق التي تثبت حقها فيه، ونشكر المملكة الأردنية الهاشمية على ما قدمته من تعزيز لصمود المواطنين".
وأردف: "الرئيس محمود عباس ترأس جلسة مجلس الوزراء أمس وكانت توجيهاته أن نعطي مدينة القدس كل ما تستحق، وسنبقى واقفين مع أهلنا في حي الشيخ جراح، وسنبقى أوفياء للأسرى والشهداء ولأهلنا في مدينة القدس ولكل مواطن فلسطيني".
وقال اشتية: "ما رأيناه من إخواننا في قطر اليوم بصمة إصبع جدية من أجل الاستثمار في فلسطين، فلسطين والقدس تحتاجان أكثر من الدعاء، بل إلى من يعزز صمود أهلها بالحجر والبشر والصلاة والتجارة والاقتصاد وكل نواحي الحياة".
من جهته، تحدث الشيخ محمد حسين "عن أهمية المساجد ودورها الطليعي في إيصال رسالة الإسلام لكل الناس وتنويرهم ووضعهم على الطريق القويم، وأن المساجد منارات للعلم والمعرفة والوحدة ولم الشمل، وأنها تجمع ولا تفرق، وأنها ركن هام وجزء أساسي وأصيل من تركيبة المجتمع الإسلامي في تعزيز التسامح ولم الشمل".
من جانبه، قال كواري إنني سعيد جدا بوجودي اليوم في فلسطين الحبيبة، تحديدا في مدينة روابي التي نفخر بأن نكون جزءا رئيسيا منها، فكانت شراكتنا مع مؤسسها الصديق بشار المصري، وتمكنا بحمد الله من التغلب على العقبات الكبيرة وتشغيل المشروع بمرافقه المختلفة.
وأضاف كواري أن مدينة روابي باتت اليوم تواكب المدن الحديثة والذكية في العالم وهو ما يوفر تجربة فريدة للسكان والزوار، وأشاد بالإنجازات المحققة على الأرض.
بدوره، قال المصري: "منذ تشييد روابي ونحن نسعى لجعلها تصل إلى أفضل المستويات في مختلف القطاعات والأنشطة التجارية والاقتصادية والاجتماعية والترفيهية، وكذلك الدينية، لذلك قمنا بإنشاء مسجد كبير يعكس تطلعات شعبنا الروحانية والدينية".
وأضاف: "من منطلق الحرص على تراثنا وصون هويتنا الإسلامية والعربية شيدنا هذا الجامع المتفرد لتجمع تصاميمه بين الأصالة والعصريّة من الزخارف الإسلامية الذهبية والآيات القرآنية المنقوشة بخط عربي أنيق على حجر فلسطين الصلب".

