مرشحة مقدسية: قررنا خوض التحدي ولا نقبل اجتزاء حقوقنا

مرشحة.jpg

رام الله الإخباري

يعرفها المقدسيون بالابتسامة، والحيوية، والنشاط.. هي شابةٌ في عقدها الثالث، لا تعرف للمستحيل باباً، ولا تحب العمل تحت أضواء الإعلام، مع تأكيدها على أهميته، ودوره في خدمة القضايا الوطنية.. إنها الناشطة المجتمعية والسياسية رتيبة النتشة.

تشغل رتيبة عضوية المكتب السياسي للاتحاد الديمقراطي الفلسطيني فدا، وهي من أشد المدافعين عن حقوق المهمشين.. تهتم بقضايا الشباب كونها منهم، إلى جانب دفاعها عن قضايا المرأة. 

كما تشغل النتشة عضوية سكرتيريا هيئة العمل الوطني والأهلي بالقدس المحتلة، وهي إطار شعبي جامع للقوى الوطنية والشخصيات الاعتبارية الأهلية التي تهتم بالشأن المقدسي، وتحاول من خلال الجهود الشعبية إيجاد حلول للمشاكل التي تواجهها المدينة، ومؤسساتها، و مواجهة سياسات الاحتلال فيها.

وقد التقى مراسل "دنيا الوطن" بالنتشة، وهي إحدى المرشحين الأربعة إلى جانب (فدوى خضر، خالد شقيرات، وباسمة الأفندي) في قائمة اليسار الموحد الانتخابية، عن مدينة القدس، حيثُ تشغل الموقع رقم (5) فيها.

وعن مبررات ترشيحها، قالت النتشة: "أولاً هي رسالة تأكيد على أن القدس العاصمة في سلم أولوياتنا واهتمامنا، وستكون بوصلةً لدورنا في المجلس التشريعي". 

وأضافت "هنالك أمر آخر متعلق بهويتنا الوطنية، وتحدينا للاحتلال من خلال ترشيح مقدسيين في بداية القائمة، وفي مواقع مضمونة".

وتابعت النتشة: "نحن لا ننتظر بأن تكون القدس قضيةً مؤجلة، بل معركةً في كل حدث فلسطيني".

وشددت على أنها وزملاءها لا تعترف بالمحاولات الإسرائيلية ومن ورائها الدعم الأمريكي في فرض سياسة الأمر الواقع بالقدس، مؤكدةً أنها تعيش في المدينة بتفاصيلها، وسندافع عنها في كل معركة سواءً كانت من خلال المنابر الدولية أو المقاومة الشعبية أو حتى من خلال الانتخابات.

ونوهت النتشة إلى أن الحلول الالتفافية ليست ما يصبون إليه، مشددةً على أنه لا انتخابات بدون القدس.

وتحدثت عن كون إسرائيل لديها مخططاتها الإقليمية في إعادة تشكيل المنطقة، والسيطرة على مواردها، وهذه الرؤية كانت منذ بداية تسعينيات القرن الماضي، مشيرةً إلى أن الاحتلال يرى القضية الفلسطينية كمركز وجوهر للصراع مانعاً لذلك.

وبينت النتشة أن الاحتلال يحاول إظهار الفلسطينيين بأنهم منهزمون، ولديهم مشاكل في السيادة وشرعيتها، الأمر الذي يُسهِّل عليه ويخدمه في تمرير أهدافه.

و تطرقت من جهة أخرى، إلى موضوع أزمات إسرائيل الداخلية وعدم نجاحها في تشكيل حكومة منذ عامين، والتخلخل الحاصل في المجتمع الإسرائيلي، والذي لا يحتمل أي ضغوط من المستوطنين تجاه تسهيلات أو حتى قبول أي وضع فلسطيني قوي وذو شرعية، وبالتالي الانتخابات في القدس ليست في الصالح الإسرائيلي.

واستدركت النتشة "بالرغم من ذلك، نحن نُعوِّل على الضغط الدولي لتغيير ذلك الموقف".

ووفق المرشحة المقدسية عن قائمة اليسار الموحد الانتخابية، فإن القدس دائماً منتفضة، وترفض الذل والهوان، داعيةً شبابها أن يكونوا دائماً على قلب رجل واحد في مواجهة غيلان المستوطنين، وتضيقات الاحتلال،  ورفض التهويد، أو فرض السيطرة عليهم.

ومضت النتشة تقول: "شباب القدس هم عنوان الكرامة والتحدي والصمود، وهم نبض المدينة المباركة".

وفي سؤالها عن فرضية تأجيل الانتخابات بسبب عدم قبول الاحتلال إجرائها في مدينة القدس، قالت النتشة: "بصراحة نحن لم نبحث في موضوع التأجيل، وإنما كان قرارنا في حال أجريت الانتخابات دون القدس بالامتناع عن المشاركة، وسنبذل نحن في القدس جهدنا في تشكيل ضغط على المستوى الشعبي والدبلوماسي لإجراء الانتخابات بالمدينة".

وزادت "ولو كان هنالك تأجيل لأمد قصير محدد، سيساعد الجهود الدولية لفرض الانتخابات بالقدس، وسيكون لصالحنا على ما أعتقد".

وروت رتيبة النتشة ما حدث معها ومع بعض المرشحين قبل أيام في القدس، قائلةً :"هناك محاولة عرقلة لأي نشاط يُظهر السيادة الفلسطينية أو إرادة المقدسيين. هذا أمر معتاد من جانب قوات الاحتلال وأجهزة مخابراته".

وأضافت "بعد منع اللقاء التشاوري في فندق "الإمبسدور" ومنعنا من الوصول، رتب المرشحون المقدسيون لقاءً آخر في فندق "السان جورج" بالقدس، ولكن قوات الاحتلال حولت المنطقة إلى مربع أمني، ومنعت الأهالي من الوصول، واستطاع عدد من المرشحين الوصول إلى شارع صلاح الدين والحديث أمام الصحافة لدقائق معدودة حتى لحظات وصول المخابرات واستجوبت الموجودين عن أسمائهم".

وأوضحت النتشة "كان لديهم قائمة بأسماء المرشحين ومنظمي اللقاء، وبالتالي تم اقتيادي أنا وناصر قوس لغرفة التحقيق 4 في مركز المسكوبية وهناك تم تهديدنا بمنع أي فعاليات في القدس، وإلا سنتعرض إلى إجراءات أقصى".

وبحسبها "الاعتقال كان متوقعاً، وقد اعتدنا كمقدسيين على هذه التضييقات المستمرة في كل فعالية، وهي لاتؤثر في نشاطتنا أو معنوياتنا. ممكن نسميها جكر في المقدسيين، لكن تلك المضايقات لا تهمنا بل بالعكس هي تزيدنا إصراراً على الاستمرار، ونحن نعلم مسبقاً بأننا سنتعرض للمضايقات بسبب ترشحنا".

ولا تستبعد النتشة، أن يتم اعتقالها مجدداً، أو حتى إبعادها عن المدينة، مستدركةً بالقول "لقد قررنا خوض التحدي لأن القدس جزء من القرار الفلسطيني، ونحن كفلسطينين مقدسيين لا نقبل على الإطلاق اجتزاء حقوقنا".

دنيا الوطن