قال د. خليل الشقاقي، مدير المركز الفلسطيني للبحوث السياسية والمسحية، إن مروان البرغوثي أكثر شخصية لديها شعبية لدى الجمهور الفلسطيني، و"لن يستطيع أي واحد الاقتراب من نسبة مروان"، وسيفوز في الانتخابات الرئاسية القادمة إذا ترشح لها بأغلبية كبيرة، إلا إذا تحالفت حركتا فتح وحماس ضده.
وأشار إلى أن شعبية مروان ليست بالأمر الجديد، بل كانت له شعبية منذ أيام الرئيس ياسر عرفات وحتى الآن، وكان ينظر إليه الجمهور على أنه وريث أبو عمار، مضيفًا أن شعبية مروان لم تأت من الأسر، بل لأنه "إنسان وحدودي غير قابل للإفساد ويسير على نهج أبو عمار".
وأوضح أن هناك مواضيع تؤثر على الانتخابات، مثل تقوية المقاومة، وتقوية المفاوضات واستئناف عملية السلام، مشيرًا إلى أنه في حال نجاح "حماس" في عقد صفقة تبادل أسرى مثلًا، فهذا سيؤدي إلى زيادة فرص فوزها بمزيد من الأصوات، كما أن أية اعتقالات تقوم بها إسرائيل ضد حركة حماس في الضفة ستكون له ردة فعل معاكسة وستزيد من التأييد لها، مشيرًا إلى عدم وجود مصلحة لإسرائيل بفوز "حماس"، بل يشكل فوزها عقبة أمام إسرائيل. وفي المقابل، فإن تحسّن الأوضاع الاقتصادية وحصول السلطة على مساعدات مالية إضافية، مثل استئناف الدعم المالي الأميركي قبل الانتخابات، من شأنه أن يصب لصالح حركة فتح.
وتطرق الشقاقي إلى الاستطلاع الأخير الذي أجراه المركز الفلسطيني للبحوث السياسية والمسحية، وأشار إلى ارتفاع نسبة المشاركة في الانتخابات التي من المتوقع أن تصل إلى 78%، وبيّن نتائج آراء المستطلعين في حال جرت الانتخابات ولم يشارك فيها مروان البرغوثي بقائمة، إذ ستكون على النحو الآتي: فتح 32%، حماس 28%، محمد دحلان 6%، مصطفى البرغوثي 5%، ناصر القدوة 4%، الجبهة الشعبية 2%، 21% لم يقرر لمن سيصوت، في حين لن تصل بقية القوائم إلى نسبة الحسم، منوهًا إلى أن وضع في السؤال القوائم التي ترشحت في العام 2006 والقوائم الجديدة التي أعلنت نيتها خوض الانتخابات.
جاء ذلك خلال جلسة حوارية نظّمها المركز الفلسطيني لأبحاث السياسات والدراسات الإستراتيجية (مسارات)، عبر تقنية زووم، بمشاركة أكثر من 85 مشاركًا من السياسيين والأكاديميين والباحثين والنشطاء والشباب من مختلف التجمعات الفلسطينية، وسط مشاهدة أكثر من ألف لها عبر منصات التواصل الاجتماعي. وقد أدار النقاش خليل شاهين، مدير البرامج في مركز مسارات.
وقال شاهين إن استطلاع الرأي الذي أصدره المركز الفلسطيني للبحوث السياسية والمسحية، أثار الاهتمام لدى الجميع، كونه الاستطلاع الأول الذي يصدر بعد إصدار مرسوم الانتخابات، فضلًا عن أنه صادر عن مركز يحظى بالاهتمام، ويعتمد المنهجية العلمية والمهنية في عمل الاستطلاعات.
وأضاف شاهين: إن الاستطلاع أثار الاهتمام بسبب توقيته عشية تقديم القوائم الانتخابية، وفي ظل التطورات الداخلية وعلى المستويين الإقليمي والدولي، والاهتمام بالعملية الانتخابية، فضلًا عن وجود لاعبين جدد في الانتخابات القادمة.
وأشار الشقاقي إلى أن مركزه عمل استطلاع الرأي قبل تقديم القوائم الانتخابية لمعرفة توجهات الناخبين، وما الذي يدفع الناخب إلى اختيار حزب دون آخر، موضحًا أن عينة الاستطلاع شملت 1200 شخص من مختلف مناطق الضفة والقطاع، وبنسبة خطأ 3%. ونوه إلى أن الاستطلاع أجري وفقًا لما هو معلن بشأن القوائم المزمع تشكيلها حتى لحظة إجراء الاستطلاع، وهو أمر سيطرأ عليه تغيير بعد انتهاء تسجيل القوائم الفعلية، في حين ينوي المركز إجراء استطلاع آخر قبل موعد إجراء الانتخابات في 22 أيار القادم.
وقال الشقاقي، بناء على نتائج الاستطلاع، إن المطالبة بإجراء الانتخابات وتوقع إجرائها كانت عالية، إذ طالب 76% من المستطلعين بإجراء انتخابات عامة تشريعية ورئاسية، وتوقع 61% إجراء هذه الانتخابات، غير أن النصف الأكبر من المستطلعين يعتقد أن الانتخابات ليست حرة ونزيهة ولن تقبل "حماس" و"فتح" بنتائجها، حيث جاء في الاستطلاع أن نسبة 42% فقط يقولون إن الانتخابات ستكون حرة ونزيهة، و48% يقولون إنها لن تكون كذلك. وتقول نسبة 69% أنه لو فازت "حماس" فإن "فتح" لن تقبل بالنتيجة، وتقول نسبة من 60% أنه لو فازت "فتح" فإن "حماس" لن تقبل بالنتيجة.
وبيّن أن هناك أربع أولويات لدى الجمهور الفلسطيني، وهي تحقيق الوحدة الوطنية، وتحسين الوضع الاقتصادي وتوفير فرص العمل، وإنهاء الحصار عن قطاع غزة، ومحاربة الفساد، مشيرًا إلى أن الجمهور لا يعتقد أن حركة حماس قادرة على تحقيق المطالب الثلاثة الأولى، بل حركة فتح هي الأقدر على تحقيقها، أما بخصوص الأولوية الرابعة فحماس هي الأقدر على مكافحة الفساد أكثر من حركة فتح.
أما بخصوص القوى الثالثة، فأشار إلى إمكانية تغيّر وضع هذه القوى، إلا أنه لا يمكن توقّع أن تغير النظام من ثنائي الحزبية إلى متعدد، لأننا نفتقد إلى الحرية، والحرية عندنا محدودة للغاية، إضافة إلى أن الجمهور يعتقد أن القوى الثالثة غير قادرة على تحقيق الأولويات الفلسطينية.