موقع مدينه رام الله الاخباري :
تقوم طهران بحملة دبلوماسية قوية لثني حليفين استراتيجين للسعودية عن المشاركة في\"عاصفة الحزم\" في اليمن، لكن مع من ستقف الدولتان السنيتان؟ مع السعودية والتضحية بالمصالح الإستراتيجية مع إيران الشيعية، أم العكس؟
بدأ البرلمان الباكستاني اليوم الاثنين(السادس من إبريل/نيسان) مناقشة طلب من السعودية بتقديم مساعدة عسكرية في العملية التي تخوضها الرياض اليمن، وهو طلب يضع حليفها رئيس الوزراء الباكستاني نواز شريف في مواجهة مع الرأي العام في الداخل الذي سئم الحرب. وكانت السعودية قد طلبت من باكستان الانضمام إلى التحالف العسكري الذي تقوده على المقاتلين الحوثيين وحلفائهم في اليمن.
وقال شريف مرارا إنه سيتصدى لأي تهديد \"لوحدة أراضي\" السعودية دون تحديد العمل الذي قد يتطلبه التصدي لمثل هذا التهديد. ويبدو أن مشاركة باكستان في العملية العسكرية التي تقودها السعودية ستضع حكومة شريف في موقف حرج.
والسعودية حليف مهم لباكستان التي تحتاج لضخ منتظم للنقد الأجنبي لتفادي حدوث انهيار اقتصادي. وتقدم السعودية دعما بالمليارات لباكستان. واستضافت السعودية شريف بعد الإطاحة به في انقلاب عسكري عام 1999. لكن الانضمام إلى التحالف الذي تقوده السعودية قد يؤجج صراعا طائفيا في الداخل حيث يمثل الشيعة نحو خمس سكان باكستان كما أن الهجمات على الشيعة تتزايد مما يزيد من زعزعة استقرار البلاد المسلحة نوويا والتي يبلغ عدد سكانها 180 مليون نسمة.
\">الجيش الباكستاني يواجه تحديات على جبهات متعددة
باكستان أمام مأزق
تدخل باكستان في حرب اليمن قد يثير غضب إيران التي تتقاسم معها حدودا طويلة مضطربة في منطقة تشهد تمردا انفصاليا. وتشترك باكستان في حدودها الرئيسية الأخرى مع عدوها اللدود الهند ومع أفغانستان حيث تشن القوات الباكستانية بالفعل عمليات ضد حركة طالبان. ومن المقرر أن يزور وزير الخارجية الإيراني باكستان هذا الأسبوع. وتوقف مراقبون عند تصريحات السفير الباکستاني في طهران نور محمد جادماني الذي وصف العلاقات بين طهران وإسلام اباد بأنها \"ودية ووثيقة للغاية، ومبنية علي الأواصر التاريخية والدينية والثقافية الراسخة\". وجاءت تصريحات السفير الباكستاني قبل يوم من عقد جلسة خاصة لبرلمان بلاده لمناقشة طلب السعودية بمشاركة باكستان.
ويعارض الرأي العام الباكستاني إلى حد كبير التدخل في أي عمل تقوده السعودية في اليمن. وجاء في مقال افتتاحي بصحيفة إكسبريس تريبيون يوم الجمعة \"يجب تذكر أن باكستان ليست طوع بنان السعودية تنفذ أوامرها بإشارة منها.\"
ويواجه الجيش الباكستاني تحديات صعبة خصوصا على الحدود مع أفغانستان ويراقب بكثافة الحدود مع الهند، إضافة إلى حراسة المفاعلات النووية. ويرى محللون أن مشاركته في حرب في اليمن قد تزيد من أعبائه. وقال الميجر جنرال المتقاعد محمد علي دوراني، وهو مستشار سابق للأمن القومي، إنه حتى على الرغم من أن السعودية \"صديق خاص\" لكل من الحكومة والجيش فإن التدخل الباكستاني في اليمن قد يكون غير حكيم. وأضاف \"إذا كان هدفه الدفاع عن السعودية ضد عدوان على الرغم من التزاماتنا، فأعتقد أننا سنجد صعوبة في إرسال قوات.\" ومضى قائلا \"أعتقد أن إرسال قوات تابعة لنا إلى بلد ثالث سيكون حماقة. أيا كان سيكون خيارا صعبا جدا بالنسبة لباكستان.\"
وعن احتمال مشاركة قوات باكستانية في العملية، يرى المحلل الأمني الباكستاني فداء حسين أن إسلام اباد في وضع حرج نظرا لعلاقتها القوية مع السعودية وكذلك الجارة إيران المتهمة بدعم الحوثيين الشيعة. وقال إن \"إرسال قوات برية للحرب في اليمن قد يؤدي إلى توتر مع إيران\".
وأشار حسين إلى أن باكستان بحاجة إلى الأخذ في الاعتبار مواطنيها الشيعة الذين يمثلون أكثر من 20% من إجمالي عدد السكان. ويتواجد حاليا نحو 300 جندي باكستاني في السعودية للمشاركة في تدريبات مشتركة مع قوات سعودية.
وبرأي عارف رفيق، وهو أستاذ مساعد في معهد الشرق الأوسط بواشنطن، فإن الباكستانيين \"يتطلعون لتلبية الحد الأدنى من توقعات السعودية.\" وأضاف \"من غير المرجح أن يكونوا جزءا من أي عمل جاد داخل اليمن. ربما سيعززون الحدود.\"
\">إردوغان هل يلعب دور الوسيط بين الرياض وطهران؟