أكدت عضو اللجنة المركزية لحركة فتح، دلال سلامة، اليوم الثلاثاء، أن ناصر القدوة لم يحضر الاجتماع الأخير لحركة فتح، مشيرة إلى أن "الحوار معه مستمر قبل انعقاد اجتماع المركزية القادم، علّه يتم التوصل إلى تفاهم معه".
وأضافت سلامة في حديث لوكالة "وطن"، "ما نقوله إن القدوة قامة فتحاوية ووطنية فلسطينية، ويمتلك الكثير من الإمكانيات الهامة والدور الهام الذي من أجله انتخب على مدار دورتين في المؤتمر السادس والسابع لقيادة
الحركة في اللجنة المركزية، وموقعه ووجوده في هذا السياق هو مساحة الفعل والتطوير والإصلاح له، وعمله يجب أن يكون من بوابة هذه الأطر".
وقالت: "نعم دكتور ناصر لديه رؤية مختلفة بموضوع الانتخابات، وأنا والكثير من أخواني قلنا إننا نحترم ما يمتلكه من رؤى، ولكن طالما أنا جزء من هذا الإطار يجب أن أضع ما لدي على الطاولة وأناقشه داخل الإطار، ويجب أن أبذل قصارى جهدي للإصلاح الذي أؤمن به".
وأكدت سلامة أن فتح لا تضحي بأي من كوادرها، فكيف إذا كان في موقع قيادي، وفي مساحة مهمة جدا من الفعل، وفي أعلى مراتب الحركة كالقدوة. وفق قولها
وتابعت: "أبناء الحركة كلهم قامات وحالات نضالية، وإرث، فهذه حركة كبيرة ممتدة، وفيها آراء متعددة ومتنوعة وأشخاص لديهم مقاربات مختلفة، حول كيف يمكن أن تكون قائمة فتح، ومن سيكون على قائمة فتح".
وأوضحت سلامة: "لذلك نحن مستمرون بـ "لملمة الحالة الفتحاوية"، ووضع الأمور في نصابها على كل المستويات، وليس على مستوى اللجنة المركزية التي هي القيادة الأولى، ولذلك كان هناك لجان للساحات مؤلفة من المركزية والثوري والمجلس الاستشاري، وأعضاء الحركة، وهي لجان منتشرة في 5 ساحات هي الشمال والوسط والجنوب وشمال غزة وجنوب غزة، للتفاعل مع الأقاليم والكادر داخل الأطر وخارجها".
وأضافت: "نفعل ذلك لأنه كلّما وسعنا دائرة المشاركة، وإشراك الأطر والأقاليم بالقرار وبشكل القائمة التي سنشارك بها، والتحالفات الممكنة، كلما أعطينا دورا مهما للأطر وتشاركنا القرار معها".
وحول الحديث عن نية الأسير مروان البرغوثي الترشح للرئاسة أكدّت سلامة، وجود تواصل دائم ومشاورات مستمرة مع البرغوثي ويتم وضعه أولاً بأول في صورتها، وهذا في إطار التشاور والمشاركة وأخذ رأيه في كل التطورات، مشيرةً إلى أن النقاش معه يجرى الآن على انتخابات التشريعي وليس انتخابات الرئاسة.
وأوضحت أن، "ذلك على قاعدة إنجاز المحطة الأولى، وهي الانتخابات التشريعية، والبرغوثي مع المحددات والرؤى التي وضعتها اللجنة المركزية في هذا الاتجاه، وهو يدعم هذا الأمر بكل قوة، ومستمرون بالتشاور والحوار معه عبر كل محطة، وكلّما أمكن التواصل معه وزوجته الأخت فدوى البرغوثي على تواصل في هذا الأمر لوضعها في صورة كل التطورات".
وبخصوص الحديث عن مشاركة فتح في الانتخابات بأكثر من قائمة، قالت سلامة: حركة فتح خلال السنوات الماضية حافظت بدرجة كبيرة على انتظام الحياة الديمقراطية في أطرها، بمعنى أن لديها انتخابات في أطرها القاعدية، ولديها انتخابات في أطرها الوسيطة على مستوى الأقاليم، ولديها انتخابات في اللجنة المركزية والمجلس الثوري، وهذه الحركة فيها تجدد وحاولت ان تنظم حياتها الديمقراطية، وهذا تأكيد على شرعية هذه الأطر وقراراتها.
وأضافت: هناك لجنة مركزية وهناك مجلس ثوري للحركة قررتا أننا سنذهب بقائمة واحدة موحدة، وهي القائمة التي تقررها اللجنة المركزية والمجلس الثوري وكل أطر الحركة، ولا يعقل أنه إذا كان فلان فتحاويا وتخلى عن موقعه في الحركة، أو بقي في الموقع وقرر أن يشكل قائمة وحده، لا يعقل أن تكون هذه اسمها قائمة فتحاوية، لأنها ستكون قائمة فلان وليست قائمة الحركة.
وتابعت: لدينا أطرنا ومؤسساتنا التي تمتلك الشرعية، ونحن لا نتحدث عن مركزية أو ثوري أو أطر متقادمة للحركة، أطرنا متجددة ولها شرعيات، ومؤتمرنا عقد من 4 سنوات، ونحن على أبواب مؤتمر قادم، وبالتالي توجهنا سيكون في قائمة واحدة موحدة.
وحول إعلان فتح قبولها التحالف مع 5 أحزاب فلسطينية في الانتخابات من بينها "فدا"، التي نفت لاحقا اتخاذها أي قرار بخصوص هذا الموضوع بعد، عقبت سلامة على هذا الموضوع بالقول إن عضو اللجنة المركزية عزام الأحمد بصفته مكلفا بملف العمل الوطني والتواصل مع فصائل منظمة التحرير، في حديثه مع هذه الفصائل عن إمكانية أن يكون هناك تحالفا وشراكة في إطار قائمة مع فتح، هناك من أعرب عن نيته بالدخول في تحالف، وهناك من تحدث عن أنه "يرغب بذلك"، وهناك من قال إن الأمر لا يزال في إطار المشاورات، والبعض قال إنه مع حركة فتح، ولكنه لا يريد أن يكون له أي مرشحين على القائمة، ولكن لم يتم خوض الحوار بعمق مع هذه الفصائل بعد.
وأكدت سلامة، أن فتح لا تزال في إطار عملية مستمرة انطلقت بإعلان مرسوم الرئاسة في الخامس عشر من كانون ثاني المنصرم، والذي يقضي ببدء العملية الانتخابية لكافة مكونات النظام السياسي الفلسطيني، بدءا بالتشريعي إلى الرئاسة ومن ثم المجلس الوطني.
وقالت: "نحن أمام محطة لها علاقة بترتيب البيت الفلسطيني من كافة النواحي، وإعادة ترتيب النظام السياسي من بوابة العودة إلى صندوق الاقتراع والعملية لا تزال مستمرة".
وحول القائمة المشتركة، التي كان يجري الحديث عنها قالت سلامة: نحن لم نتحدث عن قائمة ثنائية فتح وحماس، ربما أسيء فهمنا، فقط كان حديثنا عن جبهة وطنية "تشكيل وطني واسع" من ضمنه حماس، وليس ثنائية فتح وحماس بقائمة واحدة.
وأكدت أن حركة فتح في اجتماعها الأخير أوضحت الموقف، ووضعت النقاط على الحروف بأن الفكرة ليست قائمة ثنائية بين فتح وحماس بمقدار ما هي جبهة وطنية عريضة، تشكل الكل الوطني والسياسي، بما فيها حماس.
وقالت: طرحنا بناء جبهة وطنية واسعة، ليكون الكل الوطني شركاء في النضال والمسيرة الوطنية النضالية، ويتفاعل فيها الجميع، ويتم الاتفاق فيها على 132 مقعدا في "المجلس التشريعي"، لندخل بإطار جبهة وطنية واحدة ونتجنّب عملية إرهاق الميدان والشارع وإرهاق الناس.
وأضافت سلامة: "إذا كانت الأمور ستسير بهذا الاتجاه فعلى الرحب والسعة، وإذا لم يكن الأمر كذلك، فنحن كلنا جاهزون لخوض الانتخابات، كلٌّ في قائمته، على قاعدة النظام الانتخابي الذي يؤدي إلى وصولنا لمجلس تشريعي فيه شراكة، لذلك كانت فتح تقول وهذا قرارها الأخير في اجتماعها: أن نعمل على قائمة واحدة موحدة وفي نفس الوقت نبقى على حقيقة أننا مستعدون للتحالف لكل من أراد أن نكون شركاء في إطار الانتخابات".
وزادت قائلة: "نسعى لتكريس مفهومة الشراكة الحقيقية، بغض النظر عمن يفوز وعن حجم القوى التي ستشارك، مشيرة إلى أن لحركة فتح تجربة في الشراكة الحقيقية، ويمكن أخذها من منظمة التحرير التي كانت دائما معنية بوجود كل فصيل مقاوم ومكافح، وله برنامج نضالي بغض النظر عن حجمه، لأنها تؤمن أن المشروع الوطني يستدعي ان يكون في خندق الجميع".